قراءة علمية: رحلة العاصفة دانيال من اليونان و حتى وصولها إلى ليبيا و آثار تدميرية لن تنسى

كتبها محمد عوينة بتاريخ 2023/09/14

طقس العرب - تشكلت بؤرة من الضغط الجوي المُنخفض في الرابع من سبتمبر/أيلول الحالي وسط البحر الأبيض المُتوسط و تسببت بهطول كميات كبيرة من الأمطار على أجزاء من دول البلقان بما فيها اليونان بالإضافة إلى غرب تركيا و مدينة اسطنبول، و تجاوزت كميات الأمطار حاجز 800 ملم في بعض المناطق اليونانية و أدى ذلك إلى حدوث الفيضانات مُخلفة العديد من الوفيات، و وصفت هذه الكميات بأنها غير مُسبوقة في تلك المناطق و العاصفة الأقوى التي تضرب اليونان منذ عام 1930.

 

 

تطور المنخفض إلى مُستوى العاصفة قبل أن يضرب الأراضي الليبية 

ما بين الثامن و التاسع من سبتمبر/أيلول تطور النظام الجوي المعروف باسم العاصفة دانيال و اكتسب خصائص استوائية في تلك المنطقة البحرية الواسعة التي تقع ما بين جزيرة كريت و سواحل ليبيا و إيطاليا و التي تتميز بدفئ مياه البحر، و ذلك نتيجة استمرار تدفق الهواء البارد في طبقات الجو العالية لوسط البحر الأبيض المُتوسط بالتزامن مع اندفاع هواء آخر ساخن من الجنوب.

هذه الخصائص الاستوائية ظهرت على أرض الواقع على شكل زيادة ملحوظة في الاضطراب الجوي من شدة العواصف الرعدية بالإضافة إلى زيادة في سُرعة دوران الرياح و التيارات حول مركز المُنخفض مما جعل المنخفض يظهر على شكل مُشابه للأنظمة المدارية من صور الأقمار الإصطناعية.

و ضربت العاصفة دانيال الساحل الشرقي الليبي مع صبيحة يوم الأحد 10-9-2023 و استمرت في التأثير أيضاً يوم الإثنين، و رافقها هبات رياح عاصفة مصحوبة بهطول أمطار شديدة الغزارة أفضت الى فياضانات مدمرة اجتاحت أحياء بأكملها، و تسببت في مقتل الآلاف، و دمرت العديد من المنازل و الممتلكات و المنشآت في مدن ساحلية متعددة في شرقي البلاد مثل درنة و البيضاء و المرج و شحات و سوسة بالإضافة إلى بلدات و قرى بالمنطقة.

يُلاحظ من الصورة المرفقة اكتساب النظام الجوي خصائص استوائية على شكل اتخاذه وضع الدوران حول مركز المنخفض و تشكل عيناً مغلقة

العاصفة دانيال على الرغم من أنها توغلت سريعاً إلى اليابس الليبي إلا أن ذلك لم يمنع من تأثيرها الشديد، و لم تفقد قوتها و زخمها، لأنها لاقت تغذية مستمرة قادمة عبر نسيم بحري من خليج سرت، بالإضافة إلى ااحترار الكبير في المسطح المائي.

و هو الأمر الذي عزز استمرار طول بقاء تلك الخلايا الركامية الحادة المرافقة للعاصفة بالتأثير لفترة طويلة على الشرق الليبي. 

 

انهيار سدّين مائيين جعل من التأثير كارثياً! 

لكن الكارثة الحقيقية كانت بمدينة درنة؛ حيث يوجد سد وادي درنة الكبير و قد تسبب الضغط الهائل للمياه بانهيار سد وادي درنة الكبير و سرعان ما لحق به السد الثاني، كما أن الطبيعة التضاريسية لمدرينة درنة زادت من الوضع سوءاً، إذ توجد خلف الشريط الضيق جداً من الأراضي الساحلية هضبة جبلية ترتفع بشكلٍ حاد، فتدفقت كميات أمطار كبيرة جداً من المرتفعات الجبلية إلى الوادي ما ضاعف من قدرتها التدميرية، فحاصرت الفيضانات المدن في الشريط الساحلي الضيق، و لم تعد السدود قادرة على تحمل الضغط، فغمرت المياه مساحات شاسعة في وقت قصير جداً، و وصل عدد ضحاياها أكثر من 5 آلاف قتيل إلى جانب آلاف المفقودين و المصابين.

 

 

مصر: المحطة الأخيرة للعاصفة دانيال

في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول تحرك بقايا النظام الجوي دانيال إلى شمال غرب الأراضي المصرية و اندفع في مقدمتها عاصفة ترابية أثرت على شمال البلاد و أدت إلى انخفاض فى مستوى الرؤية الأفقية كما هطلت الأمطار على بعض المحافظات دون أن تسبب أى إعاقة فى الحياة اليومية.

و بالرغم من اضمحلال النظام السطحي على أعتاب فلسطين، إلا أن الكتلة الهوائية الباردة و الرطبة في طبقات الجو العليا المُرافقة للنظام الجوي تحركت من الغرب إلى الشرق نحو منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط و بلاد الشام و أدت إلى حالة من عدم الاستقرار الجوي أثرت على الأردن و فلسطين في 13 أيلول، و جلبت زخات من الأمطار في مناطق عشوائية، في حين كان التأثير قوياً على شمال قطاع غزة و تتسبب بحدوث الفيضانات.



تصفح على الموقع الرسمي



طقس لطيف وأشبه بالربيعي حتى الثلاثاء يسبق منخفض جوي ماطر وعاصف (سيتم تصنيفه لاحقًا) يبدأ الأربعاءكتلة هوائية شديدة البرودة وذات أصول قطبية تصل إلى شرق المتوسط فهل ترفق بالثلوج؟منظومة شتوية إقليمية تشمل عدة دول من شرق المتوسط اعتبارًا من الأربعاء القادم إن شاء اللهمنخفض جوي عاصف وماطر يؤثر على قطاع غزة وارتفاع مخاطر دخول أمواج البحر إلى اليابسةمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية من أصل قطبي على شرق المتوسط فهل تصل تأثيراته إلى مصر؟أربع حالات مدارية نشطة في ذات الوقت فوق مياه المحيط الهندي وتسلك مسارات مختلفةأول منخفض جوي يؤثر على العراق يعيد الأجواء الشتوية الباردة والماطرة ويتبع برياح قطبية قارسة البرودةبدءاً من الأربعاء 5 شباط 2025: منظومة شتوية تصل للمنطقة لأول مرة في هذا الشتاء ينتج عنها منخفض جوي مُصنف يعقبه موجة بردعودة الأجواء الشتوية.. مراقبة منخفض جوي يؤثر على بلاد الشام تتركز تأثيراته على سوريا ولبنان بهذا الموعد