ماذا لو كان للأرض حلقات مثل حلقات زحل؟
طقس العرب - على الرغم من تغير مكانه وقربه وابتعاده، إلا أن القمر حاضرًا دومًا كجرم مألوف يتلألأ في السماء ويضيء الأرض ليلًا، لكن ماذا لو نظرت في إحدى الليالي إلى السماء وبدلًا من القمر شاهدت حلقات تُشبه إلى حدٍ ما حلقات زُحل؟
(Image credit: Ron Miller)
الأرض امتلكت حلقة قديمًا
في الواقع؛ يعتقد العلماء أن الأرض كانت تملك حلقة في الماضي، وعلى الرغم من أن ذلك كان قبل مليارات السنين، إلا أنهم افترضوا أن هذه الحلقة ظهرت في وقت مُبكر خلال تكوين قمر الأرض. و وفقًا لفرضية الارتطام الضخم فإن كوكبًا يُدعى "Theia" قد تصادم مع الأرض في الماضي ونتيجة لهذا الاصطدام بين الكواكب، تم إطلاق كمية كبيرة من الحطام في الفضاء. بعد ذلك، استقر هذا الحطام تدريجياً في شكل حلقة حول كوكب الأرض، وظلت هذه الحلقة موجودة لفترة مؤقتة حول الأرض. مع مرور الزمن، زادت كتلة هذا الحطام تدريجياً حتى تحولت إلى القمر الذي نعرفه اليوم والذي يظهر معلقاً في سماء الأرض. وفقًا لـ Jenvey
هل يمكن أن تمتلك الأرض حلقات مثل كوكب زحل ؟
إذا فرضنا أن كوكب الأرض يمتلك حلقاتٍ مثل حلقات كوكب زحل، فإن تلك الحلقات ستظهر بشكل مختلف تمامًا عن حلقات زحل. حيث أن حلقات زحل تتكون من مواد مثل الجليد والغبار والجسيمات التي تدور في مدارات حول زحل، تلك الحلقات تكون باردة للغاية نظرًا لبُعدها الكبير عن أشعة الشمس، ولكن نظرًا إلى أن كوكب الأرض أقرب بكثير للشمس من زحل، سيكون هناك تأثير لحرارة الشمس على تلك الحلقات ما يؤدي إلى ذوبانها واختفائها إذا ما كانت موجودة في مدار الأرض.
ومع ذلك؛ لاستكمال الفرضية، يُمكن أن تكون هذه الحلقات مُكونة من الصخور بدلًا من الثلج وبهذا الشكل لن تكون لامعة مثل الحلقات الجليدية الخاصة بزحل ولكن هذا سيضمن وجودها لفترة طويلة حول الأرض لأن أشعة الشمس لن تؤثر عليها.
كيف ستظهر الحلقات من الأرض؟
إذا كانت هناك حلقات حول الأرض، فإن مظهرها سيعتمد بشكل كبير على موقعك على سطح الأرض. إذا كنت تقف بالقرب من خط الاستواء، سيكون لديك رؤية موازية لهذه الحلقات، وستبدو وكأنها خطوط من الضوء تتجه نحو الأفق في السماء. هذا يعود إلى تأثير زاوية الرؤية واستيعاب الحلقات من زاوية مختلفة.
وكلما ابتعدت عن خط الإستواء، ستبدو الحلقات أعرض وأوضح في السماء، وربما تكون قريبة جداً لدرجة تمكنك من لمسها بيدك.
هل سيكون للحلقات تأثير على إضاءة الأرض؟
القمر هيكل صخري ثابت، ولا يعتبر الخيار الأمثل لانعكاس الضوء، ومع ذلك فإنه يبدو مشرقًا ومضاءً في الليل بفضل انعكاس أشعة الشمس القوية عليه، الحلقات بدورها ستفعل نفس الأمر وستعكس أشعة الشمس بذات الطريقة ولكن بشكل أقوى وأكثر وضوحًا من القمر
التأثير المشترك لانعكاس ضوء الشمس من القمر والحلقات معًا سيكون قويًا، حيث أن كمية الضوء الواصلة إلى الأرض ليلًا ستكون مشابهة لكمية الضوء الموجودة نهارًا، ما يعني أن السماء ليلًا لن تكون مظلمة كما اعتدنا عليها، وهذا السيناريو سيجعل حياة علماء الفلك والنجوم صعبة للغاية حيث أن النجوم لن تكون واضحة أبدًا في السماء.
هل سيكون للحلقات تأثير على الحرارة والبرودة في الأرض؟
وجود حلقات حول الأرض سيكون له تأثير خطير على كمية أشعة الشمس التي ستصل إلى الأرض من خلال منع بعضها من الوصول، على سبيل المثال خلال في الصيف في نصف الكرة الشمالي ، ستلقي الحلقات ظلالها على نص الكرة الجنوبي "حيث يكون فصل الشتاء" وذلك من شأنه أن يعيق وصول أشعة الشمس والدفء لتلك المناطق، ما يجعل فصل الشتاء أكثر برودة في كُل من نصفي الكرة الأرضية.
الحلقات جميلة ولكنها لا تناسب كوكب الأرض
على الرغم من جمال الحلقات اللامعة التي تزين كوكب زحل وتضفي عليه مظهرًا جذابًا في الفضاء المظلم، إلا أننا محظوظون جدًا لعدم وجود حلقات حول كوكب الأرض؛ لأن الجوانب السلبية المحتملة لوجود حلقات حول الأرض، مثل تأثيرها على توزيع أشعة الشمس ودرجات الحرارة، يمكن أن تكون تحديًا كبيرًا للكائنات الحية والبيئة على سطح الكوكب.
المصادر: