في يوم الانقلاب الصيفي.. هل تختلف ساعات الليل والنهار على الكواكب الأخرى مثل الأرض؟
طقس العرب - بينما لا نشعر بذلك، تدور الأرض حول محورها مرة كل 24 ساعة، وتأخذنا جميعًا معها، وعندما نكون على الجانب الذي يواجه الشمس، يكون لدينا ضوء النهار ومع استمرار الأرض في دورانها، ننتقل إلى الجانب البعيد عن الشمس، ويحل الليل.
إذا نظرنا إلى الأرض من فوق القطب الشمالي، سنراها تدور عكس اتجاه عقارب الساعة، مما يؤدي إلى تعاقب ضوء النهار والظلام على الكرة الأرضية من الشرق إلى الغرب، ويتسبب دوران الأرض حول محورها في التغيير بين النهار والليل، لكن الأطوال المتغيرة للنهار والليل تعتمد على موقعك على الأرض والوقت من السنة، ويتأثر طول النهار أيضًا بميل محور الأرض ومسارها حول الشمس.
تعرفها لأول مرة.. حقائق مدهشة عن الانقلاب الصيفي
لماذا يتغير طول النهار خلال العام؟
رغم أن اليوم الشمسي يستغرق 24 ساعة، إلا أنه لا يتضمن دائماً 12 ساعة من ضوء النهار و12 ساعة من الليل ونلاحظ أن النهار يكون أقصر في الشتاء مقارنة بالصيف، وهذا بسبب ميل محور الأرض بمقدار 23.5 درجة.
وعندما تتحرك الأرض حول الشمس خلال العام، يميل النصف الشمالي نحو الشمس في الصيف، مما يجعل النهار أطول من الليل وفي الشتاء، يميل النصف الشمالي بعيداً عن الشمس، مما يجعل الليل أطول وفي فصلي الربيع والخريف، لا يميل المحور نحو الشمس أو بعيداً عنها، لذلك يكون طول النهار والليل متساويًا.
ويختلف العدد الفعلي لساعات ضوء النهار في أي يوم معين من السنة من مكان لآخر، وتحصل المناطق القريبة من خط الاستواء على حوالي 12 ساعة من الضوء يوميًا وفي المقابل، يشهد القطب الشمالي 24 ساعة من ضوء النهار لبضعة أشهر في الصيف وظلامًا دامسًا لعدة أشهر في الشتاء، مع فترات طويلة من الشروق والغروب تفصل بينهما.
وتعود هذه الاختلافات إلى ميل محور الأرض بمقدار 23.5 درجة وعندما تدور الأرض حول الشمس، يظل محورها المائل موجهًا نحو نجم الشمال Polaris، مما يجعل أجزاء مختلفة من الأرض تحصل على كميات متفاوتة من أشعة الشمس المباشرة على مدار العام.
ما الذي يتسبب في ميل الأرض؟
منذ زمن بعيد، يُعتقد أن جسمًا كبيرًا يُدعى "ثيا" اصطدم بالأرض، مما تسبب في ميل محورها وأدى هذا الاصطدام إلى إرسال كميات هائلة من الغبار والأنقاض إلى المدار، مما خلق فجوة كبيرة على الأرض ويعتقد معظم العلماء أن هذه الأنقاض هي التي شكلت قمرنا الحالي.
الفرق بين اليوم الشمسي واليوم الفلكي
تدور الأرض حول نفسها مرة كل 24 ساعة تقريباً من منظور شمسي، ما يسمى "اليوم الشمسي"، ومرة كل 23 ساعة و56 دقيقة و4 ثوان من منظور نجمي، ما يسمى "اليوم الفلكي".
اليوم الشمسي هو الوقت الذي تستغرقه الأرض لتدور مرة واحدة بالضبط بحيث تظهر الشمس في المكان نفسه في السماء في اليوم التالي ومع ذلك، فإن حركة الأرض حول الشمس تجعل قياس اليوم الشمسي أكثر تعقيداً.
الوقت الفعلي لدورة واحدة للأرض حول محورها هو أقصر قليلاً، حوالي 23 ساعة و56 دقيقة، واكتشف علماء الفلك ذلك من خلال ملاحظة الوقت الذي يستغرقه نجم للظهور في المكان نفسه من السماء في اليوم التالي، وأطلقوا على هذا اليوم اسم "اليوم الفلكي" أو "اليوم النجمي".
