لماذا تختلف درجات لون مياه البحار حول العالم

كتبها رنا السيلاوي بتاريخ 2021/03/30

طقس العرب – من منا لم يُفتن بجمال مياه البحر الزرقاء الصافية، واللون الفيروزي الساحر لمياه البحر الكاريبي بالقرب من الجزر، لكن قد يتغير شعورك تجاه لون مياه البحر إذا شاهدت البحر العاصف باللون الرمادي الداكن، فبينما يعتقد الكثير من الناس أن لون ماء البحر أزرق وحسب، إلا أن هناك بعض التنوع في اللون الذي يمكن أن تظهر به مياه البحار حول العالم، فما الذي يخلق مثل هذا التنوع في لون مياه البحار؟

 

تظهر المياه في جميع المسطحات المائية على الأرض بلون معين بناءً على عدد من العوامل، لكن قبل أن نتحدث عن هذه العوامل وتنوع الألوان في المسطحات المائية حول العالم، سنلقي نظرة سريعة على طبيعة الضوء وكيفية تفاعله مع العالم الطبيعي.

 

الماء والضوء

عندما نرى شيء بلون معين، فإننا في الواقع نرى الطول الموجي للضوء الذي لا يمتصه الجسم وينعكس عنه إلى أعيننا، فالضوء الطبيعي يتكون من جميع ألوان الطيف المرئي، ولكن يتم امتصاص معظم الأطوال الموجية، بينما ينعكس لون واحد على أعيننا.

 

مثلاً، عندما يمر ضوء الشمس من خلال غلافنا الجوي، فإن أطوال موجات الضوء الأزرق القصيرة تتشتت بسهولة أكبر، مما يعطي السماء لونها الأزرق المميز، حيث يتم امتصاص الألوان الأخرى بسهولة أكبر من انعكاسها.

 

والماء عديم اللون بشكل طبيعي، لكنه لا يظهر عديم اللون إذا اجتمعت كمية كبيرة من المياه مثل المياه في المسطحات المائية من البحار والبحيرات، وعندما يتفاعل الضوء الطبيعي مع جسم مائي، تمتص جزيئات الماء معظم الأطوال الموجية باللون الأحمر والبرتقالي والأخضر والأصفر، وتنعكس الأطوال الموجية للون الأزرق مرة أخرى، مما يعطي تلك المياه لونها الأزرق، لكن لماذا تختلف درجة لون المياه أو مدى زرقته؟

 

العوامل المؤثرة في لون الماء

عند النظر في مجموعة الألوان المائية التي تظهر بها المياه في جميع أنحاء العالم، من البحيرات البركانية السوداء والحمراء إلى الأنهار ذات اللون الأخضر الزاهي، وامتدادات المحيطات ذات اللون الأزرق الملكي، هناك بعض العناصر الأساسية التي يمكن أن تفسر تباينها، بما في ذلك عمق المياه، ونوع الطقس، وتكوين قاع الجسم المائي، ونقاوة الماء.

 

الطقس

من أبسط التفسيرات التي يعطيها الآباء لأبنائهم عن لون الماء أنه يعكس لون السماء الزرقاء. هذا النصف المريح من الحقيقة، والذي يساهم جزئيًا في اللون الذي نراه عندما ننظر إلى البحر، إذ يعكس سطح الماء بعضًا من لون السماء، مما يزيد من الإحساس بالزرقة، فلن يبدو سطح البحيرة باللون الأزرق الواضح إذا كانت السماء ملبدة بالغيوم، لكن هذا ليس العامل الوحيد الذي يحدد لون مياه البحر.

 

عمق الماء

عند النظر إلى المياه الضحلة، فأنت لا ترى فقط انعكاس السماء، ولكن أيضًا الضوء ينعكس عن الأرض، بحيث يعود الضوء المنعكس عن الرمال لتفتيح اللون الذي تظهر فيه المياه، فإذا كنت قد زرت شواطئ البحر الكاريبي الضحل، فإن المواد ذات الألوان الفاتحة الموجودة تحت الماء ستجعل الماء يبدو باللون الأزرق الفاتح، إلا أن الأمر يختلف بالنسبة للمياه وسط المحيط، فإن الضوء الذي يصطدم بالمياه العميقة سيتم امتصاصه بالكامل، ليعكس الضوء الأزرق فقط بدلاً من أي انعكاس لقاع البحر. لهذا السبب، غالبًا ما يكون للمياه العميقة لون أزرق أغمق من المياه الضحلة.

