لماذا نحب وننجذب أكثر للأطعمة المقرمشة؟

كتبها رنا السيلاوي بتاريخ 2021/04/01

طقس العرب – قد تكون كلمة "مقرمش" أكثر كلمة نستخدمها لوصف تجربتنا في تناول الطعام الطازج، كتناول قضمة من التفاح أو الخيار، أو الأطعمة المخبوز مثل قطعة من البسكويت الهش، هذه القرمشة هي ما يجعل الخبز المحمص أفضل بالنسبة لنا من الخبز العادي، ويجعلنا ننجذب إلى رقائق البطاطس المقرمشة – التشيبس- رغم أنها قد تكون من الأطعمة غير الصحية.

 

وبالرغم من صوت القرمشة المزعج للغير، والحواف الحادة التي قد تكون موجودة في الطعام المقرمش والتي قد تؤذي الأنسجة الداخلية في الخدين واللثة واللسان، إلا أن قائمة الأطعمة المقرمشة تبقى هي المفضلة لدى الجميع، فلماذا نحب الأطعمة المقرمشة؟

ما هي القرمشة؟

صوت القرمشة هو الصوت الذي يحدث عندما يتكسر الطعام، فصوت القرمشة الصادر عن تناول الفواكه والخضروات، يأتي من أسنانك التي تكسر جدران الخلايا المملوءة بالماء، والمكونة للفاكهة أو الخضار.

 

عندما تقضم الأسنان الأطعمة المقرمشة تظهر الخلايا المملوءة بالماء بعض المقاومة، وللتغلب على هذه المقاومة تضيف الأسنان المزيد من القوة، حتى تنضغط الخلايا بما يتجاوز قدرتها على المقاومة، وتتحطم مطلقة هذا الصوت العالي.

 

أي أن الأسنان تؤثر بقوة على الخلية في الطعام، والخلية تخزن هذه الطاقة كطاقة كامنة (elastic potential energy)، وعندما يتم تحرير تلك الطاقة الكامنة، يتم تحويلها إلى طاقة صوتية. وصوت القرمشة ناتج عن تكسر مئات الآلاف من الخلايا في وقت واحد.

 

نفس الشيء ينطبق على البطاطس المقرمشة (أو رقائق البطاطس)، لكن بدلاً من الماء داخل الخلايا، تحتوي الرقائق على جيوب صغيرة مملوءة بالهواء محاطة بهياكل صلبة من النشا أو البروتين، وعندما تكسر الأسنان تلك الهياكل ويخرج الهواء، تحصل على صوت الفرقعة أو القرمشة.

 

 

لماذا نحب الطعام المقرمش؟

 

1. تشير القرمشة إلى أن الطعام طازج 

يشير صوت الطعام -بالإضافة إلى الرائحة- إلى ما إذا كان من الجيد تناول الطعام أم لا، فطبق السلطة مع الخس المقرمش أفضل بكثير من تلك التي تحتوي على أوراق رخوة وطرية.

 

تفقد الخلايا في الخضار والفاكهة غير الطازجة شيئا من المياه داخلها، فتصبح مترهلة مثل البالون المفرغ من الهواء. هذا الشعور الطري واللين للخضار والفاكهة هو مؤشر على التلف، أو نمو البكتيريا والفطريات.

 

 

2. الأطعمة المقرمشة تشعرنا بالرضى

القضمة الأولى من الخبز المحمص أو الرقائق المقرمشة يمنحنا شعورا مرضيا، الصوت العالي لكسر الجيوب الهوائية يمنح أدمغتنا متعة غريبة، حتى لو تسبب في ضرر لنا، فالرقائق المكسورة لها العديد من الحواف الحادة التي يمكن أن تخدش الأنسجة الرخوة في الفم، حتى يلين اللعاب هذه الرقائق.

 

هذا مشابه لحب البشر للأطعمة الغنية بالتوابل أو الأطعمة الحارة، من الواضح أنه يسبب لنا الألم وعدم الراحة، لكننا نستمد أيضًا متعة غريبة منها.

 

قد يتعلق الأمر أيضًا بحقيقة أن القوة التي نبذلها لتكسير الطعام لها تأثير نفسي شافي، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2009 أن البالغين ينجذبون نحو الأطعمة الحلوة والمالحة / المقرمشة عند الشعور بالإجهاد.

 

قد يكون تناول الطعام المقرمش شكلاً آخر من أشكال التنفيس وإطلاق الطاقة المكبوتة. مع هذا، لا نعرف الآليات العصبية التي تؤكد هذه المتعة التي نحصل عليها من الطعام المقرمش، لكننا لا نستطيع إنكارها!

 

نكهة الطعام لا تتعلق فقط بالطعم والرائحة، ملمس الطعام وشعورنا به في الفم والصوت الذي يصدر عنه مهمة أيضاً لجربة طعام مثالية، توصلت الأبحاث إلى أنه عندما لا يتمكن الأشخاص من سماع قرمشة الطعام "المقرمش"، فإنهم يصنفونها على أنه أقل متعة.

 

ونجد العديد من الطهاة وشركات الوجبات الخفيفة يستخدمون هذا العلم لإنتاج وجبات وأطعمة مقرمشة لجذب الزبائن بشكل أكبر.



تصفح على الموقع الرسمي



كيف نحمي أنفسنا وأطفالنا من الاستخدام الخاطئ لوسائل التدفئة المنزلية9 نصائح للتعامل مع الأجواء الباردة لطلاب المدارس والجامعاتمرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردنالأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكةكتلة هوائية باردة تترافق بانخفاض واضح على درجات الحرارة نهاية الأسبوعمركز طقس العرب يُصدر توقعات فصل الشتاء 2024/2025 في قطاع غزةالشاكر يُوضّح بالخرائط: ٣ اسباب رئيسية لضعف الموسم المطري وتفاصيل مقارنة الوضع الحالي مع السنوات السابقةتغيرات جوهرية على حالة الطقس ودرجات الحرارة تتجاوز الـ20°م في بغداد ثم تتبع بانخفاض حاد.بالفيديو | هل بالضرورة البداية الضعيفة للموسم المطري تعني أنه سيكون حتماً موسماً ضعيفاً؟