ماذا لو اختفى الأكسجين عن الأرض لمدة خمس ثواني؟
طقس العرب - الأرض ، هذا العالم الذي يجمعنا جميعًا، ومنزلنا الذي يوفر المأوى لمليارات الكائنات الحية التي تعيش وتتغذى وتموت هنا، نستيقظ كُل يوم ونستنشق الهواء العليل والأكسجين الذي يملأ رئتينا مع شروق الشمس ونبدأ يومنا
ولكن مهلًا، ماذا لو لم يكن هناك أكسجين على الأرض؟ ماذا سيحدث لعالمنا؟ هل ستستمر الحياة كما هي الآن؟ وماذا سيحدث لغلافنا الجوي؟ والبنية التحتية؟ وماذا سيحدث لنا؟ هل سنبقى كما نحن الآن؟
في البداية يجب أن نوضح أن فرص اختفاء الأكسجين من الكوكب تُساوي صفر. من الناحية العلمية ذلك غير مُمكن، ولكن الآن سنتحدث عن كُل ما يبدو مُستحيلًا
يُمثل الأكسجين 21% من الغازات الموجودة في الغلاف الجوي، ويوجد غازات أخرى في الغلاف الجوي مثل النيتروجين وثاني أكسيد الكربون وبعض الغازات الأخرى.
أهمية الأكسجين للأرض والإنسان
لنتحدث الآن عن أرضنا، عدد العناصر التي تشكل قشرة الأرض بأكملها هو 91، وأكثر هذه العناصر وفرةً هو الأكسجين، حيث يمثل الأكسجين حوالي 46.6% من وزن قشرة الأرض، والنسبة المتبقية والتي تبلغ 53.4% من قشرة الأرض تتكون من 90 عنصرًا آخر.
أما بالنسبة إلى وجود الأوكسجين في جسم الإنسان، فيتكون 96٪ من جسم الإنسان من 4 عناصر فقط، وهي الكربون والهيدروجين والنيتروجين، بالإضافة إلى الأكسجين الذي يشكل 65٪ من جسم الإنسان والذي يعد واحدًا من أصل 8.7 مليون نوع معروف من الكائنات الحية على هذا الأرض.
ماذا لو اختفى الأكسجين لمدة 5 ثواني؟
لقد غطينا بعض المعلومات الأساسية التي كان علينا معرفتها؛ الآن لننتقل إلى ما سيحدث إذا اختفى كل هذا الأكسجين لمدة 5 ثوان فقط. قد يبدو الأمر بسيطًا "ما الكارثة التي ستحدث في 5 ثواني؟" ، حيث يمكننا أن نمتنع عن التنفس لفترة أطول بكثير من 5 ثواني. ولكن هذه المسألة ليست بهذه البساطة التي تبدو عليها.
تأثير اختفاء الاكسجين على النار
أولًا، مع اختفاء الأكسجين، حيثما كان هناك حريق مُشتعل في أي مكان في العالم سيتم إطفاؤه على الفور. وإذا كُنت تعتقد أن بإمكانك إشعال النار مرة أخرى بعد الـ 5 ثوان. نعم ذلك مُمكن ولكن الـ 5 ثواني الذي لن يكون فيها أكسجين ستتسبب بإيقاف كُل الآلات والمحركات التي تعمل بالنار.
وسيؤدي إيقاف محركات السيارات والدراجات النارية فجأة إلى وقوع عدد كبير من الحوادث، والطائرات التي تحلق في السماء ستفقد السيطرة.
وفي هذا الوقت لن تعمل إلا الآلات والمحركات الكهربائية.
السماء الزرقاء ستتحول إلى سماء سوداء
السماء الزرقاء ستتحول فجأة إلى اللون الأسود لأن اللون الأزرق للسماء يرجع إلى وجود الأوزون في الطبقة العليا من الغلاف الجوي، والذي يتكون من الأكسجين. ونتيجة لذلك، ستصل أشعة الشمس الضارة إلى الأرض وتتسبب في الدمار.
تأثير اختفاء الأكسجين على طبلة الأذن
ستتمزق طبلة الأذن في آذاننا فجأة بسبب التغير السريع في الضغط الجوي لأنه سيكون هناك تحول مفاجئ في نسبة الأكسجين في الضغط الجوي البالغة 21% والتي لا تستطيع طبلة الأذن تحملها.
يمكننا أن نأخذ مثالًا على ذلك الحادثة التي وقعت مع غواصة تيتان، والتي كانت على عمق 1600 قدمًا في المحيط. فجأة، انخفض الضغط الداخلي للغواصة، مما أدى إلى انهيار الغواصة بفعل الضغط المائي. ونفس المصير ينتظر أغشية طبل أذنينا إذا تم إزالة الأكسجين من الجو، حتى ولو لمدة 5 ثوانٍ فقط.
اختفاء الأكسجين سيتسبب بتلف في الدماغ
سيؤدي اختفاء الأكسجين من غلافنا الجوي إلى نقص إمدادات الأكسجين المناسبة إلى أدمغتنا، مما يؤدي إلى فقدان الوعي، وسيكون الناس عرضة لنوبات الهلع.
يمكننا أن نفهم هذه النقطة من الحادث الذي وقع عام 1996 عندما حوصر 33 متسلقًا على جبل إيفرست أثناء عاصفة شديدة. وبسبب الارتفاع الشديد وانخفاض مستويات الأكسجين، عانى الكثير منهم من نقص الأكسجة، وهي حالة يفقد فيها الشخص وعيه ولقي 8 أشخاص حتفهم في هذه المأساة.
هذه كلها خسائر بسيطة ربما يتمكن شخص ما من النجاة منها بطريقة أو بأخرى. ولكن كيف يمكننا أن ننقذ أنفسنا من هذا الضرر الحتمي؟
حوالي 46.6٪ من قشرة الأرض مكونة من الأكسجين. وإذا اختفى هذا الأكسجين فجأة من قشرة الأرض، في المقام الأول، ستنهار جميع ناطحات السحاب التي قمنا ببنائها عالية إلى حد ما فجأة لأنها تحتوي على أعلى نسبة من الأكسجين بين العناصر المستخدمة في بنائها. وبدون الأكسجين، ستنهار جميع هذه الهياكل مثل الرمل الجاف.
الماء أيضًا يحتوي على ثلثي الأكسجين، وبدونه يصبح الهيدروجين غازًا حرًا ويتمدد، مما يدمر جميع الخلايا الحية ويبخر المحيطات.
أما أهم الخسائر، والتي لا يمكننا حتى أن نتصوّرها، فهي تكسير وتفتت الأرض تحت أقدامنا. وذلك لأن نسبة 46.6٪ من قشرة الأرض تتكون من الأكسجين كما تحدثنا، وبدءًا من تلك اللحظة سنبدأ في السقوط نحو نواة الأرض.
إذا كان هذا الهواء سيختفي، لا يمكننا حتى أن نتخيل إلى أين سنذهب
لنحتفظ بكوكب الأرض ونحميه، نقدر غناه بالموارد التي يوفرها، بما في ذلك الهواء الذي نتنفسه. هذا نداء لاتخاذ إجراءات للحفاظ على البيئة والمحافظة على الاستدامة وأسلوب الحياة المستدام. تذكر أن كل جهد صغير للحفاظ على كوكبنا يهم.
المصادر: