لماذا كان البدو قديماً يرتدون ملابس سوداء بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة.. تعرف على السر
طقس العرب - دائمًا ما ترتبط الملابس ذات الألوان الفاتحة بفصل الصيف، ويشاع أن ارتداء الأبيض والألوان الزاهية يساعد على تخفيف تأثير حرارة الشمس، ولكن هل تأملت مرة ثياب البدو في الصحراء، أو أنك نظرت إلى ثياب أجدادنا في السنوات الماضية هل كان يسود عليها اللون الأبيض أم الأسود طبعا الجواب هو الأسود فكيف كانو يتحملون درجات الحرارة المرتفعة، وهم يرتدون هذا اللون؟ ما لا يعلمه الكثيرون هو أن ارتداء الأسود في الصيف قد يكون له مزايا خاصة تجعلك تعيد النظر في قناعاتك بالكامل وفي الواقع، يمكن أن تكون الملابس السوداء خيارًا أفضل للحفاظ على البرودة في الأجواء الحارة، ولكن ذلك يعتمد على توافر ظروف وشروط معينة نستعرضها في هذا المقال.
شاهد أيضا:
اسئلة عليك ان تسألها إلى نفسك قبل اختيار ملابسك تحديدا خلال موجة الحر
معادلة اللون الأبيض وارتفاع حرارة الجسم
يُروج للكثير بأن اللون الأبيض هو الأمثل للحفاظ على برودة الجسم في الصيف، حيث يعكس جميع الأطوال الموجية للطاقة المنبعثة من الشمس، مما يجعله يبدو كمرآة تعكس ضوء الشمس. ومع ذلك، فإن هذه القدرة الفائقة على عكس ضوء الشمس يمكن أن تؤدي إلى مشكلة غير معروفة للكثيرين.
فعندما تعكس الملابس البيضاء أشعة الشمس، تستقبل حرارة الأشعة الساخنة، وتؤثر بها على الجسم، خاصة إذا كانت الملابس مصنوعة من أقمشة صناعية لا تسمح بمرور الهواء أو تبخر العرق بالإضافة إلى ذلك، فإن الحرارة لا تأتي فقط من الشمس؛ فجسم الإنسان نفسه ينبعث منه حرارة نتيجة التعرق ودرجة حرارته الطبيعية وعندما تصطدم هذه الحرارة بملابس بيضاء تعكسها مرة أخرى نحو الجسم، يمكن أن تزيد من شعور الشخص بالحرارة.
كيف يمكن لارتداء الأسود أن يصنع الفارق؟
في المقابل، وفقًا للعديد من الدراسات، يمكن أن يكون اللون الأسود هو الخيار الأفضل للحفاظ على برودة الجسم في الأجواء الحارة، ولكن ذلك يعتمد على توافر شروط معينة.
فعند ارتداء الملابس الداكنة السوداء، يمتص اللون الأسود كل ما يأتي من الشمس، وكذلك الطاقة المنبعثة من الجسم بدلاً من عكسها مرة أخرى. هذا يساعد الجسم على التخلص من الحرارة والتعرق بشكل أكثر فعالية.
الشروط اللازمة لفاعلية الملابس السوداء:
تتطلب فاعلية ارتداء الملابس السوداء في الصيف أن تكون الملابس خفيفة وفضفاضة، مصنوعة من القماش الطبيعي القابل للتنفس وتمرير الهواء وبخار العرق. كما تحتاج الملابس السوداء إلى القليل من المساعدة من الظروف الجوية لتحقيق الفاعلية القصوى في تعزيز رطوبة الجسم ومنع ارتفاع درجة حرارته. على سبيل المثال، إذا كانت هناك نسمة هواء في اليوم الصيفي المشمس، فإن الملابس السوداء قد تكون الخيار الأفضل للحفاظ على برودة الجسم. لكن إذا كان المكان مغلقًا، ولا يوجد به تيار هوائي، فقد لا يكون هناك فرق كبير عند ارتدائها.
لماذا استخدم بدو الصحراء اللون الداكن والملابس الثقيلة؟
لطالما أثار تساؤل ارتداء الأبيض أم الأسود في حرارة الصيف الكثير من النقاشات، واستوقف الخبراء الذين بحثوا في أسباب اشتهار البدو في الصحاري الأفريقية والجزيرة العربية بارتداء الملابس السوداء والألوان الداكنة. ووفقًا لدراسة بعنوان "لماذا يختار البدو ارتداء الأسود رغم العيش في الصحراء الحارة؟"، وجد الباحثون أن المفتاح يكمن في سماكة الملابس، وليس في اللون فقط.
تزداد سخونة الطبقة الخارجية من القماش لأن اللون الأسود يمتص المزيد من الحرارة. ومع ذلك، لا تصل هذه الحرارة إلى الجلد بسبب النسيج السميك، لذا استحسن البدو أن تكون الملابس سميكة، سواء كانت باللون الأسود أم بألوان أخرى.
كما وجدوا أن الملابس السوداء تعمل جيدًا تحت أشعة الشمس إذا كانت فضفاضة وواسعة، ولا تتشبث بالجلد والفكرة أن الملابس السوداء تسخّن المسافة بين القماش والجلد لتعزيز تيار الهواء الصاعد عندما يمر الإنسان بنسمة جيدة من الرياح، مما يعزز الشعور بالبرودة والترطيب.
في النهاية، يظل قرار ارتداء الأسود في الصيف معتمدًا على التفضيل الشخصي والراحة والظروف البيئية المحيطة. لكن من المهم دائمًا إعطاء الأولوية للملابس الفضفاضة، وتعزيز راحة الجسم عبر ارتداء واقي الشمس وقبعات الرأس للحماية من الحرارة العالية خلال أيام الصيف القاسية.
شاهد أيضا:
معلومات عن فصل الصيف لم تكن تتوقعها
لا تقترب منه.. زر يضاعف استهلاك الكهرباء في ريموت التكييف
المصادر: