كيف كان أجدادنا يواجهون حر الصيف؟

كتبها ندى ماهر عبدربه بتاريخ 2024/06/22

طقس العرب - رغم الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، والذي يُعزى إلى التغيرات المناخية على مستوى العالم، فإن الأوضاع لم تكن أفضل في الماضي؛ مما يثير التساؤلات حول كيفية تعامل الأجداد مع ارتفاع درجات الحرارة بدون مكيفات هواء أو مراوح كهربائية.

 

كيف كان أجدادنا يواجهون حر الصيف؟

تعد ألواح "الجالي" من أهم وسائل تعديل الضوء وتكييف الهواء، حيث تم استخدامها منذ القرن الثالث عشر الميلادي وانتشر هذا الفن الإسلامي من المغرب إلى الهند، وهو يتمثل في ألواح ضخمة تحل محل النوافذ، وتساعد على خفض درجة الحرارة من خلال ضغط الهواء المار عبر ثقوبها الزخرفية. 

وتُصمم ثقوب "الجالي" على طريقة أنابيب فنتوري، وهي تقنية فيزيائية تتمثل في أنبوب واسع عند الطرفين وضيق في المنتصف، مما يساهم في تبريد الهواء عند دخوله، وتعتبر أبرز نماذج "الجالي" موجودة في دلهي، حيث يقع قصر عيسى خان نيازي، الذي بُني بين عامي 1547 و1548، ويُعد مثالاً رائعًا على استخدام فن الجالي في التبريد.

 

 

في كتابه "التبريد في التراث العلمي العربي"، يستعرض الباحث السوري سائر بصمة جي تطور تقنيات التبريد وأساليبها، مشيرًا إلى دور التهوية والتكييف بواسطة الملاقف وشيخ المعماريين حسن فتحي أكد في كتابه "عمارة الفقراء" أن الملاقف قادرة على خفض درجة الحرارة بحوالي 10 درجات، ولهذا استخدمها في تصميم المدارس في قرية "القرنة" بالأقصر، مصر، حيث كانت الملاقف عنصرًا أساسيًا في نهجه المعماري.

ووفقًا لوارن جونسون في كتابه "المحافظة على التبريد والتدفئة في العمارة الإسلامية"، كانت معادلة تكييف الهواء القديمة تتكون من ملقف ونفق أرضي ونافورة ويقوم "الملقف" بالتقاط الهواء الخارجي الساخن وتحويله إلى هواء بارد داخل نفق أرضي يساهم في تبريد المسكن ويلعب الملقف دور مستودع كبير للكتلة الحرارية، حيث تبرد أحجار البرج ليلاً، وعندما يسخن الهواء نهارًا في اليوم التالي، يبقى البرج باردًا وبما أن الهواء البارد أثقل من الساخن، فإنه يتدفق عبر البرج لينعش الغرف عند وصوله عبر النفق الأرضي.

أشكال الملاقف عديدة، منها الشكل المثلثي المجوف بقاعدة لا تزيد على متر وارتفاع متر، يُشيَّد فوق سطح المنزل، ويفتح من جهة الشرق، ويرتبط بمجرى داخلي موجه نحو سرداب المنزل (قبو واسع ذو جو بارد في الصيف)، الذي كان شائعًا في بيوت بغداد قبل انتشار المنازل الأسمنتية وتكتمل هذه التقنية بجدران معزولة بمواد جيدة، أهمها الطين، الذي يحافظ على برودة المنزل في الصيف ودفئه في الشتاء.

 

 

 

رغم جمال السجاد وثمنه الباهظ، فإن الحصير المصنوع من ألياف النباتات يُعتبر أفضل غطاء للأرضيات في الصيف ونحن لا نتحدث عن الحصير الحديث المصنوع من البلاستيك، بل الحصير المصنوع من ألياف القصب والخوص هذا الحصير لم يُستخدم فقط كعازل لتخفيف حرارة الأرض، بل كان القدماء يبللونه بالماء لتحقيق التبريد التبخيري.

 

 

 

لجأ القدماء إلى تقنيات بسيطة لتبريد الجسم، مثل تبريد مناطق النبض عند الرسغين وجوانب الرقبة باستخدام الماء البارد أو قطعة قماش مبللة، مما يساعد على خفض درجة حرارة الجسم بشكل فعال كما اعتمدوا على نوعيات معينة من الأقمشة لتخفيف الحرارة، مثل الألياف النباتية كالكتان والقنب والخيش.

في كتابها "الطرق الشرقية القديمة للتخلص من الحر"، تشرح نادية الغزي كيف استخدم القدماء الألياف النباتية كالكتان والقنب والخيش لتخفيف حرارة الصيف ففي عام 1760 ق.م، تم استخدام الكتان المصبوغ بالأصفر والأحمر والأزرق في صنع ثياب الملكة "شيبتو"، زوجة الملك زمري ليم، ملك مملكة حلب الحالية، وبناتها الست كما لجأ القدماء إلى إضافة بعض القطع إلى الملابس، مثل العمامة، التي وصفها أبو الأسود الدؤلي بأنها

"جُنة في الحرب، ومكنة من الحر، ومِدفأة من القر، ووقار في الندى، وواقية من الأحداث، وزيادة في القامة، وهي عادة من عادات العرب".

 

شاهد أيضا:

8 نصائح لحماية هاتفك المحمول من حرارة الصيف

الانقلاب الصيفي 2024 أول انقلاب صيفي يحدث مُبكراً منذ 228 عامًا والسبب..

 


المصادر:

aljazeera



تصفح على الموقع الرسمي



السعودية | موسم الرياض 2024 يحقق إنجازًا جديدًا بوصول عدد الزوار إلى 6 ملايينالملك سلمان يوافق على استضافة 1000 معتمر من 66 دولةالأردن | طقس خريفي مستقر يوم السبت واستمرار الأجواء الباردة ليلاًتركيا على موعد مع موجة ثلوج استثنائية ودرجات الحرارة تهبط إلى 10 درجات مئوية تحت الصفر في بعض المناطقالسعودية | المرتفع الجوي السيبيري يصل المملكة وموجة برد شديدة متوقعة في الأجزاء الشمالية مع درجات حرارة تقترب من الصفر المئويموجة برد سيبيرية إقليمية تؤثر على 6 دول عربية تجلب الثلوج والصقيع لمناطق عديدة ( تفاصيل )السعودية | تشمل جدة والرياض .. تغيرات جذرية على الطقس وعودة مرتقبة للأمطار في مناطق واسعة الأسبوع القادمالأردن | موجة برد سيبيرية تندفع إلى المملكة الأسبوع القادم مسبوقة ببعض الأمطارالصحة العالمية: تمنح الترخيص لأول لقاح لجدري القرود للأطفال