ماذا يحدث لجسمك أثناء فترة الصيام؟ وهل الصيام مفيد لصحتنا؟
طقس العرب - كل عام، يتحلّى المسلمون بروح الصبر والتفاني مع بداية شهر رمضان، حيث يمارسون الصيام من شروق الشمس حتى غروبها لمدة ثلاثين يوماً. وفي السنوات الأخيرة، يتزامن شهر رمضان في أجزاء شمال الكرة الأرضية مع فصل الصيف، مما يعني أياماً طويلة ونهاراً حاراً.
ولكن هذا العام، يأتي شهر رمضان في فصل الربيع، مما يجعل الأيام أقصر والصيام أقل مدة في بعض البلدان. يمكن أن تستمر فترة الصيام من الفجر حتى المغرب لمدة تتراوح بين 12 و17 ساعة يومياً، وهذا يعتمد بشكل كبير على الموقع الجغرافي لكل منطقة في العالم.
هل قد يكون الصيام لمدة ثلاثين يومًا جيدًا لصحتك؟
دعنا نلقي نظرة عميقة على ما يحدث في جسمك خلال هذه التجربة الدينية والصحية. في الأيام الأولى من شهر رمضان، قد تكون التحديات أكثر صعوبة، حيث لا يدخل جسمك في وضعية الصيام حتى تمر حوالي ثماني ساعات منذ آخر وجبة تناولتها. ويتزامن هذا الوقت تقريبًا مع الوقت اللازم للقناة الهضمية لامتصاص المواد الغذائية.
وبمجرد انتهاء هذه الفترة، يتحول جسمك إلى استخدام الجلوكوز المخزن في الكبد والعضلات لتوليد الطاقة. وعند نفاد مخزون الجلوكوز، يبدأ الجسم في حرق الدهون كمصدر للطاقة، مما يؤدي إلى تخفيف الوزن وتقليل مستويات الكوليسترول وخطر الإصابة بداء السكري.
ومع ذلك، قد يؤدي هبوط مستوى السكر في الدم إلى الشعور بالضعف والخمول والصداع والدوار والغثيان، خاصة عندما يصل الجوع إلى مستويات شديدة.
لذا، تجب الإشارة إلى أن الصيام يمكن أن يكون جيدًا لصحتك بشرط الحفاظ على التوازن والانتباه إلى احتياجات جسمك، والبقاء على اطلاع على العلامات التي قد تشير إلى الحاجة للسوائل والغذاء.
احذر من الجفاف - الأيام من 3 إلى 7
عندما يتعود الجسم على الصيام، يبدأ في تحطيم الدهون لتحويلها إلى سكر في الدم. ومن المهم جدًا تعويض السوائل التي يفقدها الجسم خلال فترة الصيام، حيث أن التعرق يمكن أن يؤدي إلى الجفاف إذا لم يتم التعويض بشكل كافٍ.
ينبغي أن تحتوي وجبات الإفطار والسحور على مستويات مرتفعة من "أغذية الطاقة" مثل الكربوهيدرات والدهون، وهذا يساعد على توفير الطاقة اللازمة للجسم خلال ساعات الصيام. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك نظام غذائي متوازن يحتوي على البروتينات، والأملاح، والماء، لضمان حصول الجسم على جميع العناصر الغذائية اللازمة للحفاظ على صحة جيدة أثناء فترة الصيام.
الاعتياد على الأمر – الأيام من 8- 15
عندما تصل إلى المرحلة الثالثة من الصيام، يمكن أن تشعر بتحسن في المزاج، حيث يبدأ جسمك بالتكيف مع الصيام. وفي هذا السياق، يشير رزين محروف، استشاري التخدير وطب العناية المركزة في مستشفى أدينبروك في كامبريدج، إلى أن هناك مزايا أخرى أيضًا للصيام.
يوضح محروف أننا في الأيام العادية نتناول طعامًا يحتوي على كميات كبيرة من السعرات الحرارية، وهذا قد يمنع الجسم من أداء مهام أخرى مثل إصلاح النفس. وأضاف: "يتم تصحيح ذلك أثناء الصيام، مما يسمح للجسم بتحويل انتباهه لوظائف أخرى". وبالتالي، يمكن أن يفيد الصيام الجسم من خلال تسهيل الشفاء من الأمراض ومحاربة العدوى.
التخلص من السموم – الأيام من 16 إلى 30
في النصف الثاني من شهر رمضان، سيتكيف جسمك تمامًا مع عملية الصيام، وسيمر الأعضاء المختلفة مثل القولون، والكبد، والكُلى، والبشرة بفترة تخلص من السموم.
ويقول محروف: "في هذه المرحلة، ينبغي أن تستعيد أعضاء جسمك الحد الأقصى من قدراتها الوظيفية. قد تشعر بتحسن في ذاكرتك وتركيزك، وقد يكون لديك طاقة أكثر".
ويضيف: "لا يجب على جسمك الاعتماد على البروتينات للحصول على الطاقة. يحدث ذلك فقط عندما يصل الجسم إلى حالة 'التضور جوعًا' ويبدأ في استخدام العضلات كمصدر للطاقة، وهو ما يحدث عند الصيام المتواصل لفترة طويلة تتراوح بين عدة أيام وأسابيع".
ويوضح: "عندما يمتد الصيام من الفجر إلى المغرب فقط، يكون لدى الصائم فرصة كافية لإعادة شحن الطاقة بعد تناول الطعام والسوائل. وهذا يحافظ على العضلات ويساعد في إنقاص الوزن".
هل الصيام مفيد لصحتنا؟
وأوضح الطبيب البريطاني أن "الصيام يعتبر مفيدًا لصحتنا لأنه يُركز انتباهنا على نوعية الطعام ووقت تناوله. ورغم فوائده، يُنصح بالامتناع عن الصيام لفترات طويلة".
وأضاف: "لا يُعَد الصيام المستمر فترة مثالية لفقدان الوزن على المدى البعيد، حيث يتوقف الجسم في النهاية عن تحويل الدهون إلى طاقة، وبدلاً من ذلك يبدأ في استهلاك العضلات".
المصدر: elconsolto