ما هو المرتفع الجوي السيبيري؟
طقس العرب - يعد المرتفع الجوي السيبيري من المرتفعات الجوية القارية الباردة (Cold Continental Anticyclone)، والذي يتمركز عند خط عرض 45 درجة شمالاً، فوق شمال شرق سيبيريا وأواسط آسيا، وهو أكبر منظومة للضغط العالي تؤثر خلال شتاء النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
ما هو المرتفع الجوي؟
المرتفع الجوي بشكل عام هو المنطقة التي يرتفع عندها ضغط الهواء السطحي، حيث يرتفع ضغط الهواء عندما يبرد، فينضغط الهواء البارد ويتكدس فوق منطقة ما مسجلاً ضغطاً مرتفعاً (الصورة 1)، أو يتكون عندما يهبط الهواء من الأعلى إلى الأسفل مكوناً منطقة تفرق للهواء ومنطقة ضغط عالي على السطح (الصورة 2).
ويكون أعلى قيمة للضغط عند مركز المرتفع الجوي ويقل الضغط بالاتجاه نحو الأطراف، وتكون حركة الهواء من المركز نحو الأطراف بحركة دائرية مع عقارب الساعة في النصف الشمالي للكرة الأرضية، وعكس عقارب الساعة في النصف الجنوبي، ويمكن للمرتفع الجوي أن يغطي منطقة بمساحة 320 – 3225 كم مربع، أما الامتداد العمودي فغالباً ما يكون المرتفع الجوي ضحلاً بحيث لا يزيد ارتفاعه عن 3000 متر.
ما هو المرتفع الجوي السيبيري؟
يعرف المرتفع الجوي السيبيري بأنه عبارة عن كتلة ضخمة من الهواء البارد، والتي تتجمع فوق منطقة سيبيريا الواقعة شمال شرق أوراسيا، ولأن ضغط الهواء البارد مرتفع، يسود ضغط مرتفع في المناطق التي يؤثر عليها، وتنخفض فيها درجة الحرارة، حيث تعتبر البرودة الشديدة والجفاف من أهم سمات المرتفع الجوي السيبيري لأنه يتشكل نتيجة التبريد السطحي الشديد فوق المناطق القارية البعيدة عن التأثيرات البحرية.
ويعتبر المرتفع السيبيري هو المسؤول عن موجات البرد القارس والجاف في مناطق واسعة من اوروبا واسيا وقد يعبر تأثيره المحيط المتجمد الشمالي ليؤثر على كندا والولايات المتحدة.
استمع أيضا: بودكاست سوالف طقس | ماهو المرتفع الجوي السيبيري وكيف يؤثر على حياتنا
تشكّل المرتفع الجوي السيبيري
ينتج المرتفع الجوي السيبيري عن عملية التبريد الإشعاعي لسطح الأرض (Radiance Cooling)، ويساهم في تشكله جفاف الهواء فوق المنطقة القارية البعيدة عن المؤثرات البحرية والرطوبة، إذ أن انخفاض درجات الحرارة في المناطق التي يتكون فيها إلى ما دون الصفر المئوي لعدة أشهر، يتسبب في ارتفاع الضغط الجوي في مركزه ليصل أحياناً إلى 1055 مليبار، فالهواء البارد- الجاف ثقيل، لذلك يرتفع الضغط الجوي السطحي رغم البرودة الشديدة.
خصائص المرتفع الجوي السيبيري
- تعتبر المنظومة السيبيرية من أهم مصادر الكتل الهوائية القارية الباردة، ولا سيما الكتل الهوائية القطبية القارية (cp) التي تندفع نحو المناطق التي تقع عند العروض (خطوط العرض) الدنيا.
- ترصد تكرارات المرتفع الجوي السيبيري في جميع فصول السنة ما عدا فصل الصيف، توافقاً مع الانتقال الظاهري لحركة الشمس، والجنوب لينتقل شمالاً فاسحاً المجال أمام المنظومة الموسمية المتشكلة فوق الهند.
- يؤدي انخفاض درجة حرارة اليابسة شتاءً إلى زيادة قوة المرتفع السيبيري، وامتداده جنوباً ليغطي منطقة جنوبي غربي آسيا، مكوناً نظاماً من الضغط المرتفع الممتد من هضبة أرمينيا والأناضول وشمالي العراق.
- قد يتوغل ذراع من المرتفع الجوي السيبيري نحو الجنوب ليغطي شمالي شبه الجزيرة العربية فيشكل مرتفعاً حاجزياً (Blocking Anticyclone) يحول دون توغل المنخفضات الجوية المتوسطية المتحركة شرقاً.
- يظهر المرتفع السيبيري عند المستوى 1000 مليبار، وقليلاً ما يتواجد عند المستوى 850 مليبار، ويختفي تماماً عند المستويين 500 مليبار و700 مليبار، لأنه عند هذا الارتفاع تكون الكتلة الهوائية باردة وثقيلة، لذا لا تصل إلى طبقات الجو العليا إلا نادراً.
التكرار الشهري والسنوي للمرتفع السيبيري
تمتد المدة الفعلية أو الموسم الفعلي لتكرار المرتفع السيبيري بين شهري أيلول/ديسمبر حتى شهر آذار/مارس، حيث يمثل شهر أيلول/سبتمبر بداية نشوء المرتفع السيبيري تزامنا مع تعامد الشمس الظاهري على خط الاستواء، وبدء ابتعادها نحو الجنوب، وكلما ابتعدت الشمس باتجاه الجنوب ازدادت تكراراته ومدد بقائه، أي أنه يشتد ويتوسع في الشتاء، ويمثل شهر آذار/ مارس النهاية الفعلية لتأثيرات المرتفع السيبيري، وانتقال تأثيراته شمالاً، حتى تنعدم تكراراته خلال أشهر الصيف، ويتوافق تكراره مع تواجد عدد كبير من المنظومات الضغطية، إلا أنه يشكل حاجزاُ جوياً من جهة الشرق يمنع المنظومات المتحركة شرقاً من التوغل.
أنواع الرياح المرافقة للمرتفع السيبيري
1. الرياح الساكنة: وهي الرياح التي لا يكون لها اتجاه أفقي واضح يمكن تمييزه وقياسه، وتكون سرعتها بين 0 – 0.2 م/ث، وتعتبر المرتفعات الجوية من أهم المنظومات التي تتميز بحالات الاستقرار وهدوء الرياح، حيث تميل الرياح إلى السكون بعد هبوط تيارات الهواء وحدوث تفرق لها بالقرب من سطح الأرض، وقد يحدث هذا بشكل أكبر في المرتفعات الجوية الباردة، فالهواء البارد غير مؤهل للارتفاع بسبب ثقله وكثافته العالية، فيميل إلى السكون، لذلك يترافق مع المرتفع الجوي السيبيري حالات سكون متكررة بالمقارنة مع أنواع المرتفعات الجوية الأخرى.
2. الرياح الشمالية: وهي الرياح التي تهب من الشمال باتجاه الجنوب، حيث ترافق حركة المرتفع الجوي السيبيري رياح شمالية خاصة في المناطق الواقعة شرق المرتفع السيبيري، وهي شرق روسيا واليابان وكوريا وشرق الصين، وقد تترافق الرياح الشمالية مع المرتفع السيبيري عندما يمتد على شكل ذراع واسع ويتصل بالمرتفع الأزوري، مما يساهم في تعديل الكتلة الهوائية المرافقة له.
3. الرياح الشرقية: يعد هذا النوع من الرياح أكثر أنواع الرياح تكراراً ومرافقة للمرتفع السيبيري على مناطق الشرق الاوسط، ويمكن اعتبارها الرياح السائدة المرافقة له، وهي بذلك تأخذ المرتبة الأولى بين جميع المنظومات الضغطية التي تتسبب في هبوب الرياح من هذا الاتجاه في تلك المناطق، ويرتبط سبب ارتفاع نسبة تكرار هذه الرياح إلى طبيعة الحركة حول مركز المرتفع السيبيري والمتوافقة مع حركة عقارب الساعة، والحركة العامة من الشرق إلى الغرب، بالإضافة للتضاريس التي تساهم في تحديد مساراته العامة وحركة الرياح المرافقة له.
4. الرياح الجنوبية: تهب عادة الرياج الجنوبية المرافقة للمرتفع الجوي السيبيري على شرق أوروبا أثناء امتدد المرتفع باتحاه غرب روسيا، حيث تصبح الرياح السائدة جنوبية في المنطقة الممتدة من دول البلقان ووصولا حتى دول البلطيق (الدول المطلة على بحر البلطيق).
5. الرياح الغربية: تهب الرياح الغربية عادة على شمال روسيا والمحيط المتجمد الشمالي اذا كان مركز المرتفع في وسط القارة الاسيوية، وعادةً ما تكون هذه الرياح أدفأ من المعتاد وأكثر رطوبة كونها قادمة من مناطق رطبة كالمحيط الاطلسي وبحار شمال اوروبا.