كندا و الولايات المُتحدة: موجه حارة تاريخية تجلب درجات حرارة قياسية هي الاعلى لشهر اذار في العصر الحديث

ابتعاد درجات الحرارة عن مُعدلاتها في الولايات المُتحدة في الفترة ما بين 13 و 19 اذار 2012 (فهرنهايت)

 

 

موقع"طقس العرب"الإلكتروني-عُمر الدجاني-شهدت مناطق واسعة من الولايات المُتحدة الأمريكية و كندا موجة حارة تاريخية و غير مسبوقة خاصة في مثل هذا الوقت من العام جلبت أجواءً شبيهة بالصيف خلال الأيام الماضية بشكلٍ حطّم الأرقام القياسية المُتعلقة بدرجات الحرارة المُسجلة خلال شهر اذار/مارس في جميع أنحاء وسط و شرق الولايات المُتحدة و مناطق واسعة من جنوب كندا نتيجة توضُع مُرتفع جوي ضخم في طبقات الجو كافة فوق النصف الشرقي من الولايات المُتحدة. والذي تسبب بوجود مرتفع بهذه الضخامة هو اندفاع كتلة هوائية شديدة البرودة قطبية المنشأ أثرت على عموم الغرب الأمريكي حتى الأجزاء الجنوبية من ولايتي كاليفورنيا ونيو مكسيكو، وأدت الى عواصف ثلجية عاتية على سلسلة جبال الروكيز.

 

ونعود لهذه الموجة الحارة اذ سُجلت درجات حرارة أعلى من مُعدلاتها بنحو 15-20 درجة على مدى ستة ايام مُتتالية في مناطق شمال ووسط الولايات المُتحدة الأمريكية و جنوب كندا، والتي تضم مدن أمريكية كبرى كشيكاغو -عاصمة الغرب الأوسط الامريكي- علماً بأنه لم تُسجل درجات حرارة مثيلة في أيام مُتتالية من قبل لمثل هذا الوقت من العام خلال اخر 140 عاماً منذ بدء السجلات المناخية في هذه المناطق، كما أن درجات الحرارة أصلاً حطّمت مستويات قياسية لم يتم حتى تسجيلها في بعض المناطق حتى في  أواخر شهر نيسان/أبريل.

 

الجدير بالذكر بأن مناطق الولايات المُتحدة الامريكية هذه السنة شهدت فصل شتاءٍ أدفئ من المُعتاد خلى بشكلٍ عام من تساقُط الثلوج على مناطق واسعة على غير المُعتاد. و رغم الصيف المُبكر الذي تشهده أجزاء واسعة من قارة أمريكا الشمالية و نُدرة الثلوج المُتساقطة بها على غير العادة، فإن الغطاء الثلجي في القسم الشمالي من الكُرة الأرضية هذا العام كان أعلى من المُعتاد بشكل واضح،حيثُ تشكل -مُنذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي- غطاءٌ ثلجي يُعتبر ثالث أوسع غطاء ثلجي في القسم الشمالي من الكُرة الأرضية منذ بدء السجلات في هذا المجال عام 1966.

 

 

 بقي أن نقول بأن شتاء النصف الشمالي من الكُرة الأرضية ما زال مُستمراً في سلوكه المُتطرف الذي بدأ منذ شتاء عام 2009/2010 رغم ما يحدث الآن في أمريكا الشمالية، إذ سُجّلت درجات حرارة قياسية باردة في أجزاء واسعة من القارة الأوروبية و شهد البحر الأسود ظاهرة نادرة و تتمثل بتجمده إضافة إلى العواصف الثلجية العنيفة التي شهدتها دول حوض البحر الأبيض المُتوسط و اليابان و غيرها.

 

هذه الخارطة توضح متى ابتعاد درجات الحرارة عن مُعدلاتها في أمريكا الشمالية خلال الأيام الماضية،البُقع الحمراء الداكنة هي لمناطق زادت فيها درجات الحرارة عن مُعدلاتها بمقدار 15 درجة مئوية