لماذا متحور دلتا جعل تلقي اللقاح أكثر أهمية حتى لمن سبق له الإصابة

كتبها رنا السيلاوي بتاريخ 2021/08/09

طقس العرب - يتابع العالم بقلق أخبار متحورات فيروس كورونا المستجد، خاصة متحور دلتا سريع العدوى، والذي انتشر الآن في معظم دول العالم، ويتساءل العديد منا عما إذا كان التطعيم أو العدوى السابقة ستوفر الحماية ضد هذه السلالات الجديدة!

 

 

كيف يطور الجسم المناعة

يمكن لأي شخص أن يطور مناعة (القدرة على مقاومة العدوى) بطريقتين: إما بعد الإصابة بفيروس أو عن طريق التطعيم. إلا أن الحماية المناعية لا تكون دائمًا متساوية.

 

يمكن أن تختلف المناعة ضد فيروس كورونا بين التى يحصل عليها الجسم من اللقاح عن المناعة الطبيعية من حيث قوة الاستجابة المناعية أو طول الفترة الزمنية التي تستمر فيها الحماية. بالإضافة إلى ذلك، لن يحصل الجميع على نفس المستوى من المناعة ضد العدوى، في حين أن الاستجابات المناعية للقاحات متسقة للغاية ومتماثلة تقريباً.

 

ويبدو أن الاختلاف في الاستجابة المناعية بين التطعيم والعدوى يكون أكبر عند التعامل مع المتغيرات الجديدة.

 

في أوائل يوليو/ تموز، تم نشر دراستين جديدتين تظهران أن لقاحات COVID-19 ، على الرغم من أنها أقل فاعلية بقليل مما هي عليه ضد السلالات القديمة من الفيروس، إلا أنها لا تزال توفر استجابة مناعية ممتازة ضد المتغيرات الجديدة.

 

نظر الباحثون في كيفية ارتباط الأجسام المضادة بمتغيرات جديدة من فيروس كورونا ووجدوا أن الأشخاص الذين أصيبوا سابقًا بفيروس كورونا قد يكونون عرضة للإصابة بالسلالات الجديدة، في حين أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم كانوا أقل عرضة للإصابة وأكثر حماية.

 

 

المناعة التي يكتسبها الجسم بعد الإصابة.. هل هي كافية!

تأتي المناعة من قدرة الجهاز المناعي على تذكر الكائن المسبب للعدوى، باستخدام هذه الذاكرة المناعية، سيعرف الجسم كيفية محاربة العدوى إذا واجه العامل الممرض مرة أخرى.

 

الأجسام المضادة هي بروتينات يمكن أن ترتبط بالفيروس وتمنع غزوه للجسم، وتوجه الخلايا التائية عملية إزالة الخلايا المصابة والفيروسات المرتبطة بالأجسام المضادة. هذان هما الأساس في آلية عمل المناعة.

 

يمكن للأجسام المضادة واستجابات الخلايا التائية للشخص الذي سبق له الإصابة أن توفر الحماية ضد الإصابة مرة أخرى. إذ أن حوالي 84% - 91% من الأشخاص الذين طوروا أجسامًا مضادة للسلالات الأصلية لفيروس كورونا محميون - في الغالب - لمدة 6 شهور من الإصابة بالعدوى مرة أخرى.

 

حتى الإصابات الخفيفة والأشخاص الذين لم تظهر عليهم أعراض أثناء العدوى يطوروا مناعة، على الرغم من أن إنتاج الأجسام المضادة لديهم قد تكون أقل من أولئك الذين شعروا بأعراض المرض. لذلك بالنسبة لبعض الناس، قد تكون المناعة الطبيعية قوية وطويلة الأمد.

 

لكن إحدى المشكلات الكبيرة تتمثل في أنه لن يطور الجميع مناعة بعد الإصابة بالعدوى، فحوالي 9% من المصابين لم يتم اكتشاف أجسام مضادة لديهم، وما يصل إلى 7% من المصابين لم يوجد لديهم الخلايا التائية.

 

وبالنسبة للأشخاص الذين يطورون مناعة، يمكن أن تختلف قوة الحماية ومدتها كثيرًا. قد يفقد ما يصل إلى 5% من الأشخاص الحماية المناعية في غضون بضعة أشهر.

 

وبدون دفاع مناعي قوي ، يكون هؤلاء الأشخاص عرضة للإصابة مرة أخرى بفيروس كورونا، فقد تعرض البعض للإصابة مرة ثانية بـ COVID-19 بعد شهر واحد من الإصابة الأولى! وعلى الرغم من أنه نادر الحدوث، إلا أنه تم نقل بعض الأشخاص إلى المستشفى أو حتى ماتوا بعد الإصابة مرة أخرى.

 

وهناك مشكلة أخرى تتمثل في أن الأشخاص الذين أصيبوا سابقًا بالسلالات الأولى من الجائحة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة مرة أخرى بمتحور دلتا.

 

وجدت إحدى الدراسات الحديثة أنه بعد 12 شهرًا من الإصابة، لا يزال 88% من الأشخاص لديهم أجسام مضادة يمكنها منع إصابة الخلايا المستنبتة بالمتغير الأصلي لفيروس كورونا - لكن أقل من 50% لديهم أجسام مضادة يمكن أن تمنع الإصابة بمتحور دلتا.

 

علاوة على ذلك ، قد يكون الشخص المصاب قادرًا أيضًا على نقل الفيروس، حتى دون الشعور بالمرض. تعتبر المتغيرات الجديدة مشكلة بشكل خاص في هذه الحالة، حيث يتم نقلها بسهولة أكبر من السلالات الأصلية.

 

 

المناعة التي يطورها الجسم من التطعيم.. أكثر موثوقية

تولد لقاحات COVID-19 كلاً من استجابات الجسم المضاد والخلايا التائية - وهذه الاستجابات أقوى بكثير وأكثر اتساقًا من المناعة بعد العدوى الطبيعية.

 

وجدت إحدى الدراسات أنه بعد ستة أشهر من تلقي الجرعة الأولى من لقاح موديرنا (Moderna)، فإن 100% من الأشخاص الذين تم اختبارهم لديهم أجسام مضادة ضد الفيروس، وهذه هي أطول فترة تم الإبلاغ عنها في الدراسات المنشورة حتى الآن.

 

في دراسة تبحث في لقاحي فايزر (Pfizer) وموديرنا (Moderna)، كانت مستويات الأجسام المضادة أيضًا أعلى بكثير في الأشخاص الذين تم تلقيحهم مقارنة بأولئك الذين تعافوا من العدوى.

 

والأفضل من ذلك ، أظهرت دراسة أن لقاح فايزر منع 90% من العدوى بعد كلتا الجرعتين - حتى مع وجود متغيرات جديدة، وانخفاض الإصابات يعني أن الناس أقل عرضة لنقل الفيروس إلى الأشخاص من حولهم.

 

بالنسبة لأولئك الذين أصيبوا بالفعل بفيروس كورونا ، لا تزال هناك فائدة كبيرة للتطعيم. أظهرت دراسة أجريت على فيروس COVID-19 الأصلي أن التطعيم بعد الإصابة ينتج أجسامًا مضادة تزيد بمقدار 100 مرة تقريبًا عمّا تنتجه العدوى وحدها، وأن 100% من الأشخاص الذين تم تطعيمهم بعد الإصابة لديهم أجسام مضادة واقية ضد متحور دلتا.

 

 

وفي النهاية .. لقاحات COVID-19 ليست مثالية، لكنها تنتج أجسامًا مضادة قوية واستجابة الخلايا التائية التي توفر وسيلة حماية أكثر أمانًا وموثوقية من المناعة الطبيعية - خاصة مع المتغيرات الجديدة المنتشرة.

 

المصدر: ScienceAlert



تصفح على الموقع الرسمي



الفرق بين فيروس كورونا والإنفلونزا والحساسية الموسمية ونزلات البردتسجيل أول إصابة شديدة بإنفلونزا الطيور في الولايات المتحدةمرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردنالأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكةكتلة هوائية باردة تترافق بانخفاض واضح على درجات الحرارة نهاية الأسبوعمركز طقس العرب يُصدر توقعات فصل الشتاء 2024/2025 في قطاع غزةالشاكر يُوضّح بالخرائط: ٣ اسباب رئيسية لضعف الموسم المطري وتفاصيل مقارنة الوضع الحالي مع السنوات السابقةتغيرات جوهرية على حالة الطقس ودرجات الحرارة تتجاوز الـ20°م في بغداد ثم تتبع بانخفاض حاد.بالفيديو | هل بالضرورة البداية الضعيفة للموسم المطري تعني أنه سيكون حتماً موسماً ضعيفاً؟