ماهي أنواع السيول؟ وما أضرارها؟ وهل لها فوائد؟

طقس العرب - تعتبر السيول والفيضانات من الكوارث الطبيعية المتكررة الحدوث على مستوى العالم، وتصنف السيول من الكوارث، لما تقوم به المياه الجارفة من اكتساح وحمل كل ما تقوى عليه من طين ورمال وصخور، وحتى المركبات والأشخاص، وتغطية كل ما يقع في طريقها من أشجار وبيوت ومنشآت، وما يترتب على ذلك من خسائر فادحة في الممتلكات وحتى في الأرواح.

 

تعريف السيول

تُعرف السيول بأنها عبارة عن مجارٍ مائية مؤقتة أو شبه دائمة تنشأ نتيجة لتجمع مياه الأمطار عند هطولها بغزارة (ولفترات قصيرة) على أسطح منحدرة وضعيفة الامتصاص لكونها صخرية أو جافة التربة، فتندفع هذه المياه إلى أسفل المنحدر مكتسبة سرعة إضافية، وتتجمع مع بعضها، لتشق لها مجرىً مائياً رئيسياً أو عدة مجاري مائية، وتتميز هذه المجاري المائية أنها قوية وتحدث فجأة وتستمر وقتا قصيرا.

 

أنواع السيول

تختلف السيول في قوتها وحجمها، حيث تتراوح ما بين الضعيفة، والمتوسطة، والقوية، وتعتمد قوة السيل على عدة عوامل، أهمها نوع السطح، وكمية الأمطار، وشدة الأمطار (وهي العلاقة بين كمية الأمطار وزمن الهطول)، ويمكن تصنيف السيول إلى نوعين رئيسيين:

1. السيول الموسمية (بالإنجليزية: Seasonal Floods): وهي تحدث عندما تنحدر مياه الأمطار أو الثلوج الموسمية وتملأ الوديان والأنهار بكميات هائلة من المياه بسرعة فائقة، وتحدث في الأراضي الداخلية وهذا النوع من السيول يمكن التنبؤ به وتوقعه، وذلك لحدوثه سنوياً في فصل معين من فصول السنة.

2. السيول المفاجئة (بالإنجليزية: Flash Floods): وهي سيول سريعة تندفع في المناطق المنخفضة، قد تكون ناتجة عن هطول أمطار غزيرة مرتبطة بعاصفة رعدية شديدة، أو إعصار أو عاصفة استوائية أو ذوبان الجليد، كما يمكن أن تحدث بعد انهيار سد طبيعي أو السدود التي بناها الانسان، وتتميز السيول المفاجئة عن غيرها من السيول من خلال وجود نطاق زمني أقل أكثر من ست ساعات بين هطول الأمطار والسيول.

3. السيول المنقولة: وهي السيول التي تجري من منطقة هطول الأمطار لتصل إلى منطقة أخرى تكون الأجواء فيها مشمسة، فيتفاجأ بها سكان المنطقة، وقد تكون قوية وتخرج عن مجاريها وتفيض على مدن وبلدات قريبة.

 

أضرار السيول

يعد السيل نتيجة حتمية لهطول الأمطار المستمر، وبذلك يلحق السيل خسائر في الأرواح والممتلكات، ويمكن تصنيف تلك الخسائر والأضرار إلى نوعين هما:

• أضرار غير مادية: وهي خسائر ناتجة عن توقف العمل والخدمات، وأشياء أخرى يصعب تقديرها مادياً، وهذا يتضح في التغييرات النفسية والاجتماعية والبلبلة التي تخلقها السيول في حياة الناس.

• أضرار مادية: وهي خسائر متعددة يمكن تقديرها، مثل تدمير الطرق البرية وطرق السكك الحديدية والجسور والمرافق العامة، وشبكات الهاتف والكهرباء والمياه والصرف الصحي، ويمكن كذلك أن تلحق السيول الضرر بالقطاع الزراعة واتلاف المحاصيل الزراعية والتربة، لكن أكبر الأضرار هي التي تلحق بالسكان من وفيات وتشريد وتهجير مناطقهم، إلى تلويث مياه الشرب وانتشار الأوبئة.

لذلك عند وجود تحذير من السيول أو غيرها من الظواهر الجوية، يرجى متابعة التوقعات، وأخذ التحذيرات على محمل الجد، وأخذ الاحتياطات حتى وإن قل احتمال الخطر.

 

 

فوائد السيول

بالرغم من الأضرار التي تحدثها السيول، إلا ان لها مزايا لبعض المناطق، حيث تساعد السيول في انتشار المواد العضوية والرواسب التي تخصب التربة، فبعض مياه الأمطار الجارية والسيول تكون غنية بالنيتروجين، وهو أحد العناصر الأساسية لتحسين خصوبة التربة الصحراوية، وتغذية النباتات، والمساعدة على مكافحة الآفات الزراعية، كما أن بعض التجمعات السكانية تعتمد على مياه الأمطار الجارية والسيول التي تصل إليها.

 

وتعتبر السيول تجديدا للموارد المائية والعمليات الحيوية في أي بيئة ومنها البحرية، مثل نشر البذور وبيوض ويرقات الحيوانات البحرية، وتكوين مراعٍ جديدة، كما أنّ النباتات والحيوانات البحرية كغيرها من البيئات تتكيف مع هذه الدورات الطبيعية.

 

فالمقياس الزمني مع شدة التدفق والمساحة التي تجري بها تلك السيول هي التي تحدد الخسائر والفوائد المترتبة على الفيضانات والسيول، وهي العامل الحاسم في دراسة الآثار المترتبة في المدى القصير.