ما هي أيام "العزارة"؟ وبماذا يتميز الطقس فيها؟ وما قصة فترة"قرّة العنز" التي تليها؟
طقس العرب - يصادف اليوم الإثنين 7 فيفري (فبراير)، خامس يوم من "فترة العزارة" (أو الفسوخ) حسب التقويم الفلاحي الامازيغي المستخدم في أجزاء من دول المغرب العربي، وأيام العزارة تبدأ في 3 فيفري (فبراير) وتدوم 11 يوم، وتتميز بتقلب الطقس، بحيث يأتي فيها برودة شديدة خاصة خلال الفترات المسائية، وأحياناً تشهد تحسناً في أحوال الجو معلنة عن بداية إخضرار الأشجار وخروج أوراقها، وفق الموروثات الشعبية والمصطلحات التي يستخدمها الفلاحون.
وتقول الحكاية الشعبية إن أصل التسمية تعود إلى غيرة النعجة من خفة الماعز التي لا يكسوها الصوف، فأصبحت تعيّرها أي "تعزرها" باللهجة المحلية، كما ارجعت بعض الروايات أصل التسمية الى ''العزري'' أي الشاب الأعزب، متقلب المزاج كناية عن الطقس المتقلب بين الدفء والبرودة، وبين نزول الغيث والجفاف، وبين صقع وريح قوية وتحسن بالأجواء.
فترة "قرّة العنز"
تدوم فترة "العزارة" 11 يوما تليها فترة "قرّة العنز"التي تبدأ يوم 14 فيفري (فبراير) تنتهي يوم 19 فيفري (فبراير)، وهي أكثر أيام فصل الشتاء برودة وهبوباً للعواصف والرياح المحملة بالامطار، وقد جاءت سنوات تساقط الثلج خلال تلك الفترة.
قد تبدأ فترة "قرّة العنزّ قبل وقتها وقد تتأخر لأيام، وهذا العام ستبدأ متاخرة قليلا عن موعدها، وهذا ما كان يُفضله الناس قديما.
ومن المعروف أن "ڨرّة العنز" تبدأ أحيانا بطقس عاصف ورياح، وتنتهي بالغيث والأمطار، أو العكس، تبدأ بالغيث النافع وتنتهي بالرياح، وهذا ما لا يفضله المزارعون، لأن هبوب الريح في نهاية " ڨرّة العنز " تجفف الغيث ولا ينتفع الزرع منه.
ولأن فترة "قرّة العنز" قد تكون من أبرد أيام السنة، فهي تتسبب في موت بعض الحيوانات والماشية، وخصوصاً الماعز ، ولهذا سميت بـ"قرة العنز".
وتقول القصة الاسطورة التي تقف وراء التسمية، والتي دارت أحداثها في الأيام الاخيرة من شهر الناير أو ينّاير (حسب التقويم الأمازيغي الفلاحي) وهذه الأيام توافق فترة نص شهر فورار " فبراير ميلادي "، أي 14 من شهر فورار " فبراير "، فعندما تمت الليالي الأربعين وأيام العزارة مع نهاية شهر ينّار، خرجت العنز تضحك على الشتاء لانه لم يتمكن من قتلها في البرد والصقع، فاغتاظ الشتاء منها، فاستلف يوما من شهر فورار ، ولهذا أصبحت أيام شهر فورار ناقصة، بسبب هذا اليوم الذي اضيف لشهر يناير ليصبح 31 بوم ، وعندما عاد البرد قتل العنز.
ومن الامثال التي قيلت في فترة "قرّة العنز":
- عندما خرجت المعزة بعدما قل البرد وقالت للشتاء : عديت يا طوبي ما بليت عرقوبي. فرد الشتاء على المعزة وقال لها : عدي لخوي فورار ايحط قريناتك في النار، ونسلّف نهار من عند فورار ونخلي قرونك يلعبوا بهم الصغار في ساحة الدوار.
- وقيل: الماعز لا يحتمل البرد والصقيع، وعندما قل برد الشتاء وانتهى شهر ينار وبدأ شهر فورار، شعرت المعزة بالدفيء فمدت رجليها وقالت "طز عليك يا ينّار خش فورار وماصارلي شيء". فرد عليها ينّار وقال لها : "لو يسلفني خوي فورار فرد نهار اندير في العيله هوله ونكب الشائب عل بوله ونرمي قريناتك في النار".
وفي فترة سلف المعزة أو ڨرّة العنز، كان الأجداد من مربو الماشية يفضلون عدم الخروج للرعي لخوفهم على الماعز من البرد.