لقاحات كورونا .. كيف تعمل؟ وما الفرق بينها؟

كتبها رنا السيلاوي بتاريخ 2021/04/29

طقس العرب – منذ بدأ وباء فيروس كورونا يجتاح العالم، دخلت العشرات من اللقاحات التجارب السريرية خلال عام 2020، وقد تم السماح باستخدام بعضها بعد أن استوفت جميع المعايير اللازمة، بينما يواصل مطوروها جمع البيانات للتحقق من فاعليتها وسلامتها. 

 

وتجري الآن حملات التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في جميع أنحاء العالم، وقد تم إعطاء أكثر من مليار جرعة من اللقاحات في 178 دولة حول العالم، حيث يتم استخدام اللقاحات المختلفة لتقليل فرص الناس في الإصابة بالمرض أو الحاجة إلى العلاج في المستشفى أو الموت، حيث تعلم اللقاحات أجسامنا كيفية مكافحة العدوى، وهي استراتيجية مثلى للخروج من الوباء.

 

ونقدم لكم في هذا المقال دليل سريع للقاحات فيروس كورونا المستجد (COVID-19) المستخدمة الآن في جميع أنحاء العالم.

 

1. لقاح فايزر بيونيك (Pfizer-BioNTech)

وجدت دراسة كبيرة أن اللقاح الذي طورته شركة Pfizer وشركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية BioNTech فعال بنسبة 95% في الوقاية من COVID-19.

يتم إعطاء اللقاح على جرعتين، يفصل بينهما ثلاثة أسابيع، ويجب تخزين اللقاح في درجة حرارة أقل من 70 درجة تحت الصفر المئوي.

 

في 11 ديسمبر 2020، أصبح لقاح Pfizer-BioNTech أول لقاح لـفيروس كورونا يتم ترخيصه للاستخدام من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).

 

والعديد من الدول الأخرى سمحت أيضًا باستخدام اللقاح، بما في ذلك المملكة المتحدة والأرجنتين وتشيلي وسنغافورة، وحذا الاتحاد الأوروبي حذوها في 21 ديسمبر.

وافقت البحرين وكندا والمملكة العربية السعودية وسويسرا بشكل كامل على استخدام اللقاح في 25 يناير، أعطت أستراليا اللقاح "موافقة مؤقتة" لاستخدامه في الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 16 عامًا وأكثر.

 

في 31 مارس، أعلنت شركة Pfizer أن اللقاح كان فعالًا بنسبة 100% في الوقاية من فيروس كورونا بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عامًا في مرحلة متأخرة من التجارب السريرية.

 

يستخدم لقاح فايزر جزيء يسمى mRNA كقاعدة له، جزيء mRNA هو حمض نووي رايبوزي "مرسال" موجود بشكل طبيعي في كل الخلايا، ويحتوي الجزيء على تعليمات لبناء بروتينات معينة؛ في حالة هذا اللقاح، يحمل mRNA الموجود في اللقاح رموز للبروتين الشوكي الموجود على سطح فيروس كورونا، والذي يستخدمه الفيروس للالتصاق بالخلايا البشرية.

 

 بمجرد دخول اللقاح إلى الجسم، يوجه الخلايا البشرية لبناء أجسام مضادة ضد هذا البروتين لاعتراض الفيروسات قبل دخولها إلى الخلايا وتكاثرها، وهكذا يتعلم الجهاز المناعي التعرف على الفيروس ومهاجمته.

 

 

2. لقاح موديرنا (Moderna)

لقاح موديرنا طورته شركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية موديرنا، والمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID)، يستخدم لقاح موديرنا أيضاً جزيء mRNA كأساس له، ويقدر فعاليته بنسبة 94.5 % في الوقاية من فيروس كورونا.

 

 يؤخذ اللقاح على جرعتين، يفصل بينها أربعة أسابيع، ويمكن تخزين اللقاح عند درجة حرارة 20 درجة تحت الصفر المئوي.

 

سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية باستخدام لقاح موديرنا في 18 ديسمبر، وأجازت وكالة الأدوية الأوروبية، استخدام اللقاح في يناير، أما كندا فوافقت على اللقاح بالكامل في 23 ديسمبر.

 

آلية عمل لقاح مودرنا ذات الآلية للقاح فايزر المعتمد على جزيء mRNA لتوليد أجسام  مضادة.

 

 

3. لقاح أوكسفورد أسترازينيكا (AstraZeneca)

يُقدر أن اللقاح الذي طورته جامعة أكسفورد وشركة الأدوية AstraZeneca فعال بنسبة 70 % تقريبًا في الوقاية من فيروس كورونا، ومع ذلك، أظهرت التجارب السريرية أن تعديل الجرعة يعزز هذه الفعالية.

 

في الأشخاص الذين أعطوا جرعتين كاملتين، يفصل بينهما 28 يومًا، كان اللقاح فعالًا بنسبة 62%؛ أما الذين أعطوا نصف جرعة متبوعة بجرعة كاملة، كان اللقاح فعالًا بنسبة 90 %، وفقًا للتحليلات المبكرة. ومع ذلك ، فإن المشاركين في التجارب السريرية الذين حصلوا على نصف جرعة فعلوا ذلك عن طريق الخطأ، وكان لدى بعض العلماء شكوك حول هذه النتائج المبكرة.

 

أذنت المملكة المتحدة والأرجنتين بلقاح أكسفورد-أسترازينيكا للاستخدام في أواخر ديسمبر، وأجازت الهند والمكسيك اللقاح للاستخدام في يناير، وأجازت وكالة الأدوية الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي استخدام اللقاح للبالغين في 29 يناير، ووافقت كندا على اللقاح في 26 شباط / فبراير.

 

إلا أن عشرات الدول أوقفت استخدام اللقاح مؤقتًا عندما ظهرت تقارير عن حدوث جلطات دموية ونزيف غير طبيعي بين بعض الأشخاص الذين تم تلقيحهم. خلصت مراجعة لاحقة أجرتها وكالة الأدوية الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي إلى أن اللقاح لا يزيد من معدل حدوث جلطات الدم بشكل عام، لكن اللجنة لم تستبعد وجود صلة بينه وبين حدوث بعض اضطرابات التخثر النادرة.

 

ثم أطلقت اللجنة تحقيقًا أعمق في أحداث التخثر النادرة هذه ووجدت أنها مرتبطة باللقاح، على الرغم من أن الكيفية التي يؤدي بها اللقاح إلى حدوث التجلط غير معروفة بالضبط، وأوصت اللجنة بإدراج الجلطات الدموية وانخفاض عدد الصفائح الدموية على أنها من الآثار الجانبية الممكن حدوثها للقاح، وقررت بعض الدول عدم اعطاء اللقاح لمن هم دون سن 30 سنة.

 

يحتوي لقاح أسترازينيكا على نسخة ضعيفة من الفيروس الغدي (adenovirus)، وهو فيروس الزكام الشائع والذي يصيب الشمبانزي بشكل طبيعي. قام العلماء بتعديل الفيروس بحيث لا يمكنه التكاثر في الخلايا البشرية، ثم أضافوا الجينات التي ترمز للبروتين الشوكي الموجود على سطح فيروس كورونا، وعندما يدخل اللقاح إلى الجسم ويصل إلى الخلايا، يوصل جينات البروتين الشوكية هذه، والتي تستخدمها الخلايا لبناء البروتين الشائك نفسه، فيؤدي وجود بروتينات شائكة إلى حدوث استجابة مناعية.

 

 

4. لقاح جونسون آند جونسون (Johnson & Johnson)

أظهر لقاح جونسون آند جونسون الذي طورته شركة جانسين (Janssen) فاعلية إجمالية بنسبة 72 % في الولايات المتحدة و 64 % في جنوب إفريقيا حيث يتسبب متغير فيروسات كورونا شديد العدوى في حدوث معظم الحالات الجديدة هناك.

 

فيما يتعلق بفعاليته بالوقاية من الأعراض الشديدة للمرض، أظهر اللقاح فعالية 86 % في الولايات المتحدة و 82 % في جنوب إفريقيا؛ وأظهر اللقاح فعالية بنسبة 100 % في كلا الموقعين ضد الاستشفاء والوفاة. هذا يعني أنه لم يتوفَ أي شخص أُعطي اللقاح خلال التجارب السريرية بسبب الاصابة بفيروس كورونا، أو استدعى دخوله المستشفى خلال 28 يومًا بعد التطعيم.

 

يمكن تخزين اللقاح لأشهر في درجات حرارة الثلاجة العادية.

 

في 25 فبراير، بعد تحليلات إدارة الغذاء والدواء، كانت البحرين أول دولة تسمح باستخدام اللقاح، وأجازت الولايات المتحدة اللقاح للاستخدام في 27 فبراير.

 

على غرار لقاح أسترازينيكا، تحتوي لقاح جونسون آند جونسون على نسخة ضعيفة من فيروس الزكام الشائع (الفيروس الغدي)، قام العلماء بتعديل الفيروس الغدي وراثيًا، لذلك لم يعد بإمكانه إصابة الخلايا البشرية، ثم أضافوا الجينات التي ترمز إلى البروتين الشوكي لفيروس كورونا.

 

بمجرد دخول اللقاح إلى الجسم، يقوم اللقاح بتدريب جهاز المناعة على التعرف على البروتين الشوكي واستهداف فيروس كورونا لتدميره. وقد استخدمت شركة جانسن (Janssen) استراتيجية مماثلة لتطوير لقاح فيروس إيبولا الحالي.

 

 

5. لقاح سينوفارم (Sinopharm

طورت شركة سينوفارم (المجموعة الصينية الوطنية للصناعات الدوائية المملوكة للدولة) اثنان من اللقاحات المضادة لفيروس كوروبا، أحدها تم تطويره بالتعاون مع معهد بكين للمنتجات البيولوجية، وهو لقاح من فيروس كورونا غير النشط، وهي نسخة معدلة من فيروس (SARS-CoV-2) لا يمكنها التكاثر.

 

في أواخر ديسمبر، أعلنت "سينوفارم" أن اللقاح المسمى " BBIBP-CorV " فعال بنسبة تزيد عن 79 %، وفقًا للبيانات الأولية من التجارب السريرية في المراحل المتأخرة، لكن لم تنشر الشركة البيانات المذكورة.

 

يتم إعطاء اللقاح على جرعتين، يفصل بينهما ثلاثة أسابيع.

 

في صيف عام 2020 ، منحت الصين تصريحًا لشركة سينوفارم لتطعيم عمال البناء والدبلوماسيين والطلاب بأي من اللقاحين، وقال رئيس الشركة إن ما يقرب من مليون شخص تلقوا اللقاح بحلول نوفمبر تشرين الثاني.

 

سمحت الإمارات العربية المتحدة باستخدام اللقاح في سبتمبر، ثم وافقت بالكامل على اللقاح في ديسمبر. كما وافقت البحرين والصين بشكل كامل على اللقاح في ديسمبر، وسمحت مصر باستخدامه في يناير 2021 .

 

يستخدم لقاح سينوفارم الثاني، الذي طوره معهد ووهان للمنتجات البيولوجية، فيروس كورونا مُعطل كقاعدة له. تم التصريح باستخدام اللقاح في الصين والإمارات العربية المتحدة، ولكن لا يُعرف الكثير عن فعاليته.

 

 

6. لقاح سبوتنك-في (Sputnik V) 

طوّر لقاح سبوتنك في معهد جماليا في موسكو - روسيا، يمكن حفظ اللقاح بالثلاجة، ويعطى اللقاح على جرعتين، وتصل فعاليته إلى 92%.

 

اللقاح قائم على نواقل من الفيروس الغدي (Adenoviral vectors)، وتعد الفيروسات الغدية البشرية من الأكثر سهولة وبساطة بالنسبة لعملية التعديل، ولذلك اتسع نطاق انتشارها كنواقل.

و"النواقل" (vectors) هي حوامل يمكنها إيصال المادة الجينية من فيروس آخر إلى الخلية. وتتم إزالة المادة الجينية للفيروس الغدي الذي يسبب العدوى، بينما يدخل جين يحمل كودا "شيفرة" لبروتين من فيروس آخر، وفي الحالة الراهنة من فيروس كورونا المستجد.

وهذا المكون المضاف الجديد يساعد الجهاز المناعي في الاستجابة وإنتاج الأجسام المضادة التي تحميه من العدوى.

 

 

7. لقاح نوفافاكس (Novavax)

تم تطوير اللقاح من قبل شركة نوفافاكس (Novavax) الأميركية، يمكن حفظ اللقاح بالثلاجة، ويعطى اللقاح على جرعتين، وتصل فعاليته إلى 90%.

 

يستخدم لقاح نوفافاكس (Novavax) نهجًا مختلفًا عن اللقاحات، حيث يتم حقن البروتينات من الفيروس والمواد الكيميائية لتحفيز جهاز المناعة في الجسم. حيث يعتمد اللقاح على إدخال جين معدل في فيروس يسمى الفيروس البكتيري (baculovirus)، سُمح له بإصابة خلايا الحشرات، وبعد ذلك جُمّعت بروتينات السنبلة "سبايك" من هذه الخلايا في جزيئات نانوية (nanoparticles) والتي في حين أنها تبدو مثل فيروس كورونا، لكن لا يمكنها التكاثر أو التسبب في "كوفيد-19".

ويتم حقن هذه الجسيمات النانوية في الجسم عن طريق اللقاح حيث تؤدي لتشكيل الجهاز المناعي استجابة للجسم المضاد. وإذا واجه الجسم فيروس كورونا في المستقبل فإن جهاز المناعة يكون قادرا على صده.

 

 
(الفرق في آلية العمل بين لقاح نوفافاكس ولقاح فايزر أسترازينيكا)

 

 

استخدام اللقاحات المختلفة حول العالم 

 

 
(عدد الدول حول العالم التي تستخدم كل لقاح من لقاحات فيروس كورونا- حتى تاريخ 26 ابريل)

 

 



تصفح على الموقع الرسمي



الحساسية في الخريف: الأسباب والعوامل والتأثيرات الصحيةإبر أوزمبك: الخيار المثالي أم الخطر المحتمل؟مصر | شبورة مائية في ساعات الصباح الباكر وفرص لزخات متفرقة من الأمطار في هذه المناطق الثلاثاءبلاد الشام | شاهد.. أولى التساقطات الثلجية في جبال لبنان تبشر بموسم شتوي أبرد من المعتاد في المنطقة (تفاصيل)إسبانيا | فيضانات تجتاح برشلونة والأمطار تغمر مطار المدينة مما تسبب بتحويل مسار الرحلاتدول الخليج | فرص مرتفعة للضباب هذه الليلة وفجر الثلاثاء وأمطار متوقعة في أجزاء من السعوديةمتى يبدأ الشتاء في السعودية 1446؟الأردن | المملكة تتأثر بامتداد مُنخفض البحر الأحمر نهاية الأسبوع وعودة مُرتقبة للرياح الشرقية المُثيرة للغُبارالأردن | الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية الشهر القادم