كيف يتحكم البحر المتوسط بالعالم من حوله!
طقس العرب - يُعتَبَر البحر الأبيض المتوسّط من أهم البحار عبر التاريخ وحتى اليوم؛ حيث سهّل التنقّل بين الدول المختلفة، وكان الوسيلة الأولى المُساعدة على التبادل الثقافي بين السكان، كما ازدهر بالتّجارة بين القارات والدول، وله تأثير كبير على التحكم بالطقس والمناخ، فماذا تعرف عن البحر الأبيض المتوسط؟ وكيف يتحكم بالعالم من حوله؟
معلومات عن البحر الأبيض المتوسط وسبب تسميته
سبب التسمية: البحر المتوسط هو مسطح مائي محصور بين ثلاث قارات، لذلك وُصف بالمتوسط، أما سبب تسميته بالأبيض فكانت بسبب امتداده الواسع عند الإبحار فيه، حيث يظهر أمام البحارة بلون فاتح مائل للون الأبيض.
مساحته: تبلغ مساحة البحر المتوسط حوالي 2.5 مليون كم2، ويتكون من حوضين رئيسيين تفصل بينهما سلسلة صخرية طولها 140 كم تدعى العتبة أو النتوءة الصقلية- التونسية، حيث تمتد بين رأس بون في صقلية ومرسالة بتونس.
ويتصل الحوض الغربي للبحر المتوسط بالمحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق الذي يفصل بين افريقيا وأوروبا، أما الحوض الشرقي فيمتد شرقاً إلى شواطئ الشام.
عمقه: يختلف عمق البحر المتوسط من منطقة إلى أخرى؛ إذ يصل عمقه إلى 400 م تقريباً عند حدوده مع تونس، وأكثر من 5000 م عند حدوده مع اليونان.
أهمية الموقع الاستراتيجي للبحر المتوسط
يَقع البحر الأبيض المُتوسّط (Mediterranean Sea) جغرافياً في قلب العالم، ويعتبر اليوم أحد أكثر بحار العالم ازدحاماً، وذلك نتيجةً لحركة التجارة والشحن فيه، فهو يحتل مركزاً متوسطاً لثلاث قارات مهمة، وهي أوروبا وأفريقيا، وآسيا.
وهناك 22 دولة يمثل البحر الأبيض المُتوسّط جزءاً من حدودها البحريّة، حيث تُطلّ 13 دولة من قارّة أوروبا على الناحية الشماليّة للبحر، وخمس دُول من قارة أفريقيا على الناحية الجنوبيّة منه، وأربع دُول من قارّة آسيا على الناحية الشرقيّة منه.
ويعتبر البحر المتوسط أضخم مركز لتحميل وتفريغ، ونقل المنتجات النفطية، بما نسبته 18% من النقل العالمي، كما يوجد ما يقارب 600 ميناء على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، ويعتبر بعضها من بين أهم الموانئ في العالم.
دور البحر المتوسط بالتحكم في طقس المنطقة ومناخها
-
إن وجود البحر المتوسط كمصدر مائي بالقرب من منطقة بلاد الشام حوّل مناخها من الصحراوي الى المناخ المتوسطي، أي أن غياب البحر المتوسط كان سيؤدي إلى تمتع بلاد الشام بمناخ صحراوي جاف.
- يعدّ البحر المتوسط مصدراً للرطوبة، وفيه تكتسب المنخفضات الجوية القادمة من أوروبا طاقة إضافية قبل وصولها إلى منطقة بلاد الشام، فتصل إلى مناطق بلاد الشام محملة بالأمطار بإذن الله تعالى.
- يساهم البحر المتوسط في تلطيف الأجواء الحارة في بلاد الشام خلال أيام الصيف، حيث يرفد المنطقة بتيارات هوائية رطبة تلطف الأجواء، وتساهم بظهور الغيوم المنخفضة.