ما السبب العلمي لاستقرار الأجواء على جبال سلطنة عُمان والإمارات بعد تأثير الاعصار شاهين؟
طقس العرب - تعيّش عموم مناطق سلطنة عُمان والإمارات تحت الأجواء المُستقرة حيثُ انعدمت الهطولات المطرية عن كُل المناطق منذ تأثير الاعصار شاهين مع توقعات بأن تستمر فترة الاستقرار طيلة الأسبوع القادم على الأقل، ويوضح طقس العرب أبرز الأسباب العلمية وراء استقرار الأجواء وانعدام فرص الأمطار.
ما سبب انعدام الهطولات المطرية في عموم مناطق سلطنة عُمان والامارات
الرياح الجافة الناتجة من المرتفع الجوي أبرزُ الأسباب
وفي التفاصيل، اشتد المرتفع الجوي شبه المداري على الأجزاء الشرقية من الجزيرة العربية، بحيث نتج عنهُ اندفاع تيارات هوائية شمالية غربية جافة في مختلف طبقات الجو، ونظراً لكون التيارات جافة الخصائص، فقد انعدمت الرطوبة الفعالة (وهي بين 1.5 كم الى 5 كم عن سطح الأرض) وتركزت في طبقات الجو البعيدة عنا، إذ لا تكفي لبناء قوي للغيوم ذات الامتداد الرأسي والمسؤولة بعد مشيئة الله عن تكون الأمطار، مما أدى إلى بقاء المنطقة تحت النطاق الجاف، وبالتالي تراجع فُرص التكوينات المحليّة عن المرتفعات الجبلية بما في ذلك عموم مرتفعات جبال الحجر والجبال الشرقية من الإمارات.
إقرأ أيضاً: الإمارات | المركز الوطني للأرصاد يُصدر توقعاته لحالة الطقس للأربعة أيام القادمة
ويعود السبب الأخر للاستقرار التام على الأجواء هو انخفاض درجات الحرارة السطحية، بحيث أصبحت غير كافية لعملية التسخين المطلوبة لكسر الطاقة السلبية وتكون الخلايا الماطرة، والطاقة السلبية هي كمية الطاقة التي تمنع طرد الهواء من السطح الى بلوغ مُستوى الحمل الحراري.
ويلعب المرتفع الجوي الصلب الدور الأهم في صد الموجات الرطبة سواءً من الجنوب القادمة من بحر العرب أو من الشمال القادمة من البحر المتوسط وبلاد الشام، كما يلعب موقع التيار النفاث شمال الجزيرة العربية دورهُ البارز في صد الكتل الأقل حرارة في الطبقات العالية القادمة من الشمال وبالتالي تبقى الطبقات العالية غير مهيأة لتطور الغيوم وحالات عدم الاستقرار الجوي، بحيث تجعل هذه المنظومة الجوية جبال السلطنة والإمارات ضمن نطاق منطقة مستقرة جوياً وبعيدة عن أي نشاط جوي.
وتُشير التوقعات الجوية والنماذج العددية المُحوسبة إلى استمرار الطقس المستقر على المنطقة طيلة الأسبوع القادم على الأقل، كون أن المرتفع الجوي سيبقى مسيطراً على المنطقة ويبني مركزاً فوق الجزيرة العربية، يدفع برطوبة بحر العرب بعيداً عن أجواء المنطقة، فيما تُشير بعض المؤشرات إلى اقتراب حوض علوي بارد من المنطقة خلال الثلث الأخير من الشهر قد تعود معهُ فرص الأمطار على بعض المرتفعات الجبلية.