كيف تقضي على أعراض فرق التوقيت عند السفر؟
طقس العرب - ان من علامات كثر السفر، أو القيام بالرحلات الطويلة الى أماكن مختلفة من العالم، الارهاق و التعرض لمشكلة فرق التوقيت، حيث أن فارق التوقيت،
واختلاف ساعات الليل والنهار بين مختلف الوجهات يسبب النوم المتواصل أو السهر المتواصل ما يسبب اضطراب في الساعة البيولوجية، وما ينجم عنه من اضطراب.
ومن الأضرار التي يمكن أن تلحقها مشكلة فارق التوقيت عدم القدرة على القيام بوظائفك الحيوية حتى إن كنت من المحظوظين القلائل المعتادين على السفر المتواصل حول العالم.
إضافة إلى التبعات المباشرة لاختلاف التوقيت بعد العودة من السفر، مثل قلة أو عدم النوم، والمشاكل الهضمية، والوهن،
والتوتر، حيث إن هناك تبعات طويلة الأمد كذلك تعتمد خطورتها على مدى كثرة السفر المتواصل.
أضف إلى ذلك قابلية أكبر للتعرض لالتهابات، والأمراض المزمنة مثل الزهايمر والسرطان.
لا يجب المبالغة في الشعور بالقلق عندما تكون التأثيرات طفيفة، لكن هذه الحالات تظهر بشكل تراكمي، ومع تجاهل النوم الكافي خلال الحياة، تكون احتمالية التعرض لهذه الأمراض أكبر.
وأكدت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في بيكرلي أن الخلل الحاد في دورة الساعة البيولوجية يسبب أضراراً قد تصل الى حد كبير في الذاكرة، والقدرة على التعلم،
كما يُحدث تغيرات في بنية الدماغ على المدى الطويل.
وحسبما تقول طبيبة الأعصاب تارا سوارت، فإنه يمكن للتبعات العصبية للسفر المكثف أن تبقى "لمدة طويلة حتى بعد عودة المسافر لجدوله الاعتيادي.
ضبط التوقيت.
مع الاضطراب الذي يسببه اختلاف التوقيت من بلد لآخر، وخاصة عندما يكون هناك فرق كبير في عدد الساعات، يتلقى نظام توقيتنا الداخلي الإشارات من البيئة،
مثل ظهور وغياب الضوء، أو إعادة ضبط الجسم مع التوقيت الجديد بشكل تدريجي بمعدل ساعة كل يوم .
فعلى سبيل المثال، عند السفر من نيويورك إلى باريس يستغرق الأمر خمسة أيام في المتوسط للتوافق مع توقيت باريس.
حيث تسعى الساعة الداخلية في أجسام المسافرين من الأشخاص كثيري السفر لمسافات بعيدة إلى التأقلم مع فرق التوقيت أثناء تحضيرهم للطيران للوجهة المقبلة.
وبالتالي، عليك أن تتوقع أنت ذلك التغير في ساعتك الطبيعية، وأن تضبط ساعتك البيولوجية مقدماً.
غيّر ساعة يدك منذ بداية الرحلة لتطابق وقت الوجهة التي تذهب إليها، واعتماداً على ما إن كنت تتجه شرقاً أو غرباً،
عليك أن تعرّض نفسك لضوء إضافي في الصباح أو المساء قبل بضعة أيام من الرحلة.
إذا كنت تتجه شرقاً فعليك أن تعرّض نفسك لضوء الصباح، أما إذا كنت تتوجه غرباً فيجب أن تعرض نفسك للضوء خلال فترة المساء قبل عدة أيام من موعد الرحلة.
ابتعد عن المخبوزات وخاصة المعجنات.
ينتهي الأمر بالكثير من المسافرين بتناول وجبات غير صحية على عجالة، لكنه من الضروري أن تأكل بطريقة صحية.
ويمكن أن يساعد اختيار الطعام المناسب في الوقت المناسب من اليوم في إعادة ضبط إيقاع توقيتك الطبيعي بشكل أسرع.
وكي تساعد في تغيير إيقاع ساعتك الداخلية، جرب عدم تناول الطعام مطلقا خلال الرحلة في الطائرة حتى يحين وقت الفطور التابع للبلد الذي تتجه إليه.
قد يساهم الشعور بالوهن الناتج عن فرق التوقيت في زيادة الوزن، ومشاكل صحية أخرى، وينصح بتناول بروبيوتيك (وهي مكملات غذائية من البكتيريا الحية أو الخمائر)
قبل وأثناء وبعد رحلة طويلة لتُبطل أي خلل في البكتيريا الطبيعية في أمعائك.
يجب الحفاظ على نمط ثابت ومستمر.
لا يعاني كثيرو الأسفار من تأثيرات جسدية عكسية فحسب، بل يمكن أن يؤثر ذلك على صفائهم الذهني،
فعلى المدى القصير ثبت أن الخلل في النوم ليلاً يخفض من معدلات الذكاء لديك بقدر خمس إلى ثماني نقاط في اليوم التالي،
عندما يحدث هذا بشكل متكرر على مدى طويل، يُتاح للسم العصبي التجمع في الدماغ ما قد يقود بدوره إلى أمراض مثل الزهايمر، وباركنسون مع تقدم العمر.
إن جهاز التصريف العصبي (المسؤول عن تنظيف هذه السموم) يحتاج من سبعة إلى تسعة أيام من النوم الجيد كل ليلة كي ينظف الدماغ بشكل كامل،
وتضيف: "عند اضطراب نومنا بسبب الأسفار المتكررة نحن نمنع جهاز التصريف العصبي من القيام بهذه الوظيفة الأساسية.
ممارسة الرياضة.
إذا شعرت بالنعاس خلال ساعات النهار عند وصولك إلى بلد جديد، حاول أن تقوم ببعض التمارين الرياضية، وحاول أن تنام في الليل حتى وإن كنت لا تشعر بالنعاس.
وتجنب شرب القهوة مساءً حتى لو شعرت بالحاجة إليها، فمادة الكافيين ستصعّب من عملية النوم حين يأتي موعده.
ان استعمال الهواتف الذكية قبل الذهاب إلى الفراش هو من الممنوعات، فالضوء الأزرق الذي ينبعث منها (أو من أي جهاز الكتروني)
قد يوهم الغدة الصنوبرية بأن هذا وقت النهار وبالتالي يمنع إفرازها لمادة الميلاتونين المسؤولة عن النوم عادةً.
كلنا نعاني من إرهاق فرق التوقيت.
أن المسافرين ليسو الوحيدين في تلك المعاناة، كلنا نعاني بشكل مستمر من خلل التوقيت في عالمنا الحديث،
وليس المسافرون وحدهم، فنحن -عدا من يعمل خارج جدران المكاتب- لا نتعرض كثيراً لضوء الشمس خلال النهار،
ونتعرض إلى الكثير من الضوء ليلاً من خلال المصابيح والإضاءة المنبعثة من الأجهزة الالكترونية.
كما يغير كثير من الناس أوقات نومهم خلال عطلة الأسبوع. كل تلك العوامل تقود إلى آثار تشبه في عصرنا الحديث الإرهاق الناتج عن اختلاف التوقيت