كيف تؤثر الأجواء الباردة على السيارات الكهربائية؟
طقس العرب-تختلف السيارات الكهربائية عن السيارات التقليدية بغياب محرك الاحتراق الداخلي الذي يعمل بالوقود. عوضًا عن ذلك، تحتوي السيارات الكهربائية على محرك أو محركات كهربائية تعمل على تحريك السيارة باستخدام الطاقة المستمدة من بطارية كبيرة، والتي تُثبَّت داخل السيارة خصيصًا لهذا الغرض.
تُستخدم بطاريات النيكل أو الليثيوم أيون عادةً في السيارات الكهربائية، وهي قادرة على توفير الطاقة اللازمة لتشغيل المحركات بكفاءة عالية، ولكنها تتأثر بشكل ملحوظ بعوامل الطقس، وخاصة درجات الحرارة المنخفضة.
تأثير الطقس البارد على بطاريات السيارات الكهربائية
بما أن بطاريات السيارات الكهربائية تعتمد بشكل أساسي على تفاعلات كيميائية تحدث بداخلها، فإنها تتأثر بانخفاض درجات الحرارة في الشتاء. في الأجواء الباردة، تتباطأ التفاعلات الكيميائية داخل بطاريات الليثيوم أيون -وهي الأكثر استخدامًا في السيارات الكهربائية- مما يقلل من كفاءة توصيل الكهرباء ويزيد من المقاومة الداخلية للبطارية. ونتيجة لذلك، يضعف أداء البطارية، مما يؤدي إلى انخفاض القدرة على توفير الطاقة اللازمة للمحركات بشكل ملحوظ عند مقارنتها بظروف الطقس العادية، وهذا يؤثر بشكل مباشر على مدى سير السيارة في الشحنة الواحدة.
تأثير الشتاء على وقت الشحن
لا يقتصر تأثير الطقس البارد على أداء البطارية فقط، بل يمتد أيضًا إلى عملية الشحن نفسها. وفي الأجواء الباردة والمتجمدة، تصبح البطاريات أقل كفاءة في استقبال الشحن، مما يزيد من الوقت اللازم لإعادة شحنها. يمكن أن يكون الشحن السريع هو الحل الأمثل في هذه الحالة، إذ يساعد على تقليل الوقت المطلوب، لكنه قد لا يكون متوفرًا دائمًا في كل المناطق. بالتالي، قد يجد مالكو السيارات الكهربائية صعوبة في شحن بطارياتهم بسرعة، خاصة إذا كانت درجات الحرارة منخفضة للغاية.
انخفاض مدى السير في الطقس البارد
يعد مدى السير -أي المسافة التي يمكن للسيارة الكهربائية قطعها بشحنة واحدة- من أهم العوامل التي تتأثر سلبًا في الطقس البارد. وعندما يضعف أداء البطارية بسبب انخفاض درجات الحرارة، ينخفض مدى السير، مما يعني أن المسافة التي يمكن للسيارة قطعها بشحنة واحدة تقل بشكل ملحوظ. كلما انخفضت درجات الحرارة، تزداد تأثيرات الطقس البارد على البطارية ومدى السير، مما يشكل تحديًا لمستخدمي السيارات الكهربائية في الشتاء، خاصة في المناطق ذات الطقس البارد.
نظام تدفئة البطارية وتأثيره على الأداء
تحاول بعض شركات السيارات التغلب على مشكلة الطقس البارد بتزويد سياراتها الكهربائية بأنظمة تدفئة مسبقة للبطارية، والتي تهدف إلى الحفاظ على كفاءة البطارية في الأجواء الباردة. ومع ذلك، في حالة عدم توصيل السيارة بمصدر شحن، تعتمد هذه الأنظمة على طاقة البطارية نفسها، مما يؤدي إلى استنزاف جزء من شحنة البطارية. هذا يعني أنه يجب الانتظار لوقت أطول لإعادة شحن البطارية، وهو أمر غير مريح لبعض المستخدمين، خاصة إذا كانوا بحاجة لسيارتهم في أسرع وقت.
استهلاك الطاقة في تدفئة المقصورة الداخلية
إحدى التحديات الأخرى التي يواجهها مالكو السيارات الكهربائية في الشتاء هي استهلاك الطاقة اللازمة لتدفئة المقصورة الداخلية. وتعتمد السيارات الكهربائية على سخانات كهربائية لتدفئة المقصورة، مما يستهلك كمية إضافية من طاقة البطارية. وهذا الاستهلاك الزائد يقلل من مدى السير بشكل ملحوظ، حيث يتم استخدام جزء كبير من الطاقة المتاحة للحفاظ على دفء المقصورة. وعلى الرغم من أن بعض السيارات مزودة بأنظمة تدفئة أكثر كفاءة تعتمد على ضخ الهواء الخارجي الساخن إلى الداخل، إلا أن هذا الحل لا يقضي نهائيًا على مشكلة استهلاك الطاقة في الأجواء الباردة.
تأثير الطقس البارد على نظام استعادة الطاقة في الفرامل
يعتمد نظام استعادة الطاقة في الفرامل، أو ما يعرف بـ"الكبح التجديدي"، على تحويل الطاقة الحركية للسيارة إلى طاقة كهربائية تُخزن في البطارية عند الضغط على الفرامل. ومع ذلك، يتأثر هذا النظام بانخفاض درجات الحرارة، حيث تقل كفاءته في تحويل الطاقة، مما يؤدي إلى تقليل كمية الطاقة التي تُخزن في البطارية. ونتيجة لذلك، لا يمكن الاعتماد بشكل كامل على هذا النظام في الطقس البارد، ويُفضل التأكد من شحن البطارية قبل القيادة.
تأثير الطقس البارد على ضغط الهواء في الإطارات
قد يؤدي الطقس البارد إلى انخفاض ضغط الهواء في إطارات السيارة، وهو عامل مهم جدًا في الحفاظ على كفاءة استهلاك الطاقة. وإذا كان ضغط الهواء في الإطارات منخفضًا، فإن ذلك يزيد من الجر، مما يؤدي إلى استهلاك أكبر لطاقة البطارية لتشغيل السيارة. لذلك، يُنصح دائمًا بفحص ضغط الهواء في الإطارات بانتظام خلال فصل الشتاء للتأكد من الحفاظ على الضغط المطلوب لضمان سلامة السيارة وكفاءة استهلاك الطاقة.
شاهد أيضا:
أفضل 9 نصائح للعناية بسيارتك في فصل الشتاء
تسخين السيارة في الشتاء.. هل يفيد المحرك أم لا؟