 

تكوين قاع البحر

قد يضرب الضوء الساقط على الماء أعشاب بحرية ضخمة تحت السطح، أو شعابا مرجانية ملونة، فيؤثر ذلك على لون الضوء المنعكس، كما ستؤثر ألوان وخصائص الرمال المختلفة على كيفية امتصاص الضوء وانعكاسه مرة أخرى في المياه الضحلة، فغالبًا ما تتكون الرمال الموجودة في أجزاء مختلفة من العالم من تكوينات جيولوجية محلية تآكلت على مدى ملايين السنين، مما يوفر مجموعة واسعة من الألوان التي تؤثر على لون المياه.

 

نقاء الماء

لعل أهم العوامل المؤثرة في لون الماء هو نقاء المسطح المائي نفسه، إذا سبق لك أن رأيت مصبًا مائياً (نقطة جيولوجية تمتزج عندها المياه العذبة مع مياه البحر)، فأنت تعلم أن هذين المسطحين المائيين نادرًا ما يكون لهما نفس اللون، نظرًا للاختلاف في تركيز المواد المذابة والجسيمات.

 

يتأثر لون الماء بشدة بالمعادن المذابة فيه، مما قد يؤدي إلى وجود أنهار حمراء عالية المحتوى من الحديد، أو بحيرات بركانية سوداء غنية بالأكسجين أو الكبريت بسبب تصاعد البخار والغاز تحت الماء. واعتمادًا على ما تحتويه الأنهار من رواسب معدنية، قد تختلف ألوان الأنهار من الأزرق الداكن والرمادي إلى الأخضر الفاتح أو الوردي.

 

وبصرف النظر عن المعادن الموجودة في الأنهار والبحيرات والمحيطات، هناك أيضًا أشكال من الكائنات الحية تؤثر بشكل كبير في اللون الذي يظهر به الماء، وهي الطحالب. يمكن أن تتراوح ألوان المياه الغنية بالطحالب، اعتمادًا على أنواع الطحالب الموجودة، من الأخضر الداكن إلى الأحمر أو الأصفر.

 

كما تعتبر الملوثات أيضًا عاملاً مؤثراً في لون الماء، سواء أكان من صنع الإنسان أو جريان التربة أو الضرر الناجم عن العواصف، ستؤدي المواد الكيميائية والنفايات المختلفة إلى صبغ ألوان الأنهار والبحيرات، مثل نهر كوياهوغا (Cuyahoga) في أوهايو، الذي اشتعلت النيران فيه عدة مرات بسبب ارتفاع نسبة التلوث إلى مستوً خطير.

 

وقد يتحول لون الأنهار إلى اللون البني أو الأسود بعد العواصف أو الفيضانات الشديدة التي تدفع بالحطام والتربة إلى التدفق الطبيعي للمياه.

 

في المرة القادمة التي تقف فيها على حافة النهر الأصفر في الصين، أو تفكر في السباحة في إحدى البحيرات الوردية في أستراليا، أو الغطس في المياه الزرقاء الصافية لجزيرة كايمان، سيكون لديك فكرة أفضل عن سبب الاختلاف المدهش لألوان المياه حول العالم.

اقرأ المزيد | بحيرات باللون الوردي الرائع



تصفح على الموقع الرسمي



شاهد الفيديو | الرياح القوية والرمال الزاحفة تُهجِر سكان قرية إماراتية حديثة وتخفي ملامحهاماذا تفعل عند حدوث زلزال ؟ وكيف تقي نفسك من مخاطر الزلازل ؟حالة ماطرة تؤثر على المنطقة مع آخر أيام الخريف فلكياً (التفاصيل)الخليج العربي | امتداد تأثير الموجة الباردة للعديد من المناطق نهاية الأسبوع (انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة ونشاط كبير للرياح)تزايد فُرص تأثر المنطقة بكُتل هوائية أكثر برودة ترتفع معها فُرص تشكل المُنخفضات الجوية النصف الثاني من الشهر (تفاصيل)ما هو الوسم ومتى يبدأ لعام 2024/1446؟اليوم الوطني السعودي 94.. العروض الجوية في الرياضالسعودية | جدول فعاليات اليوم الوطني السعودي 94 في جدةكيف يمكنك أن تحتفل باليوم الوطني السعودي 94 هذا العام؟