ما تأثير أزمة المناخ على الاقتصاد العالمي؟
طقس العرب - أزمة المناخ تُعد من أخطر التحديات التي تواجه البشرية حالياً، حيث تتسبب في آثار مدمرة على البيئة والمجتمعات البشرية، وتشمل تأثيرات هذه الأزمة تهديدات للاستدامة البيئية والتدهور البيئي، إلى جانب تأثيرات اقتصادية واجتماعية بالغة الخطورة، الأمر الذي يستدعي ضرورة القيام بإجراءات فورية وفعّالة للحد من التغيرات المناخية والتكيف مع تبعاتها، وذلك لضمان استدامة الكوكب وحماية الأجيال القادمة من التأثيرات المدمرة، لكن ما تأثير أزمة المناخ على الاقتصاد العالمي؟ هذا ما سوف نناقشه في هذا المقال.
تأثير أزمة المناخ على الاقتصاد العالمي
تمثل التغيرات المناخية أحد أهم التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي، حيث تُنذر بحدوث ارتدادات سلبية واسعة النطاق على مختلف القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك:
- التراجع الاقتصادي: من المتوقع أن تؤدي التغيرات المناخية إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تصل إلى 18.1% بحلول منتصف القرن.
- تدهور الاقتصادات الضعيفة: ستتأثر الاقتصادات الضعيفة بشكل خاص بالتغيرات المناخية، حيث تعتمد على الموارد الطبيعية والقطاعات الزراعية بشكل كبير.
- تهديد الإنتاجية الزراعية: من المتوقع أن تؤدي التغيرات المناخية إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية بنسبة تصل إلى 20% بحلول عام 2050.
- ارتفاع أسعار الغذاء: من المتوقع أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة تصل إلى 30% بحلول عام 2050.
- تأثيرات فى حركة النقل العالمية: من المتوقع أن تؤدي التغيرات المناخية إلى تعطيل حركة النقل العالمية، خاصة في المناطق الساحلية.
- اختلال الخريطة السياحية: من المتوقع أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع مستوى سطح البحر إلى اختلال الخريطة السياحية العالمية.
- اختلال النظام الصحي: من المتوقع أن تؤدي التغيرات المناخية إلى انتشار الأمراض المعدية وزيادة الوفيات.
- التأثيرات فى البنية التحتية: من المتوقع أن تؤدي التغيرات المناخية إلى أضرار واسعة النطاق في البنية التحتية، خاصة في المناطق الساحلية.
الحد من أسباب أزمة المناخ
تغير المناخ يشكل تحدياً كبيراً يهدد بتفاقم معدلات الفقر ويعرقل النمو الاقتصادي. في المحاضرة أمام طلاب جامعة جورج تاون في واشنطن، طرح رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم خمس مجالات رئيسية حيث يمكن أن تساهم سياسات وخيارات النمو في التصدي لتغير المناخ.
المجالات الخمسة التي طرحها كيم هي:
- تسعير الكربون: يشير إلى أهمية فصل النمو الاقتصادي عن انبعاثات الكربون ويدعو إلى تبني أنظمة تسعير الكربون، مثل نظام تداول الانبعاثات أو فرض ضرائب على الكربون، لتحفيز الشركات على تقليل انبعاثاتها والاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة.
- إنهاء دعم الوقود الأحفوري: يشدد على أهمية التوقف عن دعم الوقود الأحفوري، ويشير إلى أن هذا الدعم لا يحمي الفقراء ويقترح إعادة توجيه الموارد نحو المجالات الأكثر فعالية وضرورة.
- بناء المدن المرنة منخفضة الانبعاثات الكربون: يشدد على أهمية بناء المدن بشكل مستدام، مع التخطيط الجيد للنقل واستخدام الأراضي، لتحقيق نمو يحد من التأثير البيئي ويوفر فرص عمل.
- زيادة كفاءة استخدام الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة: يركز على أهمية زيادة كفاءة استخدام الطاقة وزيادة استخدام الطاقة المتجددة لتلبية احتياجات الطاقة بشكل مستدام.
- تطبيق ممارسات الزراعة المراعية للمناخ والتوسع في الغابات: يشدد على أهمية ممارسات الزراعة المراعية للمناخ وتوسيع الغابات كوسيلة للتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره.
تأثير أزمة المناخ على الدول النامية
- التأثيرات السلبية المتزايدة: تتأثر البلدان النامية، وخاصة الدول الأقل نمواً والدول الجزرية الصغيرة، بتأثيرات سلبية متزايدة نتيجة لتغير المناخ.
- التحديات الهيكلية وضعف الدعم المالي: يرجع هذا التأثير إلى التحديات الهيكلية التي تواجه هذه البلدان، بالإضافة إلى ضعف الدعم المالي الذي يتلقونه من الدول المتقدمة.
- عدم تحقيق التعهدات المالية: على الرغم من التزام الدول المتقدمة بتقديم 100 مليار دولار سنوياً للدول النامية، إلا أن هذا التعهد لم يتحقق بشكل كامل.
- تحديات التكييف المتزايدة: هذا يجعل البلدان النامية تواجه تحديات متزايدة في مجال التكييف مع التغيرات المناخية.
- تأثيرات الكوارث البيئية: تشهد البلدان النامية زيادة في حدوث الكوارث البيئية مثل العواصف، وارتفاع مستوى سطح البحر، والفيضانات، والجفاف.
- التأثير على الصحة والإمدادات: تؤثر هذه التحولات على الصحة العامة وتهدد إمدادات المياه والغذاء.
- زيادة معدلات الوفيات والنزوح: يتسبب ذلك في زيادة معدلات الوفيات والنزوح والهجرة المناخية، مما يعزز الفقر ويؤثر على الاقتصادات المحلية.
تأثير أزمة المناخ على البلدان الأقل نمواً
- عقبات هيكلية وضعف اقتصادي واجتماعي: الدول الأقل نمواً تواجه عقبات هيكلية وتعاني من ضعف اقتصادي واجتماعي.
- دعم محدود من الدول المتقدمة: تقدم الدول المتقدمة دعماً ضئيلاً مقارنة بتكاليف التكيف الضرورية، مما يعرضها للخطر.
- حاجة ملحة إلى دعم مالي أكبر: الحاجة الملحة إلى دعم مالي أكبر والالتزام بتحقيق التعهدات يشكل تحدياً رئيسياً.
تأثير أزمة المناخ على الدول الجزرية الصغيرة النامية
- صغر الحجم وكثافة السكان: الدول الجزرية الصغيرة تتميز بصغر حجمها وكثافة السكان العالية.
- تأثيرات تغير المناخ على الزراعة والصيد: تعاني هذه الدول من تأثيرات تغير المناخ مثل ارتفاع مستوى سطح البحر والعواصف، مما يهدد الزراعة والصيد.
- تحديات في فقدان الموارد الطبيعية: الدول الجزرية تواجه تحديات في فقدان الموارد الطبيعية، مما يؤثر على الزراعة والصيد والاقتصاد المحلي.
تأثير أزمة المناخ على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
- زيادة درجات الحرارة: المنطقة تشهد زيادة في درجات الحرارة، حيث ارتفعت درجات الحرارة السنوية بشكل ملحوظ خلال العقود الثلاثة الماضية، هذا الارتفاع يتجاوز زيادة الحرارة العالمية.
- تغير أنماط هطول الأمطار: هناك توقعات بتغير في أنماط وكميات هطول الأمطار في بعض الدول مثل المغرب والجزائر ومصر وتركيا، مما يعرض هذه الدول لنقص في الموارد المائية وتحديات في مجال الزراعة.
- تأثيرات صحية: ارتفاع درجات الحرارة يزيد من موجات الحر الشديدة، مما يؤثر على الصحة العامة ويزيد من حالات الوفاة المبكرة، وهناك اتجاه نحو زيادة في درجات الحرارة المرتفعة.
- تهديدات للسواحل: المناطق الساحلية معرضة لخطر ارتفاع مستوى سطح البحر، وهو أمر يعني تهديداً للمدن الساحلية، مع خطر فيضانات وعواصف وتسرب للمياه المالحة، مما يجعل بعض المدن غير صالحة للسكن.
- نقص المياه: الإقليم يعاني من نقص حاد في إمدادات المياه، حيث يواجه نسبة كبيرة من السكان صعوبة في الوصول إلى المياه النقية، التوقعات تشير إلى انخفاض كبير في المياه الجوفية بحلول عام 2050.
- تأثير اقتصادي: قد تؤدي تغيرات المناخ إلى خسائر كبيرة في القطاعات الاقتصادية ذات القيمة المضافة العالية، مثل الزراعة، وهناك توقعات بتراجع إنتاج المحاصيل بنسبة تصل إلى 20% بحلول عام 2050، مما يؤثر على الأمن الغذائي.
- تهديد للأمان الغذائي: يتنبأ التغير المناخي بتقليل إنتاج الغذاء المحلي، مما يعزز الاعتماد على واردات الغذاء ويعرض الأمان الغذائي للخطر، كما يظهر ذلك حالياً في بعض الدول كالإمارات.
- جفاف الأراضي: تزايد فرص حدوث فترات جفاف خاصة في المغرب والجزائر وتونس، مما يؤثر على القدرة على الزراعة ويعزز التصحر.
- فيضانات وهجرة: ارتفاع مستويات سطح البحر يهدد بفيضانات ساحلية، وتوقعات بأن يضطر ملايين الأشخاص للهجرة بسبب التأثيرات المناخية على المدن الساحلية.
- تأثيرات اقتصادية واجتماعية: قد تؤدي التأثيرات المناخية إلى اضطرابات اجتماعية وسياسية، وتهديدات للاستقرار الاقتصادي، مع توقعات بخسائر كبيرة في الناتج القومي الإجمالي.
إقرأ أيضًا: