مزارع على أسطح المباني..تتحدى تغير المناخ
طقس العرب - في قلب العاصمة الفرنسية الساحرة، باريس، ترتفع مجموعة من الأبنية الرائعة التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من هويتها المعمارية، إنّ هذه المباني ليست مجرد هياكل حجرية تعكس تاريخ المدينة العريق، بل هي أيضًا شهود على التحديات التي تواجهها باريس والