كادت أن تحطمها.. الأرض شهدت أكبر مناورة جماعية للأقمار الصناعية في التاريخ
طقس العرب-قال رئيس قسم الفيزياء في جامعة البلقاء التطبيقية، البروفيسور علي الطعاني، إن الأرض شهدت في شهر مايو الماضي من هذا العام، أكبر مناورة جماعية للأقمار الصناعية في التاريخ بسبب عاصفة شمسية قوية.
وأظهرت البيانات الرصدية من الأشعة تحت الحمراء التي أخذت من مركبة الفضاء TIMED التابعة لناسا، أن أكثر من 5000 مركبة فضائية وقمر صناعي اضطرت لتغيير مسارها للحفاظ على ارتفاعها وتجنب الانجذاب نحو الأرض نتيجة للعاصفة الجيومغناطيسية التي دفعت الأقمار نحو الأسفل، مما كان يمكن أن يؤدي إلى تحطمها في الغلاف الجوي. والعاصفة الجيومغناطيسية تعني انبعاث كتلي إكليلي ورياح شمسية محملة بالطاقة من سطح الشمس تضرب الغلاف الجوي الأرضي.
وتابع الطعاني:
"كانت أغلب الأقمار الصناعية المتأثرة هي أقمار ستارلينك التابعة لشركة سبيس إكس. ولكنها كانت مزودة بأجهزة استقبال GNSS وقدرات ذاتية لتجنب الاصطدام، مما مكنها من تنفيذ مناورة تلقائية عند استشعار تأثير العاصفة".
قد يهمك أيضا:
عاصفة شمسية هائلة في شهر مايو الماضي
في شهر مايو، تسببت عاصفة شمسية هائلة في إضاءة سماء الليل بعروض الشفق القطبي الملونة، ودفعت آلاف الأقمار الصناعية إلى مناورة عاجلة للحفاظ على ارتفاعها وسط كثافة مفاجئة في الغلاف الجوي العلوي.
وصلت شدة العاصفة الشمسية، التي ضربت الأرض بين 7 و10 مايو، إلى مستوى G5، وهو أعلى مستوى على مقياس من خمس خطوات تستخدمه الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) لتقييم قوة العواصف الشمسية. كانت هذه العاصفة الأقوى منذ عام 2003.
وذكر الباحثان ويليام باركر وريتشارد ليناريس من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن "العاصفة الجيومغناطيسية في مايو 2024 كانت أول عاصفة كبرى تحدث خلال نموذج جديد في عمليات الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض التي تهيمن عليها الأقمار الصناعية التجارية الصغيرة".
العواصف الشمسية، الناتجة عن الانفجارات الهائلة من الشمس، تشوش المجال المغناطيسي للأرض ونتيجة لذلك، تخترق الجزيئات الشمسية المشحونة عمق الغلاف الجوي للأرض حيث تتفاعل مع جزيئات الهواء، مما يؤدي إلى ظهور الأضواء الشمالية المذهلة والأضواء الجنوبية (الشفق القطبي) وقد تؤثر على الاتصالات.
السبب الرئيسي لهذه المناورة
وأوضح الطعاني أن السبب الرئيسي لهذه المناورة هو الزيادة المفاجئة في حجم الغلاف الجوي الأرضي، الذي امتص كمية هائلة من الطاقة من العاصفة الشمسية، مما أدى إلى انتفاخه وزيادة حجمه، وبالتالي زيادة قدرة سحبه للأقمار نحو الأرض.
وبلغت ذروة قوة العاصفة 2.6 تيراوواط، وهي كمية طاقة تكفي لتشغيل منزل لمدة 10 ملايين سنة. وأشار الطعاني إلى أن العواصف الشمسية ليست جديدة، فقد حدثت عواصف مشابهة في الماضي، مثل عواصف الهالوين عام 2003، ولكن تأثيرها كان أقل؛ نظرًا لوجود أقل من 1000 قمر صناعي في ذلك الوقت، مما لم يتطلب مناورة جماعية كبيرة كما حدث في مايو الماضي.
وأضاف الطعاني أن العاصفة الجيومغناطيسية في مايو كانت جزءًا من الدورة الشمسية رقم 25، وكانت أول عاصفة شمسية كبيرة تضرب الأرض في عصر الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض التي تهيمن عليها الأقمار الصناعية التجارية الصغيرة. ومنذ إطلاق أقمار ستارلينك في عام 2019، ازداد عدد الأقمار الصناعية النشطة إلى أكثر من 15000 قمر صناعي، مما يجعل المناورات الجماعية تحديًا كبيرًا لمشغلي الأقمار.
وتشير الإحصائيات إلى أن هناك أكثر من 900 قمر صناعي جديد يتم إطلاقه كل عام. ومن المتوقع أن تتكرر مثل هذه العواصف الشمسية الكبيرة كجزء من الدورة الشمسية 25، التي بدأت في عام 2022 ومن المتوقع أن تستمر حتى عام 2025.
ويذكر أن الدورة الشمسية هي فترة تتكرر كل 11 عامًا تقريبًا وتشهد تزايدًا ونقصانًا في النشاط الشمسي. وذروة الدورة الشمسية 25 تُظهر نشاطًا متزايدًا في البقع الشمسية والتوهجات الشمسية، مما يزيد من احتمال حدوث أحداث شمسية قوية.
شاهد أيضا:
أكبر عاصفة شمسية منذ 20 عاما سوف تضرب الأرض اليوم... ما حقيقة انقطاع الانترنت؟
عاصفة شمسية جديدة... هل يمكن أن يعود الشفق القطبي؟
المصادر:
مواقع إلكترونية