لماذا يحدث التوقف المفاجئ للقلب مع بعض الرياضيين؟

طقس العرب - أثارت حادثة سقوط اللاعب الدنماركي كريستيان إريكسن (29 عاماً) مغشياً عليه في أرض الملعب خلال المباراة الافتتاحية لبطولة أوروبا "يورو 2020"، الذعر والحزن في الوسط الرياضي والعالم، حيث عانى اللاعب من توقف فجائي في القلب، إلا أنه عاد للحياة بعد أن قام الأطباء بعملية انعاش للقلب. لكن لماذا تتكرر مثل هذه الحادثة بين الرياضيين؟ لماذا يتوقف قلب بعض الرياضيين فجأة؟

 

تكرار حادثة توقف القلب المفاجئ بين الرياضيين

مر عدة لاعبين بحادثة مشابهة من توقف القلب المفاجئ أثناء اللعب، منهم لاعب كرة القدم الإنجليزي السابق، فابريس موامبا، حيث انهار عندما توقّف قلبه خلال مباراة ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2012، وعندها أمضى المسعفون ست دقائق في محاولة إنعاشه، وكان الشاب في الـ23 من عمره حينها، وقيل إنه "مات بالفعل" لمدة 78 دقيقة. ورغم تعافي موامبا، إلا انه اعتزل اللعب في وقت لاحق من ذلك العام، بناء على نصيحة طبية.

 

تدخل طبي سريع

قال طبيب القلب الرياضي، البروفيسور سانجاي شارما: أن "تدخل الفريق الطبي بسرعة في الملعب ساعد في إنقاذ حياة إريكسن" وأضاف: "مقابل كل دقيقة تضيع، هناك انخفاض بنسبة 7% في احتمال البقاء على قيد الحياة. لذلك بدأ الفريق الطبي بالإنعاش القلبي الرئوي على الفور".

 

وتشير الأنباء أن حالة إريكسن الصحية مستقرة، وهو يرقد في المستشفى لإجراء المزيد من الفحوصات، وقد أعلن طبيب منتخب الدنمارك بوزين أنه "ما من تفسير حتى الآن" لما حصل. فيما أكد طبيب نادي إنتر بييرو فولبي أن إريكسن لم يعانِ أبداً من أي انتكاسة ألمحت الى وجود مشاكل صحية، لا مؤخراً ولا في السابق".

 

وأكد البروفيسور أنه "من المهم التأكيد على أن هذه الأشياء نادرة، تحدث فقط لحوالي 1 من كل 50 ألف رياضي . لذا فهي غير شائعة، ولا نسمع عنها".

 

 

ما هو توقف القلب؟

بحسب جامعة هارفرد فإن هذا العارض الصحي الخطير ينتج عن توقف عضلة القلب فجأة عن الضخ. وعند حدوثه، من الضروري إعادة نبض القلب بأسرع ما يمكن، قبل إجراء أي تشخيص للحالة الصحيّة.

 

يعدّ توقّف القلب أمراً نادر الحدوث عند ممارسة الرياضة، ولكن قد تكون هناك إشارات تحذيرية، ومنها أعراض محتملة لمشاكل في القلب.

 

يحدث توقّف القلب في معظم الأحيان عندما تنقبض حجرتا القلب السفليتان (البطينان) بسرعة كبيرة، من دون الحصول على وقت كاف للاسترخاء بين النبضات، ما يؤدي إلى عدم امتلائهما بالدم الكافي.

 

يمكن أن يتوقّف القلب في بعض الأحيان عندما تنقبض حجرتا القلب العلويتان (الأذينان) بسرعة كبيرة جداً، لضخ الدم بكفاءة.

 

لماذا يصاب بعض الرياضيين بتوقف القلب المفاجئ؟

بالرغم من الفوائد الصحية العظيمة للرياضة، إلا أنها تزيد من احتمال الإصابة بتوقف القلب عند بعض الرياضيين الذين يعانون من حالات صحية، منها:

• عدم انتظام ضربات القلب: وقد ينتج عدم الانتظام عن مرض في الشريان التاجي، وتجمع الكوليسترول الذي يسد شرايين القلب.
• بعض الاضطرابات الوراثية: مثل حدوث اختلال في بنية البطين الأيمن للقلب، حيث تستبدل بعض العضلات فيه، بأنسجة ليفية، أو دهنية، ذات نشاطٍ كهربي مضطرب، يمكن أن تتولد منها اضطرابات كهربية خطيرة مثل التسارع البطيني أو الرجفان البطيني، والتي قد تسبب توقفًا مفاجئًا في عضلة القلب، وتتزايد فرص حدوث مثل تلك الاضطرابات الكهربية الخطيرة أثناء الانفعال الشديد، أو المجهود العضلي المكثف.
• الالتهابات الفيروسية لعضلة القلب.
• التعرض لصدمة كهربائية.
• الإفراط في شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.

 

ويعدّ الرياضيون الرجال، خصوصاً السود، ولاعبو كرة السلة، من بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة، خصوصاً إن كانوا يعانون من مشاكل وراثية في القلب، أو مرضاً في الشريان التاجي.

 

 

علامات توقف القلب المفاجئ

عادة ما يكون الإغماء أول علامة على توقف القلب. فقد يشعر الشخص بالدوار أو الدوخة قبل الإغماء مباشرة.

كما قد يعاني بعض الأشخاص من ألم في الصدر أو ضيق في التنفس أو غثيان قبل فترة وجيزة من الإصابة بتوقف القلب.

وكما يشير الأطباء، فإنّ التدخل الطبي في الدقائق الأولى، يزيد فرص النجاة.