ما هو الرابط العجيب بين النوم والصحة النفسية؟
طقس العرب - هناك علاقة وثيقة بين النوم والصحة النفسية والعقلية. حيث يمكن لاضطرابات الصحة النفسية أن تؤثر على نومك، وبالمقابل، يمكن لقلة جودة النوم أن تؤثر سلبًا على صحتك النفسية. فالنقص في ساعات النوم ليس مجرد عرض للحالة النفسية الحالية، بل يمكن أن يساهم في ظهور اضطرابات نفسية مختلفة، مثل الاكتئاب والقلق. لذا، يعد علاج مشكلات النوم في وقت مبكر أمرًا مهمًا للحفاظ على صحتك العامة. بإمكانك اتخاذ تغييرات في نمط حياتك لتحسين نومك.
كيف يؤثر النوم على الصحة النفسية؟
يتنقل النائم بين مرحلتين رئيسيتين من النوم كل ساعة ونصف، هما:
مرحلة نوم حركة العين السريعة
خلال هذه المرحلة، ترتفع درجة حرارة الجسم وضغط الدم ومعدل ضربات القلب والتنفس إلى مستويات تشبه تلك التي تسجل أثناء الاستيقاظ. يعتقد العلماء أن هذه المرحلة تلعب دورًا مهمًا في تعزيز عمليات التعلم والذاكرة، وقد تساهم في تحسين الصحة العاطفية والنفسية.
مرحلة النوم العميق
خلال هذه المرحلة، تنخفض درجة حرارة الجسم وتسترخي العضلات، مما يساهم في تخفيف التوتر الذي يمكن أن يكون ناتجًا عن العمل الشاق أو ضغوط الحياة. يتباطئ معدل ضربات القلب والتنفس، وتحدث تغييرات فسيولوجية تساهم في تعزيز أداء الجهاز المناعي، وتحفز عمليات الشفاء والتجديد في الجسم.
من الجدير بالذكر أن اضطرابات النوم تؤثر على مستويات الناقلات العصبية وهرمونات التوتر، مما يسهم في إحداث فوضى في الدماغ، وقد تؤدي إلى ضعف في التفكير والتنظيم العاطفي. وبالتالي، يمكن للأرق أن يزيد من اضطرابات الصحة النفسية، وهذا الأمر صحيح أيضًا بالعكس، حيث أن الاضطرابات النفسية يمكن أن تسهم في زيادة مشاكل النوم.
مشاكل نفسية ناتجة عن قلة النوم
- الإحساس بالقلق والاكتئاب أو التفكير بالانتحار.
- الإصابة بنوبات ذهانية أو جنون العظمة.
- الشعور بالوحدة أو العزلة الاجتماعية.
- عدم التركيز في العمل أو الدراسة، وعدم القدرة على وضع الخطط واتخاذ القرارات.
- انخفاض الطاقة للقيام بالأشياء.
- التعرض للعديد من المشاكل في الحياة اليومية في العمل أو المنزل أو مع الأصدقاء.
كيف تؤثر الصحة النفسية على النوم؟
تؤثر الصحة النفسية على النوم بعدّة طرق
- القلق: الأفكار المتكررة والمخاوف تجعلك مستيقظًا ليلاً ويمكن أن تؤدي إلى نوبات هلع تجعل النوم صعبًا.
- الاكتئاب والاضطرابات العاطفية: يمكن أن يزيد الاكتئاب من عدد ساعات النوم أو يسبب الأرق.
- الصدمة: عند التعرض لصدمة، يمكن أن يتم استدعاء ذكريات مؤلمة أو تجارب سلبية في الأحلام أو الذعر الليلي.
- جنون العظمة والذهان: هذه الحالات قد تزعج نومك حيث يمكن أن تسبب لك رؤية أشياء غريبة أو سماع أصوات غير موجودة.
- الهوس: الهوس قد يزيد من النشاط والحماس أو يؤدي إلى تعب أو الرغبة في النوم.
- الأدوية النفسية: بعض الأدوية النفسية يمكن أن تسبب أثارًا جانبية مثل الأرق أو اضطرابات النوم والكوابيس. إيقاف هذه الأدوية أيضًا يمكن أن يتسبب في اضطرابات في النوم.
كيف يؤثر النوم على الصحة بشكل عام؟
قلة النوم تسبب اضطراب عملية الإدراك
تظهر الآثار الضارة لقلة النوم بوضوح على الدماغ والجهاز العصبي، حيث يمكن أن تتسبب في اضطرابات في الإدراك. هذه الاضطرابات تزيد من احتمالية الوقوع في الأخطاء، وقد تجعل الشخص يتخذ قرارات غير مناسبة، وتزيد من عدد حوادث السير، وتؤدي إلى وقوع حوادث أخرى نتيجة لانعكاساتها على القدرة على التفكير والأداء.
قلة النوم تسبب اضطراب المزاج
قلة النوم تلحق ضررًا بالصحة النفسية وتؤثر سلبًا على المزاج، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى. وتظهر أضرار قلة النوم بزيادة نسب الانتحار.
قلة النوم تسبب ضعف الذاكرة
النوم ينقسم إلى عدة مراحل، وخلال إحدى هذه المراحل، يقوم الدماغ بترتيب وتنظيم الأحداث والذكريات. إن قلة النوم تؤثر على قدرة الدماغ على أداء هذه المهمة، مما ينتج عنه ضعف في الذاكرة.
قلة النوم تسبب ضعف جهاز المناعة
قلة النوم تؤدي إلى ضعف جهاز المناعة، حيث تُنتج العديد من مكونات جهاز المناعة، مثل الخلايا التائية والسايتوكاين، أثناء فترة النوم. ولذلك، يمكن أن تتسبب قلة النوم المستمرة في زيادة احتمال الإصابة بالعديد من الأمراض والالتهابات في الجسم.
قلة النوم تسبب اضطراب النمو والتطور
قلة النوم تؤدي إلى اضطراب عملية النمو والتطور، حيث يلعب النوم الصحي دورًا مهمًا في تنشيط إفراز هرمونات النمو. هذه الهرمونات تعزز النمو الطبيعي، زيادة الكتلة العضلية، وإصلاح الخلايا والأنسجة. ولهذا السبب، تتسبب قلة النوم في تأثير سلبي على عملية النمو والتطور، وخاصة خلال مرحلة الطفولة والمراهقة.
قلة النوم تسبب ضعف التركيز والتفكير
قلة النوم تؤدي إلى ضعف التركيز والقدرة على التفكير. إذا لم يحصل الشخص على كمية كافية من النوم لفترة طويلة، يمكن أن يؤثر ذلك سلبًا على قدرته على التركيز وأداء مهامه اليومية بكفاءة.
قلة النوم تسبب الإصابة بمرض السكري
يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى زيادة احتمالية الإصابة بمرض السكري النوع الثاني، حيث يلعب هرمون الأنسولين دورًا حاسمًا في ضبط مستوى السكر في الدم. عندما ينخفض إنتاج الأنسولين في الجسم بسبب قلة النوم، يمكن أن يزيد هذا من مخاطر ارتفاع مستوى السكر في الدم وبالتالي يزيد احتمالية الإصابة بمرض السكري النوع الثاني.
قلة النوم تسبب زيادة الوزن
تسبب قلة النوم في خلل في عملية إرسال الإشارات العصبية للدماغ التي تلعب دورًا في ضبط الشهية والشعور بالجوع. ونتيجة لهذا الاضطراب، يمكن أن يزيد الأشخاص من رغبتهم في تناول الطعام، وبالتالي يمكن أن تساهم قلة النوم في زيادة الوزن.
قلة النوم تسبب أمراض القلب
قلة النوم تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتزيد من عوامل الالتهاب في الجسم، وهذا يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب. وبالتالي، يمكن القول أن قلة النوم تؤثر على القلب وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
قلة النوم تسبب ضعف التوازن
قلة النوم تؤدي إلى ضعف في توازن الجسم بشكل عام وتزيد من احتمالية حدوث الدوخة. هذا يمكن أن يتسبب في اضطراب في الحركة والتوازن، مما يزيد من احتمالية الوقوع في حوادث السقوط.
قلة النوم تسبب الهلوسة
قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى زيادة الاضطرابات في التصور والهلوسة، وتزيد من احتمال ظهور تهيؤات عند الأشخاص، وخاصة الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب. كما يمكن أن تتسبب قلة النوم في زيادة حدوث جنون العظمة والسلوك العدواني.
قلة النوم تسبب تدهور صحة البشرة
تأثير قلة النوم على البشرة يتمثل في تدهور جودة البشرة، مما يظهر على شكل بهتان لونها وظهور خطوط وتجاعيد. يحدث هذا بسبب زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يمكن أن يتسبب في تلف البروتينات المهمة للبشرة مثل الكولاجين. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر قلة النوم أيضًا على إفراز هرمون النمو، مما يؤدي إلى تقليل دورة إصلاح وتجديد الخلايا والأنسجة في الجسم بشكل عام.
قلة النوم تسبب تدهور صحة العيون
قلة النوم يمكن أن تتسبب في تدهور صحة العيون، مما يظهر على شكل انتفاخ العيون وظهور الهالات السوداء حول العينين.
نصائح لتحسين النوم والصحة النفسية
الخضوع لجلسات العلاج السلوكي المعرفي
العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج بالكلام يمكن أن يكون مفيدًا في تحسين جودة النوم والصحة النفسية من خلال استكشاف وتحليل نمط التفكير حول مختلف جوانب الحياة. يهدف العلاج إلى تحويل الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية، وذلك بهدف مساعدة في علاج اضطرابات الصحة النفسية ومشكلات النوم.
تحسين عادات النوم
يمكنك تحسين عادات النوم باتباع الإرشادات التالية:
- حدد جدول زمني للنوم: حدد وقتًا محددًا للنوم واستيقاظك في كل يوم، حتى تساعد جسمك على تنظيم نمط النوم.
- تهدئة النفس: استخدم تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا للتخلص من التفكير الزائد والقلق الذي يمكن أن يؤثر على النوم.
- تجنب المنبهات: قلل من تناول الكافيين والكحول وتجنب التدخين في الساعات القليلة قبل النوم، حيث يمكن أن تؤثر هذه المنبهات على جودة النوم.
- تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية: تجنب مشاهدة التلفزيون أو استخدام الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية قبل النوم، حيث يمكن أن تسبب الضوء والتفاعلات على هذه الأجهزة اضطرابات في النوم.
- ممارسة الرياضة: قم بممارسة الرياضة بانتظام، ولكن تجنب ممارسة التمارين الرياضية الشاقة قبل النوم.
- اختيار معدات نوم مريحة: قم باختيار مرتبة ووسادة وفراش يوفرون الدعم والراحة اللازمين للنوم.
- توفير بيئة مناسبة: حجب الضوء والضوضاء المزعجة قدر الإمكان، واحرص على أن تكون غرفة النوم باردة ومريحة.
المصادر: