كيف يصنع المحار اللؤلؤ؟
طقس العرب - معظم المجوهرات تصنع من معادن ثمينة، وغالبًا ما تكون هذه المجوهرات مدفونة في باطن الأرض، لكن اللؤلؤ يعتبر استثناء فريداً من نوعه، إذ يتكون داخل كائن حي، وهو المحار ويمكن القول إن اللؤلؤ هو نتاج عملية بيولوجية مدهشة، حيث يُعَدُّ اللؤلؤ نوعًا من التفاعلات الحيوية التي يقوم بها المحار كجزء من طريقته الخاصة لحماية نفسه من المواد الغريبة.
ليس المحار النوع الوحيد من الرخويات القادرة على إنتاج اللؤلؤ فبالإضافة إلى المحار، يمكن أن ينتج بلح البحر أيضًا اللؤلؤ، ولكن يعد ذلك نادر الحدوث، وتتم معظم عمليات إنتاج اللؤلؤ عن طريق المحار في بيئات المياه العذبة والمياه المالحة ولفهم كيفية تشكل اللؤلؤ في المحار، يجب أن تبدأ أولاً بفهم التشريح الأساسي للمحار.
المحار وتكوين اللؤلؤ
وتتكون صدفة المحار ذي الصدفتين، من جزأين أو صمامين، يتم تثبيت هذه الصمامات معًا عن طريق رباط مرن، ويتم وضع هذا الرباط في نقطة اتصال الصمامين، وعادة ما يبقى الصمامان مفتوحين للمحار لكي يستطيع تناول الطعام.
المحار يتكون من عدة أجزاء داخل صدفته، وهذه الأجزاء تشمل الفم والمعدة والقلب والأمعاء والخياشيم وفتحة الشرج والعضلة الخاطفة والعباءة ومع تزايد حجم المحار، يجب أن تتوسع صدفته أيضًا، ويحدث هذا التوسع عندما تُضَاف مادة جديدة إلى حواف صدفته، وهذه المادة تنتج عن طريق الوشاح، وهو طبقة رقيقة من الأنسجة التي تغطي الجزء الداخلي من صدفة المحار والوشاح يحتوي على غدد تستخرج المعادن من الماء، وتحولها إلى وحدات بناء قشرته الصلبة.
الوشاح يفرز معادن كربونات الكالسيوم، وهي نفس المادة المستخدمة في صناعة الطباشير، بالإضافة إلى بروتين عضوي، وتشكل هذه المواد مع القشرة، وتُشكل كربونات الكالسيوم، والتي تغطي بنية البروتين الأساسية للقشرة، 98 في المائة من تركيب القشرة.
وتتألف قوقعة المحار، أو الهيكل الخارجي، من ثلاث طبقات مختلفة، حيث تُعرف الطبقة الخارجية بالسمحاق البروتيني الخارجي، والطبقة الوسطى بالمنشورية، والطبقة الأعمق بالصدفة والتي تبطن الجزء الداخلي من صدفة المحار.
والجدير بالذكر أن طبقة الصدف التي تبطن الجزء الداخلي من الصدفة تُعرف أيضًا باسم "طبقة اللؤلؤ" نظرًا لخصائصها اللامعة والعاكسة للضوء، وتُسمى أحيانًا "أم اللؤلؤ" نظرًا لدورها الرئيسي في تكوين اللؤلؤ.
كيف يصنع المحار اللؤلؤ؟
على الرغم من اعتقاد العديد من الأشخاص بأن اللآلئ تتكون عندما تدخل ذرة رمل ضالة إلى صدفة رخويات بشكل غير متوقع، إلا أن الواقع يختلف تمامًا عن هذا.
في الواقع، الرمل، الذي يكون شائعًا في بيئات الرخويات المائية، لا يؤدي دورًا أبدًا في تكوين اللآلئ وعوضا عن ذلك، تنشأ اللآلئ عندما تتسلل مواد محفزة، مثل جسيمات الطعام أو الطفيليات، بين صدفة المحار أو الرخويات الأخرى، وتترسب في العباءة، وهي الجدار العضلي الداخلي لهذه الكائنات.
عندما تواجه هذه الكائنات تهديدًا، تفرز سائلاً يحتوي على الأراغونيت (المعدن الكربونات) والكونكيولين (بروتين)، وعند اختلاط هذا الإفرازات مع المادة الغريبة، يتكون ما يُعرف بالصدف أو عرق اللؤلؤ ووفقًا للمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك، تتحول هذه الطبقات بمرور الوقت إلى ما يصبح في النهاية لؤلؤة.
التاريخ العريق للؤلؤ
يتميز اللؤلؤ ببريقه الفريد، مما يجعله سلعة مرغوبة على مر العصور، وفي مختلف الثقافات، حيث إنه في الأساطير الهندوسية، اعتقد الناس أن القمر يسقط قطرات الندى في البحر لتتحول إلى لآلئ، بينما قالت الأساطير اليونانية إن اللآلئ كانت دموع الفرح التي أذرفتها الإلهة أفروديت، وفقًا لجمعية الأحجار الكريمة الأمريكية.
بغض النظر عن مصدر اللآلئ، غالبًا ما كانت تحظى بقيمة تفوق قيمة الذهب والماس في بعض الأحيان، وكانت غالبًا ما تستخدم في صناعة المجوهرات أو كوسيلة للتجارة ولذلك، لا يُفاجئ أن يكون للؤلؤ صلة بالنبلاء، حيث أصدر يوليوس قيصر قانونًا يمنح الأرستقراطيين فقط حق ارتداء اللؤلؤ في روما.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الرواية أن كليوباترا ساهمت في إعادة تشكيل مشهد معين باستخدام اللؤلؤ كجزء من رهان مع مارك أنتوني. وهذا الجمع بين الألماس والذهب واللؤلؤ يظهر القيمة والجمال الخاص به وحتى اليوم، لا تزال اللآلئ تأسر قلوب الناس بسحرها وجمالها الفريد الذي يتشكل بطرق غريبة وجميلة.
اعرف أيضا:
من أين تأتي الصدفة بأصوات الموج؟
المصادر: