ما السبب وراء ازدياد أحجام حبات البرد وتكرار سقوطها؟

كتبها ندى ماهر عبدربه بتاريخ 2024/02/18

طقس العرب - تعتبر ظاهرة ازدياد أحجام البرد وتكرار سقوطها من الظواهر الطبيعية التي أثيرت حولها الكثير من التساؤلات والاستفسارات فما هو السبب وراء هذه الظاهرة؟ ولكن في البداية دعونا نتعرف عن قرب على حبات البرد، وكيف تتشكل وما هي العوامل التي تساعد على أن تكون بأحجام متفاوتة

 

ما هو البرد؟

الجواب: البرد هو نوع من أشكال الهطول المطري التي تصاحب المنخفضات الجوية، والجبهات الهوائية، وحالات عدم الاستقرار الجوي، وغيرها من الظروف الجوية حيث يتكون من كرات غير منتظمة الشكل من الماء المتجمد داخل السحب، وتسقط على الأرض بأحجام مختلفة، وقد تكون كبيرة وكثيفة في بعض الحالات؛ مما يسبب أضراراً مادية بالغة، ويتشكل البرد في الغالب داخل السحب الركامية، ويكون أكثر شيوعًا خلال فصل الصيف والمواسم الدافئة.

 

 

ما السبب وراء ازدياد أحجام حبات البرد وتكرار سقوطها؟

الجواب: يتشكل الثلج عندما تتصاعد قطرات الماء إلى أعلى خلال العواصف الرعدية، ويُنقلها تيار الهواء الصاعد إلى أجزاء من الغلاف الجوي حيث يكون الهواء باردًا بالقدر الكافي لتجميد القطرات.

وتتراكم الرطوبة الموجودة في الهواء على السطح الخارجي لقطرات الجليد أثناء تحركها في الهواء، مما يتسبب في تنامي حبات الثلج على شكل كرات ذات طبقات كطبقات البصل، وتعتمد سرعة نمو حبات الثلج على كمية الرطوبة في الهواء، حيث تستمر في النمو إلى أن يضعف تيار الهواء المتصاعد، ويصبح غير قادر على إبقائها مرتفعة في الجو.

وتُظهر الدراسات أن تيار الهواء المتصاعد بسرعة 103 كم في الساعة يمكنه حمل حبات الثلج بحجم كرة الغولف، بينما يمكن لتيار أسرع بنسبة 27% حمل قطعًا بحجم كرة البيسبول، وفقًا للإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، ويجلب الهواء الذي يحتوي على نسبة أعلى من الرطوبة والتيارات المتصاعدة القوية قطعًا أكبر، حيث تسقط القطع الكبيرة بالقرب من التيار الصاعد، بينما تتساقط حبات الثلج الأصغر بعيدًا عنه، وغالبًا ما تتطاير إلى أماكن بعيدة بفعل الرياح المتقاطعة.

 

ولكن هل هناك محفزات تجعل أحجام حبات البرد كبيرة؟

جوليان بريميلو، المتخصص في العلوم الفيزيائية بإدارة البيئة وتغير المناخ الكندية، يوضح كيف يتأثر تكوين الثلج بتغيرات المناخ. يقول إن العواصف الجليدية المدمرة، التي تتسم بقطع الجليد ذات القطر الذي يتجاوز 25 ملم، تتطلب ظروفًا معينة، بما في ذلك رطوبة كافية وتيارات هواء صاعدة قوية و"عوامل تحفيز"، مثل الجبهات الهوائية.

ويُلاحظ أن هذه الظروف غالبًا ما تكون موجودة في مناطق محددة، مثل السهول الكبرى في الولايات المتحدة ومدينة غولد كوست في أستراليا وعمومًا، يكون الهواء في هذه المناطق باردًا وجافًا في الغلاف الجوي العلوي، بينما يكون هواء السطح دافئًا ورطبًا، مما يؤدي إلى تكوين تيارات هوائية صاعدة قوية وعواصف رعدية، وتكون هذه المناطق عرضة بشكل خاص للعواصف الرعدية الشديدة، التي يمكن أن تنتج قطع جليدية كبيرة جدًا؛ بسبب شدة التيارات الهوائية المتصاعدة.

ومع تغير المناخ، تتغير درجات حرارة الغلاف الجوي للأرض وكمية الرطوبة في الهواء، ويمكن للهواء الأكثر دفئًا أن يحتوي على مزيد من بخار الماء، مما يزيد احتمالات هطول أمطار غزيرة وعواصف شديدة في بعض المناطق ومع استمرار ارتفاع درجات حرارة الكوكب، من المرجح أن تتغير المناطق التي قد تشهد عواصف ثلجية، مما يجعل الرطوبة أحد العوامل المقيدة فيها أكثر، ويزيد بالتالي من تواتر هذه العواصف.

 

زيادة في كثافة العواصف الجليدية وتأثيراتها المحتملة

يتوقع الباحثون زيادة في تكرار وشدة عواصف الجليد في مناطق مختلفة حول العالم نتيجة لتغيرات المناخ ووفقًا لدراساتهم، يشير التحليل المبدئي إلى أن هذه العواصف قد تصبح أكثر حدة بشكل عام، مع احتمالية تقليل تكرارها في بعض المناطق مثل أمريكا الشمالية.

وتشير الدراسات إلى أن الحجم المتوقع للقطع الثلجية قد يزداد، وبالتالي قد تكون أكبر في حالات الهطول، مما يعني تأثيرًا أكبر في المناطق التي تتعرض لها وعلى سبيل المثال، توضح دراسة منفصلة قام بها فريق بحثي بريميلو أن القطع الثلجية الكبيرة قد تظل متماسكة لفترة أطول قبل الذوبان، مما يزيد كثافتها وتأثيرها.

وتظهر البيانات أيضًا أن تغيرات في درجات الحرارة والرطوبة في الهواء يمكن أن تؤثر في كثافة حبات البَرَد، حيث إنه في ظروف برودة شديدة، يمكن أن يؤدي تجمد الماء على الفور إلى تكوين حبات كثيفة من الجليد، وعلى العكس من ذلك، في ظروف أقل برودة أو بارتفاع نسبة الرطوبة، قد تكون الحبات أقل كثافة وأكثر شفافية.

ويتضح من الدراسات أيضًا أن حبات البَرَد الكبيرة غالبًا ما تكون معقدة في تركيبها، مما يعكس الظروف المعقدة التي تتشكل فيها داخل الغيوم، وهو ما يزيد تنوع وتعقيد العواصف الجليدية.

 

تأثير كثافة حبات البرد على سرعة نموها

تؤثر كثافة حبات البَرَد أيضًا على سرعة نموها، حيث يزداد احتمال سقوطها من التيارات الصاعدة كلما كانت أثقل وبالإضافة إلى ذلك، فإن حبات البَرَد الأكبر حجمًا تنخفض بسرعة أكبر، وذلك لأن كلما زاد حجم الحبة، قل عدد السحب التي يجب عبورها لكل وحدة من الوزن.

ويُعتبر أثقل حجر بَرَد مُسجل على الإطلاق هو الذي سقط في منطقة غوبالغانج في بنغلاديش عام 1986، حيث كان وزنه يبلغ 1.02 كيلوغراماً حيث تسببت العاصفة البردية في وفاة 40 شخصًا وإصابة 400 آخرين، وفقًا للتقارير الإعلامية في ذلك الوقت، لكن التقارير اللاحقة أشارت إلى أن عدد الوفيات قد بلغ حوالي 92 شخصًا.

 

 

اقرأ أيضا:

علوم الطقس | ما هو البرد كيف يتشكل وما الأضرار التي يسببها عبر التقرير....

ما هو البرد ولماذا يتساقط أحيانا في الصيف

 


المصادر:

bbc

arabiaweather

 

 

 

 

 



تصفح على الموقع الرسمي



معاني أبرز مصطلحات نشرات أخبار الطقس"الزعاق": الأمطار مصدر المياه بالجزيرة العربية بشكل مباشر في الأودية وغير مباشر بالآبارالسعودية: نشاط للرياح المُثيرة للأتربة في مناطق عِدّة و فرصة لأمطار مُتفرقة على أجزاء محدودة من منطقة مكة المكرمة عطلة نهاية الأسبوعالسعودية | بهذا التاريخ بداية الدراسة للفصل الدراسي الثاني في السعودية لعام 1446علامات خفية تخبر أنك تعاني من القولون العصبيمُراقبة انفصال كُتلة هوائية شديدة البرودة عن الدوامة القطبية وتندفع بشكل مباشر نحو مناطق واسعة من أوروبا الأسبوع القادمالأردن | تعرف على توصيات الملابس وحالة الطقس في ستاد عمّان الذي يتجهز لاستقبال جماهير النشامى اليومإسبانيا | بالفيديو… فيضانات كارثية ضربت المدن الجنوبية نتيجة أمطار شديدة الغزارة الساعات الماضيةظهور آخر قمر عملاق في عام 2024 غداً الجمعة برفقة "الشقيقات السبع"