دوران الأرض حول نفسها يتباطأ بمرور الوقت؛ فاليوم في الماضي كان أقصر مما هو عليه الآن؛ بسبب تأثيرات المد والجزر التي يسببها القمر على دوران الأرض.
أطول وأقصر أيام السنة
الانقلابات هي نقاط في مدار الأرض تحدد أطول وأقصر أيام السنة والانقلاب الشتوي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية هو أقصر يوم، وبعده تطول ساعات النهار أما الانقلاب الصيفي في النصف الشمالي فهو أطول يوم، وبعده تقصر ساعات النهار.
ويمكن أيضاً تسمية الانقلابات بأشهر حدوثها مثلاً، الانقلاب الشمسي لشهر يونيو/حزيران هو النقطة في مدار الأرض حيث يواجه القطب الشمالي الشمس.
في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، يعتبر انقلاب يونيو/حزيران أطول يوم في السنة، بينما في النصف الجنوبي يعتبر أقصر يوم.
الموقع على الأرض
يؤثر موقعك على الأرض بالنسبة لخط الاستواء على عدد ساعات النهار في اليوم الشمسي وخلال فصل الصيف في النصف الشمالي، تزداد ساعات النهار كلما اتجهت شمالاً؛ في هذا الوقت، يحصل القطب الشمالي على القليل من الظلام في الليل.
وفي الشتاء، يكون النهار أقصر كلما اتجهت شمالاً أما عند خط الاستواء، فيتساوى طول الليل والنهار دائماً بغض النظر عن الفصل، ولهذا السبب يسمى خط الاستواء.
هل للكواكب الأخرى نهار وليل؟
نعم، تدور جميع الكواكب في نظامنا الشمسي حول محاورها، وبالتالي تكون لديها دورات من النهار والليل.
تدور بعض الكواكب بشكل أسرع من الأرض، وبعضها يدور بشكل أبطأ. المريخ لديه دورة نهارية وليلية مشابهة للأرض، حيث يدور حول محوره مرة كل 24.6 ساعة. أما الزهرة، فتدور حول محورها مرة كل 243 يوماً من أيام الأرض، مما يجعل يوم الزهرة أطول بقليل من سنته، حيث يستغرق 225 يوماً للدوران حول الشمس.
دورة النهار والليل لكوكب عطارد أكثر تعقيداً، إذ يدور مرة ونصف حول نفسه خلال كل دورة له حول الشمس. نتيجة لذلك، فإن يوم عطارد، من شروق الشمس إلى شروقها التالي، يبلغ طوله 176 يوماً أرضياً.
الكواكب الأكبر تدور بشكل أسرع حول محورها؛ فالمشتري يدور مرة كل 10 ساعات، وزحل كل 11 ساعة، ونبتون يكمل دورته في 16 ساعة. في المقابل، يدور بلوتو حول محوره مرة كل 6.4 أيام.
طول النهار والليل في الكواكب الأخرى
تعاني الكواكب الأخرى أيضاً من تغييرات في طول ساعات النهار والليل لأنها مائلة على محاورها بزاويا مختلفة. يميل محور كوكب المشتري بمقدار 3 درجات فقط، لذا فإن تغير طول النهار والليل عليه أقل حدة من الأرض. في حين يميل محور نبتون بمقدار 30 درجة، مما يجعل التغيرات في النهار والليل أكثر وضوحاً.
أما أورانوس فيقدم حالة مثيرة للاهتمام، إذ يميل محوره بزاوية 98 درجة، مما يعني أن القطب الشمالي لأورانوس يكون موجهًا نحو الشمس خلال الصيف القطبي الشمالي، ويكون القطب الجنوبي في ظلام دامس. وبعد حوالي 42 سنة أرضية، يحدث العكس، حيث يوجه المحور القطبي الجنوبي نحو الشمس وتكون المنطقة القطبية الشمالية في ظلام دامس. في فصلي الربيع والخريف، عندما يكون محور أورانوس عمودياً على أشعة الشمس، يمر بدورة نهارية وليلية مدتها 17 ساعة أثناء دورانه حول محوره.
شاهد أيضا:
عاصفة شمسية جديدة... هل يمكن أن يعود الشفق القطبي؟
ظاهرة فلكية نادرة تحدث كل 20 عام.. "قمر الفراولة" أول بدر في الصيف سوف يزين السماء في هذا الموعد
المصادر: