ما هي الشاهقة المائية (Waterspout)؟ وما مدى خطورتها؟
طقس العرب - تُعرف الشاهقة المائية أو عمود الماء (Waterspout) بأنها عمود من الهواء المختلط مع رذاذ الماء تدور كدوّامة على شكل كتلة سحابية عمودية فوق جسم مائي (محيط أو بحيرة)، وتظهر الشاهقة المائية عادة على شكل قمع يصل بين سطح الماء والسحاب.
سبب حدوث الشاهقة المائية
الشاهقة المائية هي ظاهرة طبيعية تتكون غالبا عندما يمر الهواء البارد فوق المياه الدافئة، فيرتفع الهواء الدافئ الرطب ويتكاثف بخار الماء مع ارتفاع عمود الهواء، ومع وجود رياح قص افقية تنشأ حركة دورانية للهواء فيظهر قمع دوّار على شكل كتلة سحابية عمودية فوق سطح الماء.
ويتطلب تشكل الشاهقة المائية مستويات عالية من الرطوبة ودرجة حرارة ماء دافئة نسبيًا مقارنة بالهواء الذي يعلوها،
أين ومتى تحدث الشاهقة المائية؟
تعتبر ظاهرة الشاهقة المائية أو عمود الماء أكثر شيوعا في فصل الربيع وفصل الخريف، عندما يكون التفاوت بين درجة حرارة الهواء والماء كبير مما يوفر البيئة المناسبة لنشوئها.
وتحدث ظاهرة الشاهقة المائية غالبا في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية، مثل ارخبيل فلوريدا كيز (Florida Keys) وجزر اليونان وقبالة الساحل الشرقي لأستراليا.
وتم رصد ظاهرة الشاهقة المائية على سواحل السعودية، وسلطنة عُمان، وسواحل الإمارات، حيث شوهدت على سواحل (إمارة الفجيرة) في الشتاء الماضي، وكانت تأثيراتها موضعية وبسيطة وتتسم بالحركة البطيئة مع سرعة رياح بلغت 90 كم/ الساعة.
كما تظهر الشاهقة المائية على سواحل بلاد الشام (سواحل فلسطين ولبنان وسوريا)، ويُطلق عليها أحيانا اسم "التنين المائي" أو "تنين البحر"، وقد شوهد "تنين البحر" على سواحل مدينة طرابلس اللبنانية في مايو/ أيار 2022 (الفيديو في الأسفل)، وأشار بعض المواطنين إلى حصول أضرار في بعض البسطات المنتشرة على كورنيش الميناء.
بالفيديو | توثيق نادر للحظة ظهور شاهقة مائية قبالة ساحل جدة قبل قليل
بالفيديو | رصد شاهقة مائية قبالة سواحل السيب في سلطنة عُمان قبل قليل
أنواع الشاهقة المائية
هناك نوعان رئيسيان من الشاهقة المائية يختلفان عن بعضهما قليلا في طريقة التكوّن والخصائص، وهما:
1. الشواهق المائية العاصفة ( Tornadic Waterspouts):
هي أعاصير تتشكل فوق الماء، أو تنتقل من الأرض إلى الماء، ولديها نفس خصائص إعصار الأرض. وهي مرتبطة بالعواصف الرعدية الشديدة، وغالبًا ما تكون مصحوبة برياح شديدة، وبَرَد كبير، وبرق خطير متكرر، لذلك تعتبر الشواهق المائية الإعصارية هي أقوى أنواع الشواهق المائية وأكثرها تدميراً.
(شاهقة مائية إعصارية (Tornadic Waterspout) على سواحل مدينة فولغودونسك - روسيا - مايو 2016)
2. الشواهق المائية ذات الطقس المعتدل (fair weather waterspouts):
الشواهق المائية ذات الطقس المعتدل أكثر شيوعًا، وتتكون عادة على طول القاعدة المسطحة للسحب الركامية النامية، بحيث تتطور على سطح الماء وتشق طريقها إلى الأعلى، وبحلول الوقت يصبح القمع مرئيًا، ولا يرتبط هذا النوع من الشواهق المائية بالعواصف الرعدية وتتكون في ظروف الرياح الخفيفة، لذا فهي نادرًا ما تكون خطيرة، وتكون ثابتة في الغالب، لكنها يمكن أن تتحرك باتجاه الشاطئ وتتسبب بأضرار، لكن عادةً ما تتبدد الشواهق المائية ذات الطقس المعتدل بسرعة عندما تصل إلى اليابسة، ونادرًا ما تخترق المناطق الداخلية البعيدة.
(شاهقة مائية ذات طقس معتدل (Fair-weather Waterspout) على سواحل ولاية السويق بسلطنة عُمان - ديسمبر 2013 - @k_k_jahwari)
كم من الوقت تدوم الشاهقة المائية؟
تصل الشاهقة المائية إلى مرحلة الاضمحلال (Decay) عندما يضعف تدفق الهواء الدافئ إلى الدوامة فينهار عمود الماء، ويبلغ متوسط العمر الافتراضي للشاهقة المائية من 5 إلى 15 دقيقة فقط، وقد تستمر الشواهق المائية الكبيرة لساعات محددة.
خصائص الشاهقة المائية
يبلغ متوسط قطر فوهة الشاهقة المائية حوالي 20 - 50 مترًا (165 قدمًا)، وقد يبلغ قطر أكبر الشواهق المائية 100 متر (330 قدمًا)، وتسير الشاهقة المائية عادة بسرعة تتراوح ما بين 15 - 25 كم / ساعة, وقد تتجاوز سرعة الرياح الدورانية فيها 90 كم/ساعة، وهو ما يقابل أضعف أنواع الأعاصير على الأرض.
وتتعدد أشكال عمود الماء في عدة أشكال تعتمد على اختلاف الأحجام والمجموعات والسرعات واختلاف الفترات الزمنية، فمنها ما يصل إلى السحب الركامية أو سحب العواصف الرعدية، و منها ما يمتد مئات الامتار فوق المسطح المائي، ويتم فيها سحب ماء المسطح المائي إلى أعلى العمود، ومنها ما تتشكل فرادى او في مجموعات اثنين أو أكثر من ذلك.
ما مدى خطورة الشاهقة المائية
تتحرك الشاهقة المائية ضمن مسار معين، ويمكن للصيادين رؤيتها على بعد كيلومترين وعليهم الابتعاد عنها بمسافة تتجاوز 3 كيلومترات، بحيث تصنع زاوية 90 درجة مع مسارها.
ولا يقتصر الخطر الذي تشكله الشواهق المائية (Waterspouts) على السباحين وراكبي القوارب فحسب، بل إنها تشكل أيضًا تهديدًا للطائرات. يمكن أن تتضرر طائرات الهليكوبتر التي تحلق بالقرب من الشاهقة المائية وتخرج عن مسارها بفعل الرياح الشديدة.
وفي حال تحركت الشاهقة المائية إلى المناطق الساحلية والموانئ، يمكن أن تتسبب في أضرار وإصابات كبيرة للأشخاص، حيث يكون بعضها خطيرا بدرجة الأعاصير القمعية (Tornadoes)، لكن بعضها يتبدد بسرعة عندما يصل اليابسة.