ما هي أعلى درجة حرارة للجو يمكن أن يتحملها جسم الإنسان؟!
طقس العرب - مع تغير المناخ الذي يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم، أصبحت الحرارة الشديدة تشكل تهديدًا صحيًا أكثر على الانسان، وبالرغم من مرونة جسم الإنسان وقدرته على التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة، إلا أنه لن يستطيع تحمل الكثير من الحرارة، وهذا يقودنا إلى التساؤل: ما هي أعلى درجة حرارة يمكن أن يتحملها الإنسان
الجواب: يعتمد الأمر بشكل كبير على نسبة الرطوبة، فأعلى درجة حرارة يمكن أن يتحملها جسم الإنسان هي ما بين (34) إلى (36.5) درجة مئوية على مؤشر ميزان الحرارة الرطب (wet-bulb)، وهذه الحرارة تختلف عن درجة الحرارة المسجلة والمُعلن عنها، حيث تُقاس باستخدام مقياس حرارة مغطى بقطعة قماش مبللة بالماء، وتأخذ في الاعتبار الحرارة والرطوبة والرياح، فمؤشر الرطوبة مهم لأنه مع وجود المزيد من الماء في الهواء، يصعب تبخر العرق وتضعف قدرة الجسم على تبريد نفسه.
موضوعات ذات صلة: ما الفرق بين درجة الحرارة المسجلة والمحسوسة؟
تأثير رطوبة الجو على أعلى درجة الحرارة يمكن أن يتحملها جسم الإنسان
إذا كانت الرطوبة منخفضة ولكن درجة الحرارة مرتفعة، أو العكس، فمن المحتمل ألا تقترب درجة حرارة المؤشر الرطب من نقطة تحمل جسم الإنسان، ولكن عندما تكون كل من الرطوبة ودرجة الحرارة مرتفعة للغاية، يمكن أن ترتفع درجة حرارة المؤشر الرطب إلى مستويات خطيرة.
على سبيل المثال: عندما تكون درجة حرارة الهواء (46 درجة مئوية) والرطوبة النسبية 30%، تكون درجة حرارة المؤشر الرطب حوالي (30.5 درجة مئوية) فقط. ولكن عندما تكون درجة حرارة الهواء (38 درجة مئوية) والرطوبة النسبية 77%، تكون درجة حرارة المؤشر الرطب حوالي (35 درجة مئوية).
موضوعات ذات صلة: ما سبب زيادة شعورنا بالحر مع ارتفاع نسبة الرطوبة؟
عند ارتفاع درجات الحرارة مع ارتفاع نسبة الرطوبة يفقد الجسم قدرته على تنظيم درجة حرارته الداخلية، لأن آلية التبريد لم تعد تعمل، فلا يزال بإمكانه التعرق، لكن العرق لن يتبخر، وعند هذه النقطة، يصبح الجسم شديد الحرارة (أكثر من 40 درجة مئوية)، وهذا يمكن أن يؤدي إلى أعراض خطيرة مثل تسارع النبض، وتغير في الحالة العقلية، وانخفاض التعرق، والإغماء، وحتى الغيبوبة.
موضوعات ذات صلة: ما الذي يمكن أن تفعله موجات الحر بجسم الانسان؟
ومع ذلك، فإن وصول المؤشر الرطب إلى درجة الحرارة الخطيرة ما بين (34 إلى 36.5 درجة مئوية) لن تسبب الموت الفوري؛ قد يستغرق الأمر حوالي 3 ساعات حتى تصبح هذه الحرارة غير قابلة للنجاة، بالإضافة إلى أن ممارسة النشاط البدني والتعرض لأشعة الشمس المباشرة يزيد من خطر ارتفاع درجة حرارة الجسم.
ويكون خطر ارتفاع الحرارة أكبر على كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة مثل السمنة ؛ والأشخاص الذين يتناولون مضادات الذهان، فهم غير قادرين على تنظيم درجة حرارتهم بالشكل الطبيعي، لذلك يسهل على الحرارة قتلهم. هذا هو السبب في أن الناس يموتون أحيانًا في حرارة أقل من الدرجة الخطرة.
موضوعات ذات صلة: لماذا تقتل درجات الحرارة الأربعينية المئات في بعض دول العالم بينما يتعايش معها سكان الجزيرة العربية؟
مناطق سبق لها وسجلت درجات حرارة خطيرة
وصل عدد قليل من المواقع إلى درجة الحرارة الخطيرة على المؤشر الرطب في التاريخ المسجل، منذ أواخر الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي ، كانت النقاط الساخنة هي وادي نهر السند في وسط وشمال باكستان والساحل الجنوبي للخليج العربي.
وهناك أماكن بدأت بالفعل في تسجيل هذه الحرارات لمدة ساعة أو ساعتين خلال اليوم، ومع الاحترار العالمي، سيصبح هذا أكثر تواترا، والمواقع المعرضة لخطر درجات الحرارة الخطيرة هذه في الثلاثين إلى الخمسين عامًا القادمة تشمل شمال غرب المكسيك وشمال الهند وجنوب شرق آسيا وغرب إفريقيا.
ولسوء الحظ، مع تغير المناخ الذي حدث بالفعل، سيستمر العالم في الاحترار قليلاً ، حتى لو توقفت اليوم انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ونأمل ألا تتم إضافة المزيد من الأماكن إلى تلك القائمة.
مواضيع ذات صلة:
- درجة حرارة جسم الإنسان الطبيعية ليست 37 درجة فقط .. كيف ذلك!
- ما هي أعلى وأقل حرارة يمكن أن يصل إليها جسم الإنسان؟
- هل يمكن أن تعود الصحراء الكبرى مروجا خضراء مرة أخرى؟
- لماذا يُصدر البعوض صوتاً مزعجاً عند الاقتراب من آذان البشر؟!