في اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات .. البيئة ضحية غير معلنة للحروب

كتبها ندى ماهر عبدربه بتاريخ 2023/11/06

طقس العرب - الحروب تسفر عن خسائر هائلة وضحايا لا يمكن حصرهم فهي تؤدي إلى فقدان الأرواح وإصابة الجنود والمدنيين، وغالباً ما تتسبب في تدمير البيئة بشكل غير معلن، وفي سعيهم لتحقيق مكاسب عسكرية، يمكن للجيوش أحيانًا تلويث مصادر المياه، وحرق المحاصيل، وقطع الغابات، وتلويث التربة، وقتل الحيوانات وعلى الرغم من أن الطبيعة لديها قدرة على التعافي بطرق طبيعية، إلا أن تجنب وقوع كوارث بيئية يبقى الأسلوب الأمثل لحماية البيئة.

 

اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية

حرصت منظمة الأمم المتحدة على دمج مسائل البيئة في خطط السيطرة على النزاعات والحفاظ على السلام، ويتعلق هذا بالحفاظ على الموارد الطبيعية لدعم النظم البيئية ولهذا السبب، قررت الأمم المتحدة تخصيص يوم السادس من نوفمبر من كل عام كيوم دولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات.

ويهدف ذلك إلى نشر الوعي بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية البيئة، وكذلك تعزيز التضامن وإنهاء الصراعات العسكرية وهدفهم هو جعل الحفاظ على البيئة أمرًا من أولوياتنا القصوى ومنع استخدامها كنتيجة لآثار الحروب.

وتم اختيار هذا التاريخ بناءً على الذكرى السادسة من نوفمبر، وهو يوم إطفاء آخر بئر نفطي أشعلته قوات الغزو العراقي للكويت، وتمكنت الكويت من إطفاء هذه الآبار في غضون 240 يومًا فقط، ويعد هذا الإنجاز نموذجًا للإرادة البشرية في الدفاع عن البيئة ومواردها، وقد كسر التوقعات والتقديرات التي توقعت أن تظل هذه الآبار مشتعلة لسنوات عديدة.

 

الأمم المتحدة تجسد التحديات البيئية في وجه الحروب

"حفظ الأجيال القادمة من آثار الحروب" هي شيء أساسي في ميثاق الأمم المتحدة، وهذه العبارة كانت الدافع الرئيسي وراء تأسيس الأمم المتحدة حيث تأسست المنظمة بعد الدمار العالمي والحروب التي شهدها العالم بحلول عام 1945.

منذ تأسيس الأمم المتحدة في 24 أكتوبر عام 1945، تم دعوتها مرارًا وتكرارًا لمنع تصاعد النزاعات إلى مستوى الحروب وللمساعدة على استعادة السلام بعد اندلاع النزاعات المسلحة، وتسعى الأمم المتحدة أيضًا إلى تعزيز السلام الدائم في المجتمعات التي تعاني آثار الحروب.

وعلى مر السنوات، ساهمت الأمم المتحدة في إنهاء العديد من النزاعات، غالباً من خلال إجراءات مجلس الأمن، الذي يلتزم بميثاق الأمم المتحدة بالحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وعندما يتحول النزاع إلى صراع مسلح، تصبح المهمة الرئيسية لمجلس الأمن هي البحث عن وسيلة لإنهاء الصراع في أسرع وقت ممكن.

وفي كثير من الحالات، أصدر مجلس الأمن توجيهات لوقف إطلاق النار، مما ساهم في منع تصاعد الأعمال العدائية على نطاق أوسع وكما قامت الأمم المتحدة بنشر قوات حفظ السلام للمساعدة على تقليل التوتر في المناطق المضطربة وفصل القوات المتنازعة وتهيئة الظروف لتحقيق سلام دائم بعد التوصل إلى تسوية، وفي بعض الحالات، يمكن لمجلس الأمن أن يقرر اتخاذ تدابير معينة، بما في ذلك عقوبات اقتصادية وعسكرية جماعية، عندما يكون ذلك ضرورياً.

وفي هذا السياق، أشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن أكثر من 40% من النزاعات الداخلية في السنوات الأخيرة كانت مرتبطة بالسيطرة على الموارد الطبيعية الثمينة مثل النفط والذهب والأخشاب والماس، أو بالموارد النادرة مثل المياه والأراضي الخصبة ويحدث هذا؛ لأن النزاعات غالبًا ما تجعل الحكومات غير قادرة على حماية مواردها الطبيعية.

 

 

أثر الحروب على البيئة

تتفاعل النزاعات والبيئة دائما، حيث تعتبر القضايا البيئية سببًا مشتركًا للصراعات والتنافس على موارد مثل النفط والغاز والمياه والخشب والمراعي يمكن أن يؤدي إلى اندلاع الحروب والصراعات.

وتعتبر الأمم المتحدة أن الضرر البيئي الناجم عن النزاعات العسكرية يمتد لفترة طويلة بعد انتهاء الصراع، ويتجاوز الحدود الوطنية والجيل الحالي حيث تُظهر تقارير برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن الحروب الحديثة تسبب في تلويث بيئي يهدد الأمان على نطاق جغرافي واسع، ومن المهم أيضًا التنبؤ بأن الآثار البيئية المدمرة للحروب لا تلتزم بالحدود الجغرافية أو السياسية بين الدول، وهذا يعود جزئياً إلى نوعية الأسلحة الحديثة ودرجة تأثيرها في البيئة.

وعلى سبيل المثال، الحرب العالمية الثانية خلفت خسائر بشرية هائلة، ودمرت البنية التحتية الصناعية بشكل كبير، ولن تفلت الحياة البرية والبحرية من تغيرات بيئية حادة نتيجة الحروب، بالإضافة إلى انتشار الفوضى المدنية وتدهور البنية التحتية وزيادة تلوث المسطحات المائية وانتشار الأمراض وزيادة معدلات العقم وتشوهات الأجنة.

ويجب على المجتمع الدولي تفعيل مبادئ الأمان البيئي والعدالة بين الشعوب وتعزيز ثقافة السلام بين الدول، وينبغي أيضًا دراسة سبل تقليل الآثار البيئية السلبية للحروب وتعزيز التعاون بين الدول المشاركة في النزاعات للحد من الدمار البيئي الواسع النطاق.

 

ما مدى أهمية وجود تدابير ملزمة لحماية البيئة في الحروب؟

تجدر ملاحظة أن جميع المحاولات السابقة لاتخاذ إجراءات ملزمة لحماية البيئة في حالات النزاعات والصراعات المسلحة لم تسري كما هو مخطط لها، فعلى الرغم من وجود قضايا حماية البيئة في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية منذ بداية القرن الماضي في اتفاقيات جنيف ولاهاي، إلا أن تكامل البيئة بشكل واضح في القانون الدولي والمعاهدات الدولية لم يحدث إلا بعد تفاقم المشكلات البيئية في السبعينيات من القرن الماضي والضرر البيئي الكبير الذي نتج عن الحروب والصراعات.

والصور المروعة للدمار البيئي، مثل تدمير منشآت النفط وتجفيف الأراضي وتسرب النفط وتلوث الخليج العربي خلال الحروب السابقة، تذكرنا بأهمية حماية البيئة أثناء النزاعات والقانون الدولي يسعى إلى حماية السكان المدنيين خلال النزاعات المسلحة وضمان بقائهم على قيد الحياة، بالإضافة إلى حماية البيئة الطبيعية التي تعتبر أساسًا للحياة البشرية حيث يراعي القانون الدولي الإنساني حماية البيئة، وينص على أهمية ذلك.

ويُعتبر نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998 الأعمال كلهم التي تلحق ضررًا واسع النطاق وطويل المدى بالبيئة الطبيعية جريمة حرب، وتنتهك المبادئ.

 

اعرف أيضا:

الاسعافات النفسية الأولية لأهل غزة... كيفية تقديم الدعم النفسي للاشخاص الذين تعرضو للحروب

بعد العدوان على غزة.. كيف نتجنب الاحتراق النفسي أثناء الأزمات والحروب؟

 


المصادر:

maspero

un.org

 



تصفح على الموقع الرسمي



10 أنشطة بشرية دمرت البيئةأكبر المشاكل البيئية التي ستواجهنا في عام 2025مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردنالأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكةكتلة هوائية باردة تترافق بانخفاض واضح على درجات الحرارة نهاية الأسبوعمركز طقس العرب يُصدر توقعات فصل الشتاء 2024/2025 في قطاع غزةالشاكر يُوضّح بالخرائط: ٣ اسباب رئيسية لضعف الموسم المطري وتفاصيل مقارنة الوضع الحالي مع السنوات السابقةتغيرات جوهرية على حالة الطقس ودرجات الحرارة تتجاوز الـ20°م في بغداد ثم تتبع بانخفاض حاد.بالفيديو | هل بالضرورة البداية الضعيفة للموسم المطري تعني أنه سيكون حتماً موسماً ضعيفاً؟