مؤشرات على انخفاض كبير في الضغط الجوي فوق المنطقة منتصف الأسبوع القادم
موقع ArabiaWeather.com- د. أيمن صوالحة - تحدثنا في اليومين الماضيين عن احتمالية انخفاض الضغط السطحي بشكل حاد وكبير فوق الجزر اليونانية وجنوب غرب تركيا والتي ستطال مشارف الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وفي نفس السياق تعرّض التقرير إلى النتائج المُترتبة عن هذا الانخفاض.
و وفق الخرائط الجوية المُشغّلة لدى مركز "طقس العرب" الإقليمي للأرصاد والتنبؤات الجوية اليوم الأربعاء، لا تزال هذه الاحتمالية واردة ويُضاف عليها تعمّق سطحي كبير لامتداد مُنخفض البحر الأحمر من الجنوب بدأ يظهر في الخرائط خلال الأيام القليلة الماضية وإزدادت مؤشراته حالياً.
لكن ما نتائج كل ذلك على الأرض وما هو النظام الجوي الذي سيسود المنطقة؟
سمعنا العديد من الشائعات التي تتحدث عن منخفض جوي قطبي مُحمّل بثلوج كثيفة مُشابهة إلى حدٍ ما للعاصفة الأخيرة في منتصف ديسمبر، لكننا عبر هذا الموضوع ننفي تلك الشائعات جُملةً وتفصيلاً، أي أن شهر يناير/كانون ثاني الحالي سينتهي دون أن يجلب عاصفة ثلجية تشمل المملكة والعاصمة عمان كما تطرقت إليه بعض وسائل الاعلام.
لكن هذا لا يمنع من أن تشهد المنطقة إضطراباً جوياً قوياً ناتجاً عن الانخفاض الكبير المتوقع في الضغط الجوي، وهنا تختلف الخرائط الجوية العديدة في استشعارها لطبيعة النظام الجوي الناتج عن هذا الانخفاض، بعضها يذهب إلى تعرّض المنطقة إلى منخفض شتوي بارد يحمل الأمطار الغزيرة لمختلف مناطق المملكة وإحتمالية لتساقط الثلوج فوق جبال الشراه الشاهقة في جنوب المملكة وبالمناسبة هذا هو الخيار الأضعف احتمالاً في الوقت الراهن.
أما الخيار الأقوى حالياً يتمثل بالاشارة المُتزايدة لاندفاع امتداد مُنخفض البحر الأحمر من الجنوب وما قد ينتج عنه من توقع نشوء أحوال جوية غير مُستقرة، تحمل هذه المرة إضطرابات جوية واسعة على المنطقة ككل إمتداداً من ليبيا في الغرب ووصولاً للعراق شرقاً مروراً ببلاد الشام، مدعومة بإنخفاض الضغط السطحي إلى قيم عميقة قد تتدنى عن 1000 مليبار وذلك بعد مشيئة الله.
في الحقيقة تستشعر تلك الخرائط ومعها كادر التنبؤات الجوية في المركز، توقع قوة تلك الحالة ككل في المنطقة وذلك نتيجة إندفاع لكُتلة هوائية شديدة البرودة وقطبية المنشأ نحو مناطق غير مُعتادة في الصحراء الليبية قادمة من دول المغرب العربي التي تشهد سباقاً في توافد الكُتل الهوائية القطبية إليها، بالتزامن مع الانخفاض الكبير في الضغط الجوي فوق منطقتنا والذي تحدثنا عنه سابقاً. وتتمثل قوة هذه الحالة المُحتملة بفرص لهبوب رياح عاتية في المنطقة وما يُرافقها من عواصف رملية قوية إضافة لتشكّل سحب رعدية كثيفة يُصاحبها هطول غزير للمطر والبرَد مع أجواء لطيفة في البداية ثم تتحول إلى باردة.
لكن ما تأثير هذه المنظومة على المملكة تحديداً؟ لا إجابة شافية من الان في هذا الخصوص، وقد تقتصر التاثيرات على رياح نشطة مُغبرة وأمطار رعدية في الجنوب والشرق وبالتالي إستمرارية للانحباس المطري القاسي -لا قدّر الله- والذي سيبلغ 44 يوماً في الثامن والعشرين الجاري أي موعد ذروة الحالة المُرتقبة. أو قد تكون المملكة في قلب هذه المنظومة الجوية بمشيئة الله وبالتالي أحوال جوية غير مُستقرة قد تكون قوية نوعاً ما وتعيد لنا نكهة فصل الشتاء التي افتقدناها.
سنبقيكم على إطلاع بآخر التحديثات الخاصة بهذه الحالة تباعاً، لتكونوا أول من يعلم بالمعلومة الجوية الدقيقة.