ما علاقة الاحترار الستراتوسفيري بضعف الأنظمة الجوية الخريفية في منطقة بلاد الشام ؟
طقس العرب - لا زالت التوقعات الجوية و مخرجات النماذج العددية في طقس العرب، تشير إلى ضعف الأنظمة الجوية الخريفية المؤثر على شرق المتوسط وبلاد الشام بشكل عام، ويظهر ذلك جلياً في ضعف هطول الأمطار في كافة دول المنطقة واقتصارها على المناطق الساحلية بالإضافة إلى غياب حالات عدم الاستقرار حتى اللحظة.
وقال المتنبئون الجويون في "طقس العرب"، أن طبيعة الأنظمة الجوية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وسلوك الغلاف الجوي لا زالت تفرض على منطقة شرق المتوسط وبلاد الشام منظومة جوية ضعيفة وعقيمة من ناحية الأمطار، تتمثل هذه المنظومة الجوية بتشكل مرتفع جوي حول الدائرة القطبية الشمالية ناتج بفعل الاحترار الحاصل في طبقة الستراتوسفير واقتصار اندفاع الكتل الهوائية الباردة نحو شمال و وغرب ووسط القارة الاوروبية.
ما هو الاحترار الستراتوسفيري وكيف يؤثر على المنظومة الجوية في نصف الكرة الشمالي؟
يُقصد بالاحترار الستراتوسفير الارتفاع في درجة حرارة الطبقات العليا في الغلاف الجوي ( طبقة الستراتوسفير ) والتي تنشط فيها الدوامة القطبية المسؤولة عن حركة وتوجيه التيار النفاث القطبي، حيث أن زيادة التسخين في هذه الطبقة يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارتها وبالتالي ارتفاع الضغط الجوي وضعف في الدوامة القطبية في طبقة الستراتوسفير.
إن ضعف الدوامة القطبية يعني ضعف في التيار النفاث الطبي و عدم القدرة على احتواء الهواء البارد حول الدائرة القطبية الشمالية، وبالتالي انحدار التيار النفاث القطبي والهواء الباردة من العروض العليا إلى العروض المتوسطة وربما إلى العروض الدنيا، وانعكاس ذلك قد يظهر جلياً في حركة الدوامة القطبية في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي القريبة من سطح الأرض ( طبقة التروبوسفير )، حيث أن تشكل مرتفع جوي حول القطب الشمالي يدفع بالهواء البارد أسفل هذا المرتفع وبالتالي انحساره في مناطق شمال غرب و وسط القارة الأوروبية أحياناً و غرب أمريكا.
ما علاقة الاحترار الستراتوسفيري بضعف الأنظمة الجوية الخريفية في منطقة بلاد الشام ؟
قال المتنبئون الجويون في "طقس العرب"، أن مرتفع القطب الشمالي يجبر الهواء البارد القطبي في الدائرة القطبية الشمالية بالانحدار أسفله والالتفاف مرة أخرى عائداً إلى الدائرة القطبية، وغالباً تؤدي هذه العملية إلى توجه الهواء القطبي نحو غرب أمريكا وغرب و وسط القارة الاوروبية، وبالتالي ينعكس ذلك في منطقة شرق المتوسط وبلاد الشام على استمرار امتداد المرتفع الجوي المداري نحو المنطقة والسيطرة عليها وفرض طقس مستقر في أغلب الأوقات، وتنجح أحياناً بعض الأحواض العلوية المتبقية من نشاط الكتل الهوائية الباردة وسط وغرب القارة الأوروبية بالاقتراب من المنطقة مسببة حدوث انخفاض على درجات الحرارة وربما هطول بعض الأمطار والتي تتركز على سواحل شرق المتوسط غالباً.
ويبدو أن المؤشرات العامة تشير إلى استمرار نفس المنظمة الجوية في شرق المتوسط وبلاد الشام حتى منتصف شهر أكتوبر/تشرين أول الحالي على أقل تقدير تتمثل باستمرار التقلبات الحرارية وضعف الحالات الماطرة، مع استمرار التوقعات الجوية والتي تشير إلى ضعف في الدوامة القطبية الشمالية واستمرار سيطرة مرتفع جوي على القطب الشمالي، وسنوافيكم بآخر تطورات الحالة الجوية حال صدورها، والله تعالى أعلم.