كل ما تود معرفته عن المنخفض الخماسيني
طقس العرب - أول مايتبادر في أذهاننا عند ذكر مُنخفض جوي هو الأجواء الشتوية الباردة والملابس الثقيلة، والأمطار الغزيرة او حتى الثلوج، لكن ليس بالضرورة أن كل مُنخفض جوي سيجلب الأمطار والأجواء الباردة، فهناك أنواع للمُنخفضات الجوية منها المنخفضات الجوية الجبهية التي تجلب الأمطار والأجواء الشتوية المعهودة، والنوع الآخر هو المنخفضات الجوية الحرارية والتي يتفرع منها نوع من انواع المنخفضات يُعرف بإسم المُنخفض الجوي الخماسيني الذي يجلب ظواهر جوية عِدة منها ارتفاع درجات الحرارة.
ماهو المُنخفض الجوي الخماسيني وكيف يتشكل؟
قبل دخولنا في كيفية تشكل المُنخفضات الجوية الخماسينية وتعريفها، لابد أن نعرف كيف يحدث أن يكون هناك مُنخفض جوي رغم ان درجات الحرارة مُرتفعة، لابد منّا ان نعرف أن المنخفض الجوي مصطلح لايرتبط بدرجات الحرارة، فالمُنخفض الجوي مصطلح يُعبر ان انخفاض في قيم الضغط الجوي في منطقة معينة على سطح الأرض عن قيم الضغط الجوي المحيطة.
أما عن تعريف المنخفض الجوي الخماسيني، فهو نوع من انواع المُنخفضات الجوية الحرارية، التي تنشط في فصل الربيع، وتنشأ عادةً المنخفضات الجوية الخماسينية في الصحراء الجزائرية شرق جبال أطلس، لكن تختلف اماكن تشكلها ففي بعض الوقت يُمكن أن تتكون المنخفضات الجوية الخماسينية في الأراضي الليبية.
ويتشكل هذا النوع من المنخفضات الجوية نتيجة التسخين المُرتفع لليابسة (سطح الأرض)، ففي فصل الربيع تبدأ درجات الحرارة في شمال القارة الإفريقية بالارتفاع حيث يسخن سطح الأرض، وبسبب اختلاف الحرارة النوعية بين اليابسة والماء يبقى سطح مياه البحر الأبيض المتوسط بارداً، وتصبح اليابسة اكثر دفئاً، وبذلك يبدأ الهواء على اليابسة بالتمدد فيقل وزنه وينخفض الضغط الجوي مُعلناً تولد مُنخفض جوي خماسيني في الصحراء الكبرى الافريقية.
ماهي المسارات التي تسكلها المُنخفضات الجوية الخماسينية؟
وبعد تشكل المُنخفضات الجوية الخماسينية، تكون أمامها ثلاث مسارات يُمكن أن تسلكها، فيكون المسار الأول هو ان تستمر هذه المنخفضات الجوية بالتحرك نحو شمال ليبيا مُكملةً طريقها مباشرةً نحو بلاد الشام، وهنا تكون تأثيراتها واضحة للغاية على بلاد الشام.
والمسار الثاني هو ان تستمر المنخفضات الجوية الخماسينية بالتحرك داخل الصحراء الكبرى الافريقية حتى تصل الأراضي المصرية وتُكمل طريقها لاحقاً نحو المملكة العربية السعودية وتتأثر بلاد الشام بشكلٍ غير مباشر بها.
والمسار الثالث هو ان تتحرر المنخفضات الجوية الخماسينية من القارة الإفريقية نحو جنوب القارة الأوروبية وتركيا، وفي هذه الحالة تقوم بجذب كُتلة هوائية باردة وتتحول المنخفضات الخماسينية حينها من حرارية إلى منخفضات جبهية ماطرة وباردة تؤثر على الأماكن التي تمر بها.
ماهي فترة نشاط المنخفضات الجوية الخماسينية ولماذا سُميت بهذا الأسم؟
وقد سُمي هذا النوع من المنخفضات الجوية "بالخماسينية"، لأن فترة نشاطها تمتد من بداية الانقلاب الربيعي مع ال 21/آذار من كُل عام، وحتى ال 10 من أيار من كل عام، وقد تبدأ المنخفضات الخماسينية نشاطها قبل الموعد المحدد من عام لآخر، وتُسمى حينها بالمُنحفضات الجوية "شبه الخماسينية".
بماذا تترافق المُنخفضات الجوية الخماسينية؟
عادةً ما تترافق المُنخفضات الجوية الخماسينية في مقدمتها باندفاع كُتلة هوائية ذات درجات حرارة ادفأ بكثير من ماهو مُعتاد، وتكون بعض الكُتل الهوائية المُندفعة في مقدمة المنخفضات الخماسينية شديدة الحرارة أحياناً وتتسبب بحدوث موجات الحر في بعض بلدان شمال إفريقيا وبلاد الشام والجزيرة العربية.
وتهُب مع المنخفضات الجوية الخماسينية رياح تُعرف بإسم رياح الخماسين، وهي رياح غالباً جنوبية غربية، تكون جافة وحارة أحياناً، تأتي من الصحراء الكبرى الأفريقي وتكون محملة الغبار والأتربة المثارة، وتتحرك بسرعة نحو مناطق شرق البحر الأبيض المتوسط مثل مصر وبلاد الشام ومنطقة شبه الجزيرة العربية، وتدفع معها موجات من الغُبار القادم من الصحراء وفي بعض الأحيان تكون الرياح قوية بمايكفي لإحداث عواصف رملية تتحرك في مقدمة المنخفضات الخماسينية.
وفي مقدمة المنخفضات الجوية الخماسينية تسود الأحوال الجوية الخماسينية المُتمثلة بالطقس الجاف والدافئ (او الحار) والمُغبر.
لكن سرعان مايبتعد المُنخفض الجوي الخماسيني، تندفع خلفه كُتلة هوائية ذات درجات حرارة أقل، تعمل على حدوث انخفاض حاد في درجات الحرارة في فترة زمنية قد لاتتعدى ال24 ساعة أحياناً!.
هل يُمكن أن تترافق المنخفضات الجوية الخماسينية بالأمطار؟
الإجابة نعم، ففي بعض الأحيان تتصادف المُنخفضات الجوية الخماسينية مع اقتراب كُتلة هوائية باردة في طبقات الجو العليا، ويحدث حينها التقاء بين التيارات الهوائية الدافئة الجافة في طبقات الجو السُفلى مع الأُخرى الباردة في طبقات الجو العليا وينتج عنها حالة من عدم الاستقرار الجوي تؤدي لهطول الأمطار الرعدية غالباً ماتكون طينية نتيجة اختلاط الأمطار مع الغُبار الناتج من المنخفضات الخماسينية.
وفي حالاتٍ أُخرى تتصادف المنخفضات الخماسينية مع انتشار لكميات كبيرة من السُحب على ارتفاعات متوسطة وعالية، ينتج عنها في بعض الوقت هطول لزخات طينية محلية من الأمطار في نطاقات جغرافية محدودة.
أضرار المنخفضات الخماسينية
1. من الأضرار التي قد تصيب الانسان نتيجة الأجواء المغبرة: هي الحساسية الصدرية والتهابات الرئة والشعب الهوائية، كما تسبب احتقان الأنف والحلق في حال تعرض الانسان للرياح والغبار، بالإضافة إلى تأثيرها على مدى الرؤية والتهاب العيون والرمد الربيعي.
2. من الأضرار التي قد تصيب النباتات: تمزق الأوراق وضمور حبوب اللقاح، وقد تتسبب بسقوط الأزهار والثمار نتيجة الرياح، وتزيد من خطر الاصابة بالعنكبوت الأحمر.
3. قد تتسبب الرياح المحملة بالرمال بأضرار للسيارات: خاصة في حال تم قيادة السيارة بعكس اتجاه هبوب الرياح، مما يؤدي إلى حدوث خدوش في الطلاء والزجاج الأمامي وأغطية الأنوار الأمامية، وقد يحدث انسداد في فلتر الهواء في السيارة مع تكرار القيادة في العواصف الرملية.