فيضانات ليبيا تكشف عن آثار تعود للعصر اليوناني في درنة
طقس العرب - الفيضانات التي ضربت درنة في شرق ليبيا الشهر الماضي أسفرت عن فقدان أرواح آلاف البشر، وأيضًا أتلفت آثار مدينة قورينا اليونانية التاريخية الموجودة في قرية قورينا ومع ذلك، كشفت هذه الكارثة أيضًا عن آثار جديدة كانت مخفية هناك، بعد أن انجرفت التربة والأحجار خلال الكارثة.
أثار تعود للعصر اليوناني والروماني في درنة
المياه كشفت عن نظام صرف مائي روماني لم يكن معروفًا مسبقًا حيث عانت مدينة شحات من عاصفة عنيفة، وجرفت السيول مواقع عديدة؛ مما كشف لنا عن موقع جديد يتضمن قنوات مياه يعتقد أنها تعود إلى العصور الرومانية، ويعتبر هذا الاكتشاف إضافة مميزة للمدينة، ويعتبر أيضا قيمة إضافية لبقائها وتميزها، وسيعزز مكانتها في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
ومن الجدير بالذكر أن معابد قورينا تقف على تلة خصبة بالقرب من صخور صخرية التي تتميز بأعمدة حجرية شامخة، وهي جزء من خمسة مواقع تراثية للتراث العالمي في ليبيا وفقًا لتصنيف منظمة الأمم المتحدة (اليونسكو) وتُعد هذه المعابد جزءًا من الأثر الروماني الوفير الذي يُطل على البحر المتوسط في صبراتة ولبدة الكبرى.
تأثير تغيير المناخ على الآثار
قبل ذلك، كانت قورينا مستوطنة يونانية وإحدى المدن الرئيسية في العالم الهيليني القديم، وبعد ذلك أصبحت مركزًا رئيسيًا تحت حكم الرومان، حتى تم تدميرها عن طريق زلزال في عام 365 ميلاديًا.
وأفاد علماء من مجموعة البحث الدولية "وورلد ويذر أتربيوشن" بأن تغير المناخ أدى إلى زيادة تصل نسبتها إلى 50 في المائة في هطول الأمطار خلال العاصفة، مما يلقي الضوء على التحديات المستقبلية التي تهدد التراث.
حيث إن العاصفة دانيال تسببت في هطول أمطار بلغت نحو متر واحد على التلال في شرق ليبيا، وهو مستوى لم يُسجل من قبل منذ منتصف القرن التاسع عشر، ولاحظت "رويترز" أن المياه كانت ما تزال تتدفق عبر الموقع عندما قامت بزيارته الأسبوع الماضي.
وأوضح المراقب في إدارة آثار شحات، عادل بوفجرة، أن الماء أدى إلى تراكم الطين والركام في منطقة الحمامات التي تعود إلى العصر اليوناني، مما يتطلب جهدًا وفرقًا متخصصة لإزالتها.
وحذر من أنه على الرغم من أن الأضرار كانت طفيفة حتى الآن، فإن الفيضانات قد زادت حالة انهيار التربة التي يمكن أن تؤدي في وقت لاحق إلى انهيار أحد المعالم الأثرية، وأوضح بوفجرة أن ذلك يشكل تهديدًا للآثار الرائعة في شحات، التي كانت نقطة جذب سياحي منذ القرن الثامن عشر وأشار قائلاً:
"نتوقع أن أحد هذه المعالم سيتعرض للانهيار بسبب المياه".
اعرف أيضا:
بالصور | ليست المرة الأولى .. وادي درنة وتاريخ حافل بالكوارث
هل التغير المناخي كان السبب وراء فيضانات ليبيا؟
المصادر: