لماذا تتلقى أجزاء واسعة من القارة الأوروبية كميات كبيرة من الأمطار ؟

كتبها كنان نصر بتاريخ 2015/07/10

موقع Arabiaweather.com - كنان نصر - يقع الجزء الأكبر من القارة الأوروبية ضمن النطاق المُعتدل حيث تمتد ما بين خط عرض 35 و71 درجة شمالاً .  هذا و تشهد أغلب مناطق القارة الأوروبية كميات كبيرة من الأمطار على مدار العام . سواء أقسامها الشمالية والغربية القريبة من المحيط الأطلسي أو جنوبها القريب من المتوسط رغم وقوعه في وسط القارة وصولاً لأجزاء واسعة من باقي وسطها وحتى شرقها أيضاً بشكلٍ أقل .

 

في البداية لنتحدث باختصار عن نطاقات الضغط الجوي الرئيسية التي تؤثر في مناخ القارة ، وهي المنحفض الايسلندي شمال الأطلسي الموجود على مدار العام ، والمرتفع السيبيري شتاءاً من الشرق ، والمرتفع الآزوري الذي تتسع رقعة تأثيره صيفاً ، والمنخفض الموسمي الهندي صيفاً والذي يؤثر على شرق وجنوب شرق القارة بشكل رئيسي ويمتد في أحوال نادرة الى عمق أوروبا . 
 

 

وفي تقريرنا هذا سنستعرض أبرز الأسباب الجغرافية وراء كميات الأمطار الكبيرة التي تشهدها القارة العجوز .. أي بمعنى آخر سبب وصول المؤثرات الرطبة الى الداخل الأوروبي ، وذلك في ظل وقوع القارة في النطاق المعتدل وتأثرها بنطاقات الضغط الجوي الرئيسية سابقة الذكر .

 

من أبرز الأسباب هو أن المناخ المحيطي الرطب " المعروف بأمطاره الغزيرة على مدار العام "يسيطر على أجزاء واسعة من شمال وغرب القارة الأوروبية ، ويرجع سبب تأثُر أقسام كبيرة من غرب أوروبا بهذا المناح إلى امكانية توغل الرياح الغربية الأطلسية الى داخل القارة نظراً لعدم وجود سلاسل جبلية موازية لسواحل غرب القارة . حتى أن السلسلة الجبلية الأضخم الواقعة جنوب القارة ألا وهي سلسلة جبال الألب .. لا تعيق كثيراً من توغلها وذلك بسبب امتداد السلسة بشكل غربي - شرقي أي موازي لاتجاه الرياح الغربية الأطلسية وليس معترض لها .

 

ولذلك نجد أن المناخ المحيطي يسيطر على مناخ المملكة المتحدة وهولندا وبلجيكا ومعظم النروج ، والدنمارك وأغلب فرنسا وقسم كبير من ألمانيا ، وجنوب السويد وصولاً لشمال اسبانيا ، حتى الداخل الأوروبي في أوروبا الوسطى وأجزاء من أوروبا الشرقية  تقع ضمن المناخ الانتقالي أو المناخ القاري الرطب حيث تصلها المؤثرات المحيطية ولو بشكلٍ أقل فتلتقي الكتل الباردة الجافة مع البحرية الرطبة فوقها . وهذا ما لانجده مثلاً في أمريكا الشمالية حيث لا يسيطر المناخ المحيطي إلا على شريط ضيق غرب كندا وغرب الولايات المتحدة الأمريكية ، وذلك بسبب جبال روكي الشاهقة التي تحاذي الساحل تمنع تأثيرات المحيط الرطبة من التوغل للداخل على العكس مما يحصل في القارة الأوروبية .

 

في الخارطة الأولى نجد توزع الجبال في قارة أوروبا ، حيث تخلو مناطق غرب فرنسا وهولندا وبريطانيا من الجبال العالية حيث يسيطر ما يسمى بالسهل الأوربي الذي يطل أيضاً على بحري الشمال والبلطيق وصولاً لشمال شرق أوروبا ، كما نلاحظ امتداد سلسلة جبال الألب من الغرب - جنوب غرب الى الشرق بما لا يعيق وصول المؤثرات الأطلسية وانتشار الخلجان وتعرج السواحل ووجود أشباه الجزر كعوامل مساعدة أيضاً .

 

 

وفي الخريطة التالية مقارنة مع أمريكا حيث تظهر كتلة جبال روكي الشاهقة غرب القارة والتي تجعل مؤثرات المحيط تنحصر بأجزاءها الغربية وصولاً للشريط الساحلي الضيق الواقع غربها حيث يسود فيها مناخ محيطي ، و المتوسطي في غرب كاليفورنيا :

 

 

ومن الأسباب المهمة كذلك نذكر تيار الخليج " المكسيك" الدافئ الذي يرفع من حرارة سواحل شمال غرب أوروبا والبلطيق ويعمل على منع تجمدها ويرفع من رطوبة المنطقة ، كما يعمل على وجود تباين حراري كبير بين حرارة السواحل واليابسة شتاءاً . كل ذلك أيضاً يشكلاًسبباً هاماً لزيادة كميات الأمطار .

 

 

أما في الجنوب فتخضع هذه المناطق لمؤثرات البحر المتوسط بالإضافة لمؤثرات المحيط الأطلسي فتشهد أغلبها كميات كبيرة من الهطولات تتركز شتاءاً حيث تهطل كميات كبيرة عادةً حتى الصيف ، وتقل الهطولات صيفاً بشكل واضح والسبب في ذلك هو اتساع رقعة سيطرة المرتفع الآزوري والذي يسيطر أيضاً على البحر المتوسط . في الخارطة التالية نجد مناطق سيطرة المناخ المتوسطي  ( باللون البرتقالي )

 

وعلى النقيض من معظم مناطق أوروبا فإن منطقة أقصى شرق وجنوب شرق القارة الأوروبية تعتبر قليلة الأمطار حيث تسود المؤثرات القارية ، وتسيطر منظومة الضغط الجوي المرتفع لفترات طويلة . ومن أبرز هذه المناطق هي سهول بحر قزوين ، وكذلك أيضاً مناطق أقصى شمال القارة ذات المناخ القطبي البارد والجاف .



تصفح على الموقع الرسمي



حالة ماطرة تؤثر على المنطقة مع آخر أيام الخريف فلكياً (التفاصيل)عاصفة مطرية وكميات كبيرة من الأمطار تنتظرها جنوب القارة الأوروبية نهاية الأسبوعكتلة هوائية باردة تؤثر على الخليج العربي وانخفاض على درجات الحرارة في هذا الموعدليبيا: مُنخفض جوي عميق يتمركز فوق إيطاليا فهل سيجلب المزيد من الأمطار الغزيرة للبلاد؟الخليج العربي | امتداد تأثير الموجة الباردة للعديد من المناطق نهاية الأسبوع (انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة ونشاط كبير للرياح)تزايد فُرص تأثر المنطقة بكُتل هوائية أكثر برودة ترتفع معها فُرص تشكل المُنخفضات الجوية النصف الثاني من الشهر (تفاصيل)ما هو الوسم ومتى يبدأ لعام 2024/1446؟اليوم الوطني السعودي 94.. العروض الجوية في الرياضالسعودية | جدول فعاليات اليوم الوطني السعودي 94 في جدة