كيف يؤثر التغير المناخي على درجة حموضة المحيط الجنوبي؟

كتبها طقس العرب بتاريخ 2024/01/14

طقس العرب - تمتد آثار الاحترار العالمي إلى المحيط الجنوبي، حيث يشهد ظواهر الطقس المتطرف والكوارث المناخية الغير مسبوقة.

في جنوب نصف الكرة الأرضية، تتموضع القارة القطبية الجنوبية، مكان حيث يتسم الهدوء بالصمت والسكينة، إذ يمزج بينهما همس الرياح وأصوات بعض الحيوانات التي تبحث عن طعامها. ويحيط بتلك القارة المحيط الجنوبي، والذي يعتبر رابع أكبر محيط في العالم. ومع ذلك، كشفت دراسة حديثة عن تداول التغيرات المناخية في هذه المنطقة، حيث يُتوقع أن تشهد حموضة المحيط ارتفاعًا بحلول عام 2100، مما ينذر بتأثير سلبي على الحياة البحرية ويهدد المناطق ذات التنوع البيولوجي الغني.

نُشرت نتائج هذه الدراسة في دورية "نيتشر كوميونيكاشن" (Nature Communications) في الرابع من يناير 2024.

 

حموضة المحيط

"حموضة المحيط" هو مصطلح يُشير إلى تقليل مستوى الأس الهيدروجيني (pH) في مياه البحار، وهذا يعني زيادة في درجة الحموضة. وفقًا للدراسة، يتوقع الباحثون انخفاض مستوى الأس الهيدروجيني بنسبة تصل إلى 0.36، مما يشير إلى زيادة في حموضة المياه بنسبة تفوق 100% مقارنة بمستويات حموضة المياه في تسعينيات القرن العشرين. يشهد الجزء العلوي من مياه المحيط، بارتفاع يصل إلى 200 متر، زيادة في هذه الحموضة، ويتوقع أن تكون الزيادة أكبر في عمق المحيط.

تعد هذه الزيادة في حموضة المياه تهديدًا للتنوع البيولوجي في تلك المناطق، حيث يعتمد الكثير من الكائنات البحرية، مثل البطاريق والحيتان، على ظروف معينة من حيث الحموضة للبقاء على قيد الحياة. يُضاف إلى ذلك، أن هذا التأثير السلبي لحموضة المحيط يمتد إلى عمق المياه، مما يجعله تهديدًا أكبر للتنوع البيولوجي البحري في جميع الأعماق.

 

 

ظاهرة الاحترار العالمي

تفاقمت ظاهرة الاحترار العالمي بشكل ملحوظ بعد بداية الثورة الصناعية، مما أثر سلبًا على الأنظمة البيئية وترتبت عليه تأثيرات واضحة على حياة الكائنات على وجه الأرض. في عام 2015، جرى انعقاد مؤتمر الأطراف في دورته الحادية والعشرين (COP21) في باريس، حيث التزمت الأطراف بالعمل على الحفاظ على متوسط درجات حرارة العالم، مع عدم تجاوز 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2030. ومع ذلك، يبدو أن الأمور قد تخطت التوقعات، حيث سُجل عام 2023 أعلى مستويات درجات حرارة على الإطلاق، حيث وصلت إلى 1.48 درجة مئوية أعلى من مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

من ناحية أخرى، تلعب المحيطات دورًا أساسيًا في التخفيف من حرارة الكوكب، حيث تمتص نحو 30% من غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن النشاط البشر في جميع أنحاء العالم. ولكن، مع زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون الذائبة في مياه المحيطات، ينخفض مستوى الأس الهيدروجيني وتتزايد حموضة مياه المحيط.

 

محاكاة سيناريوهات المناخ

توجد بعض المناطق المحمية في مياه المحيط الجنوبي، حيث يُمنع فيها ممارسة الأنشطة البشرية، مثل الصيد. يقترح العلماء حماية المزيد من المناطق البحرية، تغطي نحو 60% من هذه المنطقة، خاصةً وأنها تضم مجموعة واسعة من الأنواع البحرية. ومن بين تلك المناطق المُقترَحة للحماية، يبرز بحر ودل كملاذ للعديد من الكائنات البحرية.

ومع ذلك، عندما قام الباحثون بإجراء نموذج محاكاة بالحاسوب لتحاكي تغيرات مياه المحيط الجنوبي خلال القرن الحادي والعشرين، وجدوا أن حتى المناطق البحرية المحمية، بما في ذلك بحر ودل، ستواجه ارتفاعًا كبيرًا في درجة الحموضة بحلول نهاية هذا القرن. ووضعوا بعض السيناريوهات:

 

في السيناريو الأسوأ، حيث يتوقع الباحثون زيادة الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة البشرية دون اتخاذ إجراءات تخفيف وخفض الانبعاثات، يُتوقع أن يشهد بحر روس ارتفاعًا متوسطًا في حموضة المياه بنسبة 104% بحلول عام 2100، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا لهذه المنطقة، التي تعتبر أكبر محمية بحرية في العالم وتقع قبالة الطرف الشمالي للقارة القطبية الجنوبية.

أما في حالة السيناريو الثاني، الذي يعتمد على تخفيض متوسط لانبعاثات الكربون، فمن المتوقع أن ترتفع حموضة مياه بحر روس بنسبة 43%. على الرغم من أن هذا السيناريو يُعتبر أقل سوءًا من السيناريو الأول، إلا أنه يحمل تأثيرات قد تكون غير مستدامة على الكائنات البحرية، بما في ذلك العوالق النباتية التي تشكل جزءًا هامًا في الشبكة الغذائية.

يشدد مؤلفو الدراسة على ضرورة تعزيز الجهود للحد من الانبعاثات وتكييف البيئة البحرية مع هذه التحولات الحادة، مُشيرين إلى أهمية العمل الفوري لإنقاذ الوضع الحالي، خاصة في ظل ازدياد سريع لمتوسط درجات الحرارة العالمية.

 


المصدر: al-ain



تصفح على الموقع الرسمي



مرصد كوبرنيكوس: نوفمبر 2024 ثاني أكثر شهر نوفمبر دفئًا على الإطلاقالسعودية تطلق مبادرة رائدة لمكافحة الجفاف في "كوب 16" الرياض لتسريع وتيرة العمل العالميتغيرات جوهرية على حالة الطقس ودرجات الحرارة تتجاوز الـ20°م في بغداد ثم تتبع بانخفاض حاد.بالفيديو | هل بالضرورة البداية الضعيفة للموسم المطري تعني أنه سيكون حتماً موسماً ضعيفاً؟الأردن | في ثالث أيام مربعانية الشتاء… كيف هي الأجواء المتوقعة في المملكة يوم غد الإثنين 23-12-2024رغم قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة.. لماذا يبقى التنبؤ بالطقس لفترات طويلة تحديًا كبيرًا؟هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟الأردن : فرص الثلوج هي الأعلى منذ سنوات في المملكة إحصائياً