كورونا | لماذا يصاب بعض الأشخاص بنوبة شديدة من المرض بينما لا تظهر أي أعراض على البعض الآخر

كتبها رنا السيلاوي بتاريخ 2021/01/24

طقس العرب - مع مرور حوالي العام على وباء فيروس كورونا في العالم، لا يزال لدينا العديد من الأسئلة التي لم نجد لها إجابات دقيقة، ومن هذه الأسئلة الشائعة: لماذا يصاب بعض الأشخاص بنوبة شديدة من المرض بينما لا تظهر أي أعراض على البعض الآخر؟ لماذا تستمر أضرار الرئة في بعض الحالات حتى بعد زوال العدوى؟ لماذا يعاني بعض الأشخاص من آثار الإصابة بفيروس كورونا التي تستمر لفترة أطول؟ حتى أن المرض يمكن أن يستمر لأشهر ويصل لعدة أعضاء!

 

أظهرت العديد من الأبحاث حقيقة مهمة قد تكون الأساس في الإجابة على مثل هذه الأسئلة، حيث أظهرت النتائج أن الاستجابة المناعية المفرطة التي يثيرها الجسم للتفاعل مع المرض تتجاوز في النهاية الهدف الرئيسي وهو مقاومة الفيروس، إلى الإضرار بالجسم، بحيث ينقلب الجهاز المناعي في بعض الحالات ضد الجسم عن طريق الخطأ، وهذه الحالات المعروفة باسم أمراض المناعة الذاتية.

 

ينشط الجهاز المناعي بمكوناته العديدة عندما يستشعر دخول مسببات الأمراض الغريبة إلى الجسم، مثل الفيروسات والبكتيريا والفطريات الممرضة، وذلك من أجل القضاء على مسبب المرض.

 

في وقت سابق من الوباء، أشارت العديد من الأبحاث إلى ظاهرة قام فيها الجهاز المناعي بالمبالغة في رد فعله على فيروس SARS-CoV-2، وهو الفيروس المسبب لـسلالة COVID-19. تعرف باسم "عاصفة السيتوكين"، بحيث تزداد بروتينات معينة في الجهاز المناعي تسمى السيتوكينات، وترتفع إلى مستوى خطير يضر بخلايا الجسم، والسيتوكينات هي عبارة عن بروتينات يتم تنشيطها استجابةً للعدوى، تتمثل المهمة الأساسية لهذه البروتينات في إرسال إشارات إلى أجزاء أخرى من جهاز المناعة وتنشيطها.

 

وبصرف النظر عن عاصفة السيتوكين، يسلط العلماء الضوء بشكل متزايد على جانب آخر من الجهاز المناعي يسبب ضررًا أكبر للجسم نفسه من العامل الممرض، وهو الأجسام المضادة الذاتية، والأجسام المضادة هي أيضًا بروتينات تعمل عن طريق ربط نفسها بعامل ممرض معين لتدميره، لكن أحياناً الأجسام المضادة الذاتية تقوم بالعمل المعاكس، إذ تستهدف عن طريق الخطأ أنسجة وأعضاء الجسم بدلاً من العامل الممرض، كما يمكن أيضًا ان تستهدف عناصر من جهاز المناعة.

 

يُعتقد أن هذه الأجسام المضادة الذاتية تسبب أضرارًا طويلة الأجل، ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من النظريات حول كيفية ظهور الأجسام المضادة الذاتية في حالات العدوى، فهناك احتمالان: الأول هو أن بعض الأشخاص قد يكونون مهيئين لإنتاج أجسام مضادة ذاتية يمكن أن تصبح أكثر خطورة أثناء الإصابة، والثاني هو أن العدوى نفسها يمكن أن تؤدي إلى إنتاج الأجسام المضادة الذاتية.

 

وفيما يتعلق بـ COVID-19، تم نشر أول تقرير عن الأجسام المضادة الذاتية التي تضر دفاع الجسم ضد الفيروس في سبتمبر 2020، من قبل مجموعة من الباحثين من جامعة روكفيلر في الولايات المتحدة، أفاد التقرير أن الأجسام المضادة الذاتية تحجب وتهاجم جزيئات الإنترفيرون من النوع الأول، وهي البروتينات التي تعزز الاستجابة المناعية ضد العامل الممرض.

 

ووجدوا أيضًا أن الأشخاص الذين لديهم أجسام مضادة ذاتية تمنع بروتينات الإنترفيرون كانت لديهم أيضًا الأجسام المضادة الذاتية قبل الإصابة بفيروس COVID-19، هذا يفتح إمكانية أن بعض الناس قد يكون لديهم استعداد وراثي في ​​إنتاج هذه الأجسام، وتقوم المجموعة البحثية الآن بفحص حوالي 40 ألف شخص للنظر في عدد الأشخاص الذين لديهم استعداد للأجسام المضادة الذاتية.

 

في عام 1984م نُشر الدليل الأول على مهاجمة الأجسام المضادة الذاتية للإنترفيرون، وهي جزيئات دفاع الجسم، والتي يمكن أن تؤدي إلى شدة المرض في الأمراض المعدية، كما توصلت مجموعات بحثية أخرى إلى نتائج تدعم علاقة الأجسام المضادة بالإنترفيرون، حيث قامت مجموعة بحثية من كلية الطب بجامعة ييل في الولايات المتحدة بفحص المرضى والعاملين بالمستشفى ممن لديهم درجات متفاوتة من الأجسام المضادة الذاتية، ووجدوا أن هناك أجسامًا مضادة ذاتية ضد جهاز المناعة لدى الأشخاص المصابين أكثر من غير المصابين.

 

وفي دراسة أخرى نُشرت في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 بينت أن هناك مسألة أكثر إثارة للقلق حول الأجسام المضادة الذاتية، حيث وجدت الدراسة أن الأجسام المضادة الذاتية يمكن أن تنقلب حتى ضد الفوسفوليبيدات، و الفوسفوليبيدات هو نوع من الجزيئات السائدة في الخلايا يمتلك بعضها دورا مهما في عملية تخثر الدم، وبالتالي فإن تدمير هذه الفوسفوليبيدات يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات في حالة الإصابة بفيروس COVID-19، بالإضافة إلى دراسات أخرى أفادت بالعثور على أجسام مضادة ذاتية تهاجم بعض البروتينات الرئيسية والمهمة في الوظائف الخلوية.

 

كما يمكن للأجسام المضادة الذاتية أن تفسر أيضًا الأضرار الممتدة حتى بعد زوال العدوى، حيث يعتقد الباحثون أنه إذا تم إنتاج الأجسام المضادة الذاتية استجابة لـ COVID-19 ، فسوف يستغرق تكوينها أسبوعين، في هذه الحالة تبدأ الأجسام المضادة الذاتية في هجومها على أنسجة الجسم وجزيئاته بعد عدة أيام من ظهور العدوى، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تلف الأنسجة (مثل تلف الرئة) بحيث يستمر الضرر لفترة أطول، حتى بعد زوال عدوى الفيروس.



تصفح على الموقع الرسمي



شاهد الفيديو | الرياح القوية والرمال الزاحفة تُهجِر سكان قرية إماراتية حديثة وتخفي ملامحهاماذا تفعل عند حدوث زلزال ؟ وكيف تقي نفسك من مخاطر الزلازل ؟كتلة هوائية باردة تؤثر على الخليج العربي وانخفاض على درجات الحرارة في هذا الموعدحالة ماطرة تؤثر على المنطقة مع آخر أيام الخريف فلكياً (التفاصيل)ليبيا: مُنخفض جوي عميق يتمركز فوق إيطاليا فهل سيجلب المزيد من الأمطار الغزيرة للبلاد؟الخليج العربي | امتداد تأثير الموجة الباردة للعديد من المناطق نهاية الأسبوع (انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة ونشاط كبير للرياح)تزايد فُرص تأثر المنطقة بكُتل هوائية أكثر برودة ترتفع معها فُرص تشكل المُنخفضات الجوية النصف الثاني من الشهر (تفاصيل)عاصفة مطرية وكميات كبيرة من الأمطار تنتظرها جنوب القارة الأوروبية نهاية الأسبوعما هو الوسم ومتى يبدأ لعام 2024/1446؟