ما السر وراء شعورنا بانتعاش الجو بعد هطول الأمطار؟

كتبها ندى ماهر عبدربه بتاريخ 2023/11/12

طقس العرب - تعتبر رائحة الأمطار والهواء النقي بعد هطول المطر تجربة فريدة تشعرنا بالانتعاش وتغيّر مزاجنا، وعندما تتساقط قطرات المطر وتلامس الأرض، يظهر العالم بألوان جديدة ورائحة منعشة تملأ الهواء، وإن لحظة هطول المطر لها سحر خاص يبدو وكأنه يجلب معه إعادة الحياة والنشاط إلى كل شيء حولنا، ولكن هل سبق لك أن شعرت بشعور عميق يتخلله الانتعاش والهدوء بعد هطول الأمطار؟ في هذا المقال، سنستكشف السر وراء هذا الشعور الساحر، وكيف يؤثر المطر على حالتنا المزاجية على نحو جميل.

 

ما السر وراء شعورنا بانتعاش الجو بعد هطول الأمطار؟

اعتاد الكثيرون على فتح الشباك بعد هطول المطر، وحينها يدخل الهواء المنعش، ونقي إلى الداخل، ولكن هل فكرت يومًا في سبب هذا الانتعاش الغريب الذي يملأ الجو؟

الجواب: بحث عميق قام به باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قد وجدوا إجابةً مثيرة للاهتمام حيث يعزون هذا الانتعاش إلى التأثير المطهر الذي تقوم به قطرات المطر على غلافنا الجوي، وعندما تسقط قطرات المطر، تزيل الهباء الجوي والشوائب الأخرى من الهواء، مما يؤدي إلى تحسين جودة الهواء بشكل عام، ويعني ذلك أن تلك اللحظات التي تأتي بعد المطر ليست فقط مليئة بالانتعاش، ولكنها تشكل أيضًا تأثيرًا إيجابيًا على نوعية الهواء الذي نتنفسه.

ومن ثم، قد تكون نتائج هذا البحث ذات أهمية كبيرة في تحسين توقعات الطقس وفهم تأثير التغيرات المناخية على نوعية الهواء. حيث إن الغبار الجوي يأتي من مصادر متعددة، بدءًا من منتجات ثانوية لانفجارات البراكين ووصولًا إلى غبار الصحاري، وكذلك تأثير الأنشطة البشرية مثل حرق الفحم والنفط في الصناعة، وهذه المعرفة قد تساعد على تحسين جودة الهواء وفهم تأثيرات الأنشطة البشرية على بيئتنا.

 

 

قطرات المطر كمنقذ للغلاف الجوي وطبقة الأوزون

الغبار الجوي يتسبب في العديد من التأثيرات الضارة على الغلاف الجوي الذي يحمي كوكب الأرض، ومن بين هذه التأثيرات الضارة يأتي تحول الغبار الجوي إلى محفز للتفاعلات الكيميائية التي تهدد بتدمير طبقة الأوزون في الستراتوسفير بشكل جاد. وتظهر قطرات المطر كعامل فعال في التخلص من هذه الجزيئات الضارة، حيث تقوم عملية التجلط بسحب الملوثات الطائرة من الهواء أثناء سقوط قطرات المطر، ويتم ذلك عن طريق شحنة كهربائية منخفضة في قطرة الماء، ورغم أن هذه الشحنة قد تكون صعبة الملاحظة في المختبرات، إلا أنها تكفي لجذب واستيعاب الملوثات الجوية وإعادتها إلى سطح الأرض.

 

استخدام الباحثين لغرفة زجاجية لتحسين دراسة قطرات المطر

في تجربتهم في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، استخدم الباحثون حلاً مبتكرًا لتجنب التحديات المتعلقة بتجربة حجم وشحنة قطرات المطر، وقرروا استخدام غرفة زجاجية بطول 3 أقدام (أي ما يعادل 0.9 متر) لإجراء اختباراتهم، واستفادوا من هذا الحل لتعديل حجم وشحنة قطرات المطر التي قاموا بدراستها باستخدام شريحة مشعة للمادة.

حيث بث الباحثون الملوثات الجوية داخل الغرفة الزجاجية، وأجروا سلسلة من التجارب التي تضمنت تغيير أحجام قطرات المطر وتحديد الظروف المحيطة بها، وبعد مرور قطرة المطر خلال الهواء، تلاشت القطرة بفعل التبخر، ومن ثم مُرِّرَت الجزيئات المتبقية في مطياف كتلي، وهذا الإجراء سمح للعلماء بقياس كمية جزيئات الهواء المحتجزة داخل قطرة المطر.

ونتيجة لتلك التجربة، اكتشف الفريق أن القطرات الأصغر من المطر، التي تسقط في ظروف رطوبة عالية، تكون أكثر فعالية في جذب جزيئات الهواء، وقد توصلوا إلى هذا الاستنتاج بعد إجراء محاكاة دقيقة لعملية التجلط التي تحدث داخل قطرة المطر.

ومن المتوقع أن تساعد هذه النتائج الباحثين في إعداد توقعات جوية دقيقة للمواطنين، خاصة في المدن التي تعاني تلوث الهواء مثل بكين، ويمكن أيضًا استخدام هذه النتائج في دراسة تأثير التنظيف العالمي الذي يحدثه هطول الأمطار.

 

يعمل المطر كعنصر سحري يحمل معه نفحات من السعادة والانتعاش؛ حيث إنه يلامس حواسنا على نحو فريد، مما يجعلنا نشعر بالارتياح والهدوء، وإن استمتاعنا بتلك اللحظات بعد المطر ليس مجرد شعور عابر، بل هو تفاعل مع تأثيرات الطبيعة على حالتنا النفسية والعاطفية، وربما يكون السر وراء هذا الانتعاش هو أننا نشعر بأن الطبيعة نفسها تعيش معنا، وتشاركنا في تحولات المشاعر.

 

اعرف أيضا:

ما هي أغرب الأشياء التي تساقطت من السماء عبر التاريخ؟

8 فوائد لماء المطر لم تكن تعرفها

 


المصادر:

marocbleu



تصفح على الموقع الرسمي



السعودية | بهذا التاريخ بداية الدراسة للفصل الدراسي الثاني في السعودية لعام 1446الأردن | تعرف على توصيات الملابس وحالة الطقس في ستاد عمّان الذي يتجهز لاستقبال جماهير النشامى اليومالسعودية | فرص مُحتملة للأمطار في 3 مناطق يوم السبت .. تفاصيلالسعودية | لماذا غابت سحب الكسير عن سواحل البحر الأحمر وجدة حتى الآن؟ .. وهل ستتأثر تلك المناطق بحالات ماطرة هامة قريباً .. تفاصيلالأردن | الاثنين: امتداد منخفض جوي بعيد يترافق مع انخفاض درجات الحرارة والأمطار التي تتركز شمالاً .. تفاصيلتحت المراقبة | المركز الأمريكي GFS يتوقع عودة الأمطار لأجزاء واسعة من المملكة في الثلث الأخير من نوفمبر .. تفاصيل أوليةالسعودية: نشاط للرياح المُثيرة للأتربة في مناطق عِدّة و فرصة لأمطار مُتفرقة على أجزاء محدودة من منطقة مكة المكرمة عطلة نهاية الأسبوععلامات خفية تخبر أنك تعاني من القولون العصبيمُراقبة انفصال كُتلة هوائية شديدة البرودة عن الدوامة القطبية وتندفع بشكل مباشر نحو مناطق واسعة من أوروبا الأسبوع القادم