كينغ كونغ الشهير لم يقفز من أعلى برج .. وما دور تغير المناخ في انقراض أكبر قرد في العالم؟
طقس العرب - على الرغم من قدرات كينغ كونغ الشهيرة على محاربة غودزيلا وتسلق مبنى "إمباير ستيت" ومواجهة طائرات الهليكوبتر في السماء، إلا أن نظيره في الواقع يواجه تحديات أكبر نتيجة لتغير المناخ.
التغيرات المناخية هي سبب انقراض "جيجانتوبيثيكوس بلاكي"
أظهرت دراسة حديثة أن "جيجانتوبيثيكوس بلاكي"، الذي يُعد أكبر الكائنات التي عاشت على وجه الأرض، يبلغ طوله 10 أقدام ويزن أكثر من نصف طن، قد انقرض منذ حوالي 215 ألف سنة بسبب التغيرات المناخية. يعيش هذا الكائن الضخم في جنوب الصين ويشبه إنسان الغاب الضخم أكثر من غيره من الحيوانات.
وعلى الرغم من أن كينغ كونغ، الشخصية الخيالية، مستوحاة من الغوريلا الضخمة، إلا أن "بلاكي" كانت تسكن الكهوف وتتمتع بتشابه أكبر مع إنسان الغاب. كانت هذه الحيوانات معروفة بوجودها، ولكن معرفة متى انقرضت وكيف ظلت لغزًا لفترة طويلة.
عاشت "جيجانتوبيثيكوس بلاكي" منذ حوالي مليوني سنة
تم إجراء دراسة على 22 كهفًا في الصين، حيث قام العلماء بتاريخ التربة والأسنان والرواسب لفهم كيف تطورت "جيجانتوبيثيكوس بلاكي" على مدى آلاف السنين. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية، فقد تقدم العلماء بتقديرات تفيد بأن هذه الكائنات عاشت منذ حوالي مليوني سنة، وأشاروا إلى أن فترة الانقراض حدثت في زمن انخفاض غطاء الأشجار، وأصبحت المساحات العشبية أكثر انتشارًا.
تأثير تناقض المواسم الرطبة والجافة
رغم ذلك، فإن الأدلة المستمدة من حبوب اللقاح القديمة المحتفظ بها في طين الكهف تظهر أن التغيرات في المناخ وتباين الفصول وعوامل أخرى كانت المشكلة الرئيسية التي واجهت "جيجانتوبيثيكوس بلاكي" في الواقع. قد انضبت التقنيات المتاحة لتاريخ العصور التي عاشت فيها القرود العملاقة، وهو الأمر الذي كان مفتاحًا لفهم سبب انقراضها.
يعتقد العلماء أن ولادة مواسم الرطوبة والجفاف، والتباين الكبير بينهما قبل حوالي 700 ألف عام، جعلت من الصعب على هذا النوع العملاق العثور على الطعام. في حين ازدهرت الكائنات الأخرى وتكيفت مع التغيير والتباين الشديد في فصول السنة، إلا أن أكبر القرود فشلت في التكيف مع هذه التحولات.
وقد تغيرت أسنان "جيجانتوبيثيكوس بلاكي" في محاولة لتناول مجموعة متنوعة من الطعام، ولكن كانت هذه الحيوانات أقل قدرة على الحركة، مما أدى إلى أن انتهت بالعيش في أجزاء معزولة من الغابات. يُعتقد أن عندما أصبحت مصادر الغذاء المفضلة لديها أقل توفرًا، لم تتمكن من البقاء على قيد الحياة بوجود بدائل كافية.
كما كشف الفريق عن نوع آخر كان في حالة تراجع منذ آلاف السنين وعانى من "ضغط مزمن وتضاؤل أعداده" قبل أن يختفي أخيرًا في أواخر العصر البليستوسيني الأوسط.
وفي دراستهم التي نُشرت في مجلة Nature، كتب العلماء: "في النهاية، أدى كفاح هذه الكائنات من أجل التكيف إلى انقراض أكبر الرئيسيات التي سكنت الأرض على الإطلاق".
المصدر: alarabiya