ماذا يعني استهداف محطة نووية في أوكرانيا.. ودول عربية تتحضر لأسوأ السيناريوهات
طقس العرب - أعلنت السلطات المحلية في أوكرانيا في وقت مبكر من صباح الجمعة (4 فبراير)، إخماد حريق هدد بكارثة محتملة في أكبر محطة للطاقة النووية في أوكرانيا في أعقاب هجوم شنته القوات الروسية، والذي استهدف محطة زابوريجيا للطاقة النووية جنوب شرق أوكرانيا.
وأشار الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن قيام روسيا بشن هجمات على مقربة من المحطات النووية الأوكرانية أمر خطير للغاية، مشيرًا إلى مأساة تشيرنوبيل وضحاياها، وقال "يوجد 15 مفاعلا نوويا في أوكرانيا. إذا انفجر أحدهم، فهذه هي النهاية للجميع، هذه نهاية أوروبا. سيتعين على كل أوروبا الإخلاء". لكن ماذا يعني أن يتم استهداف محطة نووية؟ وما المخاطر المترتبة على ذلك؟
مخاطر استهداف محطات نووية في أوكرانيا
تشكل الطاقة النووية ركيزة من ركائز إستراتيجية أوكرانيا لفطم البلاد عن اعتمادها في مجال الطاقة على روسيا، حيث تضم أوكرانيا 15 مفاعلا نوويا عاملا، تزوّد هذه المفاعلات البلاد بما نسبته 50% من الكهرباء، ومحطة زاباروجيا هي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وكان سقوط قذيفة روسية قد تسبّب في اندلاع حريق يوم الجمعة في موقع محطة زابوريجيا، وعلى الرغم من عدم تسجيل أي تسرب لمواد مشعة، إلا أن الحادث أدى إلى إطلاق إنذار في جميع أنحاء العالم!
هل استهداف محطات نووية يمكن أن يؤدي إلى انفجار نووي؟
المفاعلات النووية لا تنفجر مثل القنبلة، لانها تحتوي على يورانيوم منخفض التخصيب وليس عالي التخصيب كالمستخدم في القنابل النووية، كما أن تشغيل تسلسل الانفجار النووي بحاجة إلى آلية معقدة لا يوفرها استهداف اليورانيوم بالقذائف التقليدية.
إذن ما هي المخاوف من استهداف محطات نووية؟
المخاوف تتمثل بانتشار الاشعاع النووي، تحديدا أشعة غاما عالية الطاقة، وهذا يسبب أضرارا أكثر اتساعا مما تسببه الأسلحة النووية، لأن المفاعلات النووية تحتوي على تراكم دام سنوات للمنتجات الانشطارية عالية الإشعاع.
والإشعاع هو تهديد غير مرئي ولا يمكن الكشف عنه من دون جهاز خاص، يمكن أن يسمّم الأشخاص المعرضين لجرعات عالية أو يسبب أمراضا بما في ذلك السرطان وقد يحدث تغييرا في الحمض النووي ويخلف تشوهات في الأجيال القادمة. ويستمر التلوث الإشعاعي لسنوت طويلة في المنطقة، كما حدث عام 1986 في حادثة التسرب الإشعاعي في تشيرنوبل شمالي أوكرانيا، والذي ارتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الدم في وقت لاحق من الحياة.
الأمر الهام هو أنه لا حاجة لاستهداف المفاعل مباشرةً لتحدث مشكلة، يمكن أن يتسبب انقطاع إمدادات الطاقة بالمحطة في حدوث مشكلات خطيرة بسبب توقف عملية التبريد للمفاعلات النووية وانصهار المواد المشعة وبالتالي حدوث التسرب الإشعاعي.
دول عربية تستعد لأسوأ السيناريوهات
في الكويت:
كان نواب كويتيون تقدموا لمجلس الأمة بتوصيات خلال الجلسة الخاصة المنعقدة لمناقشة تطورات الحرب الروسية – الأوكرانية، طالبوا فيها باستعجال إقرار الاقتراحات بقوانين متعلقة بإنشاء جهاز أو هيئة عامة لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، يتم دعمه بالطاقات الوطنية المتخصصة، مع الاستعانة بتجارب الدول المتقدمة في هذا المجال.
واشتملت التوصيات المطالبة بتطوير وتوسعة منظومة تخزين الغذاء وصوامع الحبوب في الكويت لرفع الطاقة التخزينية بكميات استراتيجية إضافية، وربط الأجهزة الأمنية والتنسيق فيما بينها فيما يتعلق برصد الإشعاعات النووية والتسريبات ومنظومة الإنذار المبكر.
وطالب النواب بضرورة توفير كميات كافية من أدوية محددة مثل “اليود”، وغيره من الأدوية اللازمة للتعامل مع أي تلوث إشعاعي محتمل، بمقادير كافية للمواطنين والمقيمين مع آلية توزيعها بالسرعة والكفاءة والعدالة اللازمة.
وفي السعودية:
أعلنت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية، الجمعة، عن مراقبة المستويات الإشعاعية في المملكة، وذلك بعد ساعات على السيطرة على أكبر محطة طاقة نووية في أوروبا واشتعال النيران في أجزاء منها بسبب قصف روسي.
وشددت على أنها تعمل على مراقبة المستويات الإشعاعية في المملكة من خلال محطات الشبكة الوطنية للرصد الإشعاعي البيئي المستمر والإنذار المبكر، والموزعة في مواقع مختلفة من مناطق المملكة وخاصة الحدودية منها، والتي تبلغ حاليا 140 محطة رصد إشعاعي، وسيتم العمل على زيادة عدد المحطات ليصل إلى 240 محطة.
وقد حصل مستشفى الملك فهد بالهفوف على اعتماد وزارة الصحة ليكون مستشفى مرجعي للاستجابة والتعامل مع الحوادث النووية والإشعاعية، وذلك ضمن مشروع تأهيل المستشفيات المرجعية للاستجابة للطوارئ النووية والإشعاعية.
ويعد المشروع الذي تبنته وزارة الصحة كأحد المشاريع الوطنية الجديدة لمواجهة الحوادث المرتبطة بالمصادر المشعة، والتي من المحتمل حدوثها نتيجة ازدياد الاستخدامات المختلفة للتقنيات النووية في كافة المجالات الصناعية والطبية والبحثية.
ويشتمل المشروع على خطة طوارئ شاملة للتعامل مع أي حوادث نووية أو إشعاعية لا قدر الله، وتخفيف عواقبها على الإنسان والبيئة.