ما هي اتفاقية باريس وما علاقتها ب COP28؟
طقس العرب - في عام 2015، وقعت دول العالم اتفاقية تاريخية في باريس تعرف باتفاق باريس، وهي اتفاقية تهدف إلى مكافحة تغير المناخ وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وتمثلت هذه الاتفاقية في جهود دولية مشتركة للتصدي لتحديات التغير المناخي وحماية كوكب الأرض، واعتبرت اتفاقية باريس نقطة تحول في تاريخ مكافحة تغير المناخ، حيث جمعت بين مختلف الدول من مختلف الأنظمة الاقتصادية والثقافات.
اتفاقية باريس
تغير المناخ ليس مجرد قضية وطنية، بل هو حالة طوارئ عالمية تتجاوز حدود الدول؛ حيث إنها قضية تستدعي تعاونًا دوليًا وجهودًا منسقة على الصعيد العالمي للتصدي لتحديات تغير المناخ وللحد من تأثيراته السلبية، حيث انه تم التوصل إلى اتفاق تاريخي في مدينة باريس في عام 2015، والذي أصبح معروفًا باتفاق باريس.
أهداف اتفاقية باريس
ويهدف اتفاق باريس إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة على الصعيدين الوطني والعالمي، وذلك بهدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض العالمية إلى أقل من 2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، والسعي إلى تحقيق تقليل أفضل يقتصر على 1.5 درجة مئوية.
من شارك في اتفاقية باريس
وقد شاركت معظم دول العالم في هذا الاتفاق، مما يشير إلى الاعتراف العالمي بأهمية مكافحة تغير المناخ، ويتضمن الاتفاق التزامات من قبل الدول لخفض انبعاثاتها والتكيف مع تأثيرات تغير المناخ، بالإضافة إلى توفير دعم مالي وتقني للدول النامية، ويهدف الاتفاق إلى توجيه الجهود العالمية نحو تحقيق عالم منخفض الكربون.
آلية عمل اتفاقية باريس
تعمل اتفاقية باريس على دورة مدتها خمس سنوات لتعزيز الجهود في مجال العمل المناخي وزيادة الطموحات، وفي هذه الدورة، وتُلزم الدول بتقديم ما تعرف بالمساهمة المحددة وطنياً أو NDC، وهي خطة عمل مناخية وطنية محدثة تحدد الإجراءات التي ستتخذها للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحقيق أهداف اتفاقية باريس.
وتشمل هذه المساهمات الإجراءات المخصصة لتقليل انبعاثات الغازات الضارة وتعزيز المرونة لمواجهة تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة، وفي عام 2023، سيتم إجراء "التقييم العالمي الأول" لتقييم تقدم الدول نحو أهداف اتفاقية باريس، ويهدف هذا التقييم إلى تشجيع البلدان على اتخاذ إجراءات مناخية أكثر طموحًا للحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة دون 1.5 درجة مئوية.
بالإضافة إلى ذلك، تدعو اتفاقية باريس البلدان إلى صياغة وتقديم استراتيجيات طويلة الأمد لتحقيق الأهداف المناخية على المدى البعيد، وعلى عكس المساهمات المحددة وطنياً، فإن هذه الاستراتيجيات الطويلة الأجل غير إلزامية.
وتم التوصل إلى التفاصيل التشغيلية لتنفيذ اتفاقية باريس في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP24) في ديسمبر 2018 في كاتوفيتشي، بولندا، والمعروفة بـ "كتاب قواعد باريس". وتم استكمال هذه القواعد في مؤتمر COP26 في نوفمبر 2021 في غلاسكو، اسكتلندا.
علاقة اتفاقية باريس بمؤتمر COP 28
وفي هذا السياق، يأتي مؤتمر الأطراف COP-28 كجزء مهم من تنفيذ اتفاق باريس؛ حيث إنها فرصة للدول لمناقشة سبل تعزيز تنفيذ الاتفاق وتقديم التقارير المحدثة حول تقدمها في تحقيق أهدافها المناخية، وهذا يعكس التزام المجتمع الدولي بالتحول نحو عالم يتمتع بالاستدامة، ويحمي كوكب الأرض من تداعيات تغير المناخ.
وفي مؤتمر باريس توصل العالم إلى اتفاق بين الدول بشأن المسائل المتبقية في إطار ما يُعرف بلائحة قواعد باريس، وهي التفاصيل التشغيلية التي تهدف إلى تنفيذ اتفاق باريس بشكل فعال، وتشمل هذه اللائحة قواعد تتعلق بأسواق الكربون، حيث سيُسمح للدول التي تكافح من أجل تحقيق أهداف انبعاثاتها الخاصة بشراء تخفيضات انبعاثات من الدول الأخرى التي تجاوزت بالفعل أهدافها، وقد تم أيضًا اختتام المفاوضات حول إطار الشفافية المعزز، الذي يوفر إطاراً زمنياً مشتركاً وأشكالًا متفق عليها لتقديم تقارير منتظمة حول التقدم، ويهدف ذلك إلى بناء الثقة والطمأنينة في أن الدول جميعهم تساهم بنصيبها في الجهد العالمي لمواجهة تغير المناخ.
أما COP28، فهو اختصار لـ "مؤتمر الأطراف COP-28"، والذي يمثل الاجتماع السنوي للدول الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي، ويهدف هذا المؤتمر إلى متابعة تنفيذ اتفاقية باريس ومناقشة سبل تعزيز جهود مكافحة تغير المناخ وبالتالي، يمكن اعتبار COP28 مكملًا لاتفاقية باريس، حيث يعمل على ترجمة التعهدات والأهداف المتفق عليها في اتفاقية باريس إلى إجراءات ملموسة وتطبيقية.
اعرف أيضا:
في أقل من 30 يوم .. الدول تستعد لـ كوب 28 حول المناخ
بدء العد التنازلي لانطلاق COP 28... وإعادة تشكيل مسار العمل المناخي عالميًا
المصادر: