كيف يؤثر تغيّر المناخ على صحة الإنسان في شبه الجزيرة العربية؟

كتبها رنا السيلاوي بتاريخ 2023/05/01

طقس العرب - تعتبر منطقة شبه الجزيرة العربية من المناطق التي تشهد تأثيرات مباشرة لتغير المناخ تتمثل بارتفاع درجات الحرارة بشكل متزايد خلال موسم الصيف مع زيادة وتيرة العواصف الغبارية وشدتها، ما يؤثر على صحة الإنسان في المنطقة، ولا سيما على الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية.

 

وهذا ما تناولته دراسة قام بها باحثون من جامعة بيرمنغهام البريطانية بقيادة الباحثة المصرية هبة عكاشة، ونشرت في دورية "ساستينابيليتي" (Sustainability) العلمية، عبر تحليل نتائج الدراسات العلمية التي صدرت في دول المنطقة خلال الفترة الممتدة بين عامي 2010 و2021.

تغير المناخ: تأثير العواصف الترابية وتلوث الهواء على الصحة

بحسب الباحثين، هناك ارتباطٌ وثيق بين تغيّر المناخ وتلوث الهواء وصحة الإنسان، وفي شبه الجزيرة العربية والمناطق المجاورة لها، تلعب العوامل المحلية مثل البيئة المتربة والصحراوية دورًا مهمًا في هذه العلاقة. وتقوم العواصف الترابية بزيادة تركيز الجسيمات الدقيقة والملوثات في الجو ونقلها من منطقةٍ إلى أخرى. 

 

وتشير التقديرات إلى أن العواصف الترابية في جميع أنحاء إفريقيا الصحراوية، والشرق الأوسط، وآسيا ترفع ما بين 200 و5000 مليون طن من الغبار المعدني في الغلاف الجوي للأرض كل عام. وتعد شبه الجزيرة العربية والمناطق المجاورة لها أحد أكبر مصادر الغبار الصحراوي في الشرق الأوسط.

 

وفي مراجعة لتلوث الهواء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حددت دراسة سابقة الملوثات الرئيسية في الجو التي تسبب آثارًا صحية ضارة في المنطقة. وتشمل هذه الملوثات:

(توضيح لارتباط تغير المناخ بتلوث الهواء والموجات الغبارية)

 

كيف يؤثر تلوث الهواء وغبار الصحراء على الصحة

بحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ تلوث الهواء يشكّل تهديدًا كبيرًا على الصحة والمناخ في جميع أنحاء العالم، إذ يتسبب في وفاة ما يقدر بنحو 7 ملايين حالة وفاة مبكرة سنويًا. وقد تم تصنيف تلوث الهواء كسببٍ رئيسي للوفاة، والعجز في جميع أنحاء العالم نتيجة أمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض الانسداد الرئوي المزمن والسرطان والالتهاب الرئوي.

 

ويقول المؤلفون إنّ غبار الصحراء يسبّب أمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض القلب والرئة ومشاكل الصحة العقلية. وقد اهتمت العديد من الأوراق العلمية حول العالم بدراسة الآثار الصحية للجسيمات المتولدة عن طريق الإنسان، لكن القليل منها أخذ في الاعتبار التأثير الصحي لغبار الصحراء المتولد طبيعيًا. وبالمثل، فإن البحوث المتعلقة بالآثار الصحية لغبار الصحراء نادرة في دول منطقة شبه الجزيرة العربية والمناطق المجاورة لها.

 

وفي دراسة أجرِيت في المملكة العربية السعودية تظهر أن العواصف الرملية يمكن أن تؤدي أيضًا إلى عدم الراحة العامة والتهيج، وترتبط بالسعال وسيلان الأنف وتهيج العين والصداع وتوقف التنفس أثناء النوم. كما أفادت دراسة أخرى في الكويت إلى ارتباط تركيزات الجسيمات التي يقل قطرها عن 10 ميكرو متر في الجو بإصابات الربو القصبي وعدوى الجهاز التنفسي الحاد وبمعدلات الوفيات المرتبطة بالجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية.

 

وفي الكويت، ارتبطت المستويات المرتفعة من هذه الجسيمات خاصة خلال ساعات الذروة وعطلات نهاية الأسبوع والصيف، بارتفاع معدل الوفيات المبكرة بسبب أمراض القلب الإقفارية والسكتة الدماغية. كما يحتل تلوث الهواء المرتبة 8 من 19 في "المخاطر الرئيسية" على الصحة في المملكة العربية السعودية .

 

تغير المناخ: تأثير الارتفاع في درجات الحرارة على الصحة

تُبرِز المنشورات التي تمت مراجعتها أن أحداث موجات الحر هي واحدة من أخطر آثار تغير المناخ في شبه الجزيرة العربية والمناطق المجاورة لها.

وتؤثر موجات الحر هذه بشكلٍ كبيرٍ على معدلات الاعتلال والوفيات البشرية ونوعية الحياة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وترى بعض الدراسات أن الارتفاع في درجة الحرارة الناتج عن تغير المناخ في المنطقة يكون أقوى بكثير في الصيف منه في الشتاء، خاصة في المناطق الصحراوية حيث يكون الصيف حارًا وجافًا بالفعل. وقد أدى تغير المناخ إلى زيادة تواتر الأيام والليالي الحارة، وارتفاع قيم درجات الحرارة القصوى، وقصر فترات البرد.

 

ويمكن أن يؤدي تغير المناخ أيضًا إلى زيادة الرطوبة، مما يزيد من احتمالية الإجهاد الحراري عن طريق تقليل قدرة الجسم على التعرق. وبشكلٍ غير مباشر، من المتوقع أيضًا أن يؤدي تغيّر المناخ لزيادة الأمراض المنقولة، وانتشار الأمراض المعدية بشكلٍ عام. ووجدت إحدى الدراسات أن الزيادة في معدل الوفيات والمراضة بسبب الإجهاد الحراري تحدث بشكلٍ خاص في المناطق الساحلية في شبه الجزيرة العربية والمناطق المجاورة لها خاصة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.

 

وعثر المؤلفون على دراسةٍ واحدة فقط أجريَت في قطر تأخذ في الاعتبار الأثر الصحي المشترك لتغير المناخ وتلوث الهواء. وسلطت نتائج الدراسة الضوء على ارتباط ارتفاع درجة الحرارة بارتفاع مستوى الأوزون على سطح الأرض وتركيزات الجسيمات، والتي ترتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي.

 

ويخلص الباحثون في نهاية الدراسة إلى أن المنطقة تواجه عبئًا كبيرًا من الأمراض يشمل الأمراض المعدية وغير المعدية، وقضايا الصحة العقلية والإصابات العرضية، نتيجة تغير المناخ وتلوث الهواء. ومع زيادة عدد السكان والتحضر والتنمية الاقتصادية، فمن المتوقع زيادة انبعاثات تلوث الهواء مما سيؤدي إلى زيادة عبء الأمراض غير المعدية في المستقبل.

 

قد يهمك أيضا: هل التغير المناخي هو المسؤول الحقيقي عن الحالات الجوية المُتطرفة التي أثرت على دول خليجية خلال شهر يوليو؟ إليكم هذه الدراسة



تصفح على الموقع الرسمي



جبل فوجي في اليابان من دون ثلوج لأول مرة منذ 130 عامًاالأردن | انقاذ 3 أشخاص علقت مركبتهم قرب سد الملك طلالمصر | شبورة مائية في ساعات الصباح الباكر وفرص لزخات متفرقة من الأمطار في هذه المناطق الثلاثاءبلاد الشام | شاهد.. أولى التساقطات الثلجية في جبال لبنان تبشر بموسم شتوي أبرد من المعتاد في المنطقة (تفاصيل)إسبانيا | فيضانات تجتاح برشلونة والأمطار تغمر مطار المدينة مما تسبب بتحويل مسار الرحلاتدول الخليج | فرص مرتفعة للضباب هذه الليلة وفجر الثلاثاء وأمطار متوقعة في أجزاء من السعوديةمتى يبدأ الشتاء في السعودية 1446؟الأردن | المملكة تتأثر بامتداد مُنخفض البحر الأحمر نهاية الأسبوع وعودة مُرتقبة للرياح الشرقية المُثيرة للغُبارالأردن | الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية الشهر القادم