في يوم الشجرة العالمي.. إزرع شجرة وساهم في تغيير العالم
طقس العرب - لقرون مضت، وجدت المجتمعات الإنسانية في العالم طرقاً مختلفة لتكريم الطبيعة والبيئة والحث على الحفاظ عليها، فكان أحدها يوم الشجرة الذي يهدف إلى الحث على زراعة الأشجار وصيانتها والحفاظ عليها، ويتم الاحتفال به في كل بلد بتواريخ مختلفة لكن معظم الدول تحتفل به في آخر جمعة من شهر أبريل، وسيصادف يوم الشجرة هذا العام يوم الجمعة 28 أبريل 2023.
يوم الشجرة العالمي.. كيف بدأ؟
تعود أصول يوم الشجرة (Arbor Day) إلى أوائل سبعينيات القرن التاسع عشر في ولاية نبراسكا الأمريكية، انتقل صحفي يدعى يوليوس ستيرلينج مورتون إلى الولاية مع زوجته كارولين في عام 1870، واشترى الزوجان أرضاً مهجورة وزرعاها بأنواع متعددة من الأشجار والشجيرات.
أصبح مورتون أيضا محررا لأول صحيفة في الولاية، والتي كانت منصة مثالية لمورتون لنشر معرفته بالأشجار وأهميتها البيئية لنبراسكا، كان لرسالته عن أهمية الأشجار صدى لدى قرائه ، وفي 7 يناير 1872 ، اقترح مورتون يوما يشجع جميع سكان نبراسكان على زراعة الأشجار في مجتمعهم - كان الحدث سيطلق عليه في الأصل "يوم سيلفان" في إشارة إلى أشجار الغابات، لكن مورتون أقنع الجميع بأن اليوم يجب أن يكون تقديرا لكافة أنواع الأشجار ، وهكذا وُلد "يوم الشجرة".
وأقيم أول يوم للشجرة في 10 أبريل 1872 وحقق نجاحا كبيرا، حيث قاد مورتون حملة في زراعة ما يقرب من 1 مليون شجرة، وكانت تمنح جوائز للتشجيع على زراعة الأشجار بالشكل الصحيح. سرعان ما بدأ التقليد في الانتشار، وبدأت المدارس في جميع أنحاء البلاد في المشاركة به، حتى أصبح يوم الشجرة عطلة رسمية في نبراسكا في عام 1885.
أما عن اختيار تاريخ الاحتفال بيوم الشجرة، فقد تم اختيار 22 أبريل في البداية بسبب طقسه المثالي لزراعة الأشجار وتقديرا لعيد ميلاد مورتون، ثم أصبح يحتفل به في آخر جمعة من شهر أبريل.
وفي غضون 20 عاما ، وصل يوم الشجرة إلى بلدان عدة وانتشر مفهوم يوم الشجرة في اليابان وجميع أنحاء أوروبا وكندا وأستراليا، والآن يولى هذا اليوم اهتماما كبيرا نظرا لزيادة الوعي بأهمية الأشجار في ظل التغيرات المناخية والبيئية التي يشهدها العالم.
اقرأ أيضا: زراعة الأشجار ودورها في وقف تغير المناخ والتخفيف من عواقبه
كيف تحتفل بيوم الشجرة: إزرع شجرة وساهم في تحسين العالم
يتم الاحتفال بيوم الشجرة بزراعة الأشجار والتأكيد على العناية بها كوسيلة لحماية الموارد الطبيعية لكوكبنا بشكل مستدام، خاصة أننا أصبحنا نشهد تأثيرات تغير المناخ بشكل متزايد، ما يهدد حياة الإنسان على الأرض.
فوائد الأشجار
تمتلك الشجرة فوائد عظيمة تؤثّر بشكل مباشر في حياة الإنسان والبيئة والكائنات الحيّة، وفيما يأتي بعضا من فوائد الشجرة:
- الوقاية من الأمراض: تعترض الشجرة الملوثات من الاختلاط بالمياه، فترفع من جودة المياه، وتحدّ من الإصابة بالأمراض الناتجة عن التلوث.
- تعزيز صحة الجهاز التنفسيّ: تحُدّ الأشجار من الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسيّ لأنها تُزيل الملوثات من الغلاف الجويّ،
- تحسين الصحة النفسيّة والعقلية: يُقلّل التواجد بالقرب من شجرة من مشاعر التوتر، والقلق، والاكتئاب، وتُعزز الصحة العقليّة.
- صدّ الرياح: تساعد الشجرة على صدّ الرياح القويّة، فتقلل من الأضرار الناجمة عنها.
- تلطيف الجوّ: وذلك من خلال عمليّة التبريد التبخيري، كما أنّها تُقلل من كمية ضوء الشمس الواصلة إلى الساحات المفتوحة والمباني.
- تحسين جودة الهواء: تُنتج الشجرة الأكسجين النقيّ الضروري للتنفس، وتُصفّي أوراقها الجوّ من الغبار والملوثات الضارة.
- الحدّ من جريان الأمطار: يتمثّل دور الشجرة بالحدّ من جريان الأمطار الذي يؤدّي إلى فيضانات وأضرار بيئية.
- توفير المسكن للحياة البرية: تُعدّ الشجرة موطناً للعديد من الطيور والحيوانات البريّة، حيث يسهل على الطيور التعشيش فيها.
- توفير الغذاء: توفر الشجرة الغذاء للعديد من الكائنات البريّة والإنسان.
- توفير الحماية: توفّر الشجرة الظلّ للحماية من أشعة الشمس.
- الشجر يخلق أحياءً حضريّة ومجتمعات أقوى: حيث لوحظ أنّ الشجر يُحسّن العلاقات مع الجيران، ويخلق شعوراً أقوى بالوحدة والتلاحم، حيثُ يكون السكان أكثر حبّاً لمنطقتهم المُشجّرة وأكثر شعوراً بالأمان فيها،
- تُساهم الأشجار في زيادة التفاعل بين الناس: إذ إنّ الساحات المزروعة بالأشجار تجذب الناس إليها أكثر من تلك الفارغة، فيلتقي الناس ويتعارفون بشكلٍ أكبر،
اعرف المزيد عن طريقة تمكنك من تحسين العالم، شاهد الفيديو: