كيف أثر زلزال بداية العام على اليابان... وما الذي تعلمته اليابان خلال قرن من الزلازل؟

كتبها ندى ماهر عبدربه بتاريخ 2024/01/03

طقس العرب- تعرضت اليابان يوم الاثنين لهزة أرضية قوية، أثارت مخاوف من حدوث تسونامي بارتفاع متر واحد، مما دفع السلطات إلى إصدار تحذيرات للسكان بضرورة مغادرة المناطق المعرضة للخطر واللجوء إلى المرتفعات.

وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن إتش كيه) بأن الزلزال ضرب منطقة نوتو في مقاطعة إيشيكاوا قرابة الساعة 16:10 بالتوقيت المحلي (07:10 بتوقيت غرينتش) في الساعات الأولى من عام 2024، مما دفعها إلى إصدار إخطار عاجل للسكان بضرورة إخلاء منازلهم فورًا والتوجه إلى المرتفعات

 

كيف أثر زلزال بداية العام على اليابان؟

أعلنت السلطات اليابانية عن وفاة 48 شخصًا على الأقل جراء الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد، وتعمل فرق الإنقاذ بجد للوصول إلى المناطق التي انهارت فيها المباني، وتضررت الطرق، وانقطعت الكهرباء عن العديد من المنازل، وارتفعت حصيلة الضحايا في شبه جزيرة نوتو، حيث يرتبط التضرر بمقاطعة إيشيكاوا، وتم إرسال آلاف من أفراد الجيش ورجال الإطفاء ورجال الشرطة من مختلف أنحاء البلاد إلى هذه المنطقة الأكثر تضررًا.

ومع ذلك، واجهت جهود الإنقاذ صعوبات كبيرة؛ بسبب تضرر الطرق بشكل كبير، مما أدى إلى عرقلة الوصول، وتواجه السلطات صعوبة في تقدير مدى الأضرار الكاملة، وتم تعليق العديد من الخدمات النقلية وتأثيراتها على حركة القطارات والعبارات، بالإضافة إلى تأثيرها في الرحلات الجوية إلى تلك المنطقة، وتم إغلاق مطار نوتو بسبب الأضرار التي لحقت بالمدرج والمرافق الأخرى.

وأشار رئيس الوزراء فوميو كيشيدا إلى أن العمليات البحث والإنقاذ تشكل "معركة مع الزمن"، حيث يواصل رجال الإنقاذ جهودهم في الوصول إلى المناطق المتضررة، ويُظهر تقرير أن هناك حرائق وأضرار واسعة النطاق في المباني والبنية التحتية.

وتعيش اليابان حالة من التأهب بعد هذا الزلزال، مع التحذيرات من احتمالية حدوث هزات قوية إضافية في الأيام المقبلة. 

 

 

 

 

وما الذي تعلمته اليابان خلال قرن من الزلازل؟ 

مضى حوالي 13 عامًا منذ الزلزال المدمر والتسونامي في اليابان، والذي شهد حادثًا نوويًا في محطة فوكوشيما، ورغم مرور هذه الفترة الزمنية، إلا أن ذكريات تلك الكارثة لا تزال حاضرة بشكل قوي في وجدان اليابانيين.

وأعيدت جميعها إلى الواجهة يوم الاثنين مع بدء هزات الزلزال في إيشيكاوا وصدور تحذيرات التسونامي.

في اليابان، تظل التحذيرات من الزلازل أمرًا عاديًا للغاية، حيث يقول أحد السكان إنه عندما انتقلت إلى هناك لأول مرة، كنت أقفز من السرير عند أدنى اهتزاز للمبنى الذي نسكن فيه، ولكن بعد عدة أشهر، أصبحت قادراً على النوم، برغم هذه الهزات. حيث تحولت الزلازل في اليابان إلى جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، حيث يتعود الناس عليها إلى حد كبير.

 

ذكريات زلزال اليابان 1923

شهدت اليابان على مر العقود تجارب زلزالية مدمرة، ومن بينها زلزال كانتو العظيم الذي أدى إلى تسوية مساحات واسعة من المدينة بالأرض، وانهارت المباني الحديثة، التي كانت مبنية بنمط أوروبي، مما دفع إلى إقرار أول قانون للبناء المقاوم للزلازل في اليابان.

ومنذ ذلك الحين، اعتمد اليابانيون على تقنيات البناء المتقدمة، حيث تم تعزيز المباني الجديدة بالفولاذ والخرسانة، وتم تكثيف هياكل المباني الخشبية، وفي كل مرة تتعرض فيها اليابان لزلزال كبير، تقيم السلطات الأضرار وتحديث اللوائح.

ومع حدوث زلزال بقوة 9.0 درجات في عام 2011، تم تحقيق نجاح ملحوظ في تصدي المباني للزلازل، حيث بلغت درجة الاهتزاز في طوكيو 5 درجات، وهي الهزات أنفسهن التي تعرضت لها العاصمة في عام 1923.

ورغم التقدم، يظل من الصعب تصور أي بلد آخر يمر بتجربة زلزال بمثل هذه الشدة دون تعرض لأضرار جسيمة.

 

 

 

ذكريات زلزال اليابان 2011
 

شهدت الأرض اهتزازًا لمدة دقيقتين بطريقة لم يسبق لأحد أن شهدها أو تذكرها، واستمرت آثار الزلزال في الظهور.

حيث يستطيع أي شخص عاش تلك التجربة أن يتذكر بدقة أين كان وكيف شعر بالرعب في تلك اللحظات، ولكن الوضع تفاقم بسرعة بعد ذلك.

وفي غضون 40 دقيقة فقط، وصلت أول موجات التسونامي إلى الشاطئ، واصطدمت بالحواجز البحرية، محدثة دماراً هائلاً حيث جرفت البلدات والقرى لمئات الكيلومترات على طول الساحل الشمالي الشرقي لليابان، وتم بث كل هذا مباشرة عبر التلفاز، حيث كانت مروحية إخبارية تحلق فوق مدينة سينداي.

وفي اليوم التالي، أتت أخبار أكثر فظاعة، حيث بدأت محطة الطاقة النووية في فوكوشيما في مواجهة أزمة، وأُصدرت أوامر لمئات الآلاف من الأشخاص بمغادرة منازلهم، ولم تشعر حتى طوكيو بالأمان.

 

 

زلزال اليابان عام 2024

عاد الفزع والرعب إلى حياة اليابانيين في يوم الاثنين مع الزلزال الأخير، ولكن هذا الزلزال يروي قصة نجاح لليابان تقارير السلطات اليابانية لا تتناول حجم الزلازل، بل تركز على قوة الاهتزاز، ويتم قياس ذلك على مقياس من 1 إلى 7.

ووصلت الاهتزازات يوم الاثنين في إيشيكاوا إلى الحد الأقصى، 7. وشهدت الطرق والجسور تدميرًا واسع النطاق وحدوث انهيارات أرضية ضخمة ومع ذلك، بقيت الغالبية العظمى من المباني قائمة، وبدأت حياة مدينتي توياما، وكانازاوا في العودة تدريجياً إلى طبيعتها.

ويظهر هذا النجاح الهندسي عند مقارنة تأثير هذا الزلزال بتأثير زلزال طوكيو الهائل في عام 1923.

 

 

 

اقرأ أيضا:

زلزال بقوة 7.4 يضرب اليابان.. ومخاوف من تسونامي

اليابان تستقبل عام 2024 بأكثر من 150 هزة أرضية!

 


المصادر:

france24

bbc

skynewsarabia

waza.co.ke

مصدر صورة زلزال عام 1923 : alarabiya

مصدر صورة زلزال عام 2011 : isaacantisismica



تصفح على الموقع الرسمي



إجلاء ربع مليون شخص وتعليق الرحلات الجوية في الفلبين بسبب إعصار "مان-يي"مطبات جوية مرعبة تجبر طائرة ركاب على قطع رحلتها (فيديو)الأردن - تحديث جوي | اقتراب سُحب ماطرة من شمال المملكة وفرص الأمطار تمتد تدريجيًا لبعض المناطق الوسطى خلال الساعات القادمةغـ.زة | سُحب ممطرة تقترب من القطاع فجر اليوم وتزايد فُرص الأمطار خلال الساعة القادمةالأردن - تحديث جوي | بداية تأثر المملكة بامتداد منخفض جوي بعيد وزخات من الأمطار على محافظة إربدمصر | امتداد منخفض جوي يؤثر على الجمهورية الاثنين متبوع تيارات رطبة وفرص الأمطار تشمل أنحاء عدة من البلادسلطنة عُمان | عودة فرص الأمطار إلى هذه المناطق يومي الأربعاء والخميسالسعودية | بعد غيابها لفترة.. توقعات مبشرة بعودة الأمطار الرعدية إلى المملكة في الأيام الأخيرة من شهر نوفمبرالأردن | تفاصيل.. ماذا نتوقع أن تكون تأثيرات امتداد المنخفض الجوي غدا الإثنين ؟