ما هو الأنواء؟ وما علاقته بالتنبؤ بالطقس عبر الزمن؟

كتبها ندى ماهر عبدربه بتاريخ 2024/09/15

طقس العرب-فرضت طبيعة الحياة البدوية، القائمة على الترحال وتتبع أماكن سقوط الأمطار بحثاً عن العشب والكلأ، على العرب قديماً إتقان بعض العلوم، وخصوصاً ما يتعلق بالأنواء والطقس وكانت حرارة الشمس الحارقة خلال النهار تجبرهم على السفر ليلاً، وهو ما يُعرف بـ"السُّرى". اعتمدوا خلال رحلاتهم الليلية عبر الصحاري والفيافي على القمر والنجوم لتحديد مساراتهم وتجنب الضياع، حيث كانت هذه المهارات ضرورية لحماية قوافلهم والإبل من الهلاك وسط الرمال المتشابهة التي تمتد إلى الأفق.

 

كتاب تاريخ علم الأنواء عند العرب

يدور كتاب «تاريخ علم الأنواء عند العرب» للدكتور أحمد عطية، الصادر عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب»، حول هذا الجانب من المعرفة. ويتناول الكتاب تاريخ علم الأنواء عند العرب، مستعرضاً تطوره وارتباطه الوثيق بعلم الفلك، خاصة فيما يتعلق بتوقع الأمطار والرياح. يتجاوز الباحث في عرضه المعنى المباشر للأنواء كعلم فرعي من علوم الفلك، ويقدم تحليلاً أعمق لهذا التراث العلمي.

 

 

تعريفات الأنواء في المعاجم اللغوية

تناولت المعاجم العربية مصطلح "الأنواء" بتفسيرات متعددة على سبيل المثال، أورد الصاحب بن عباد في كتابه «المحيط في اللغة» تعريفاً للنوء بأنه سقوط نجم مع طلوع الفجر. أما الجوهري في «الصحاح تاج اللغة»، فقد ركز على منازل القمر وارتباطها بالنوء. وتبين من هذه التعريفات أن علم الأنواء كان مرتبطاً بعلم الحديث واللغة أكثر من ارتباطه بعلم الفلك، وهو ما قد يعكس تأخر تطور علم الفلك عند المسلمين.

تطرق الكتاب إلى إسهامات علماء فلك قدامى مثل أبي إسحاق الفزاري وأبي معشر البلخي في تطوير علم الأنواء وبحسب المستشرق كارلو نيللينو، وذكر هؤلاء العلماء الرياح والأمطار وعلاقتها بحركة النجوم، مما يشير إلى وجود صدى لهذا العلم في مؤلفات الفلكيين المسلمين الأوائل.

يعتبر كتاب «الأنواء في مواسم العرب» لابن قتيبة الدينوري من أقدم المؤلفات التي تناولت علم الأنواء، حيث ربطت بين حركة الكواكب وتغير الأحوال الجوية. ويوضح ابن قتيبة في هذا الكتاب كيف اعتمد العرب على الرؤية المجردة لتتبع منازل القمر وتأثيراتها على الطقس، ما يعكس مدى تقدم معرفتهم في هذا المجال.

ورغم أن العديد من المؤلفات القديمة حول علم الأنواء لم تصلنا، إلا أن ما تم توثيقه يكشف عن أهمية هذا العلم في حياة العرب القدماء. وكان التنبؤ بالطقس من خلال مراقبة النجوم والرياح ضرورياً لبقائهم، ويظل جزءاً مهماً من التراث العلمي العربي.

 

شاهد أيضا:

اليوم العربي للأرصاد الجوية 2024 تحت شعار "الأثر المناخي وبرامج التأقلم"

بفارق 7 سنوات عن العالم.. إثيوبيا تحتفل برأس السنة 2017

 

 



تصفح على الموقع الرسمي



طرق سريعة لحماية النباتات من الصقيعمن أين تأتي الرياح الشرقية؟ وما علاقتها بظاهرة التكهرب؟بالرغم من القدرات الهائلة التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي، يبقى التنبؤ بالطقس على المدى الطويل تحديًا كبيرًا في علم الأرصاد الجوية.هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟الأردن : فرص الثلوج هي الأعلى منذ سنوات في المملكة إحصائياًالفرق بين فيروس كورونا والإنفلونزا والحساسية الموسمية ونزلات البردالأردن | صفر مئوي… درجة الحرارة المسجلة فجر اليوم الأحد 22-12-2024 في مطار الملكة علياء الدوليالأردن/تحديث الساعة ال8 صباحا : ضباب كثيف يشهده مطار الملكة علياء الدولي وتدني لمدى الرؤية الأفقية إلى 500 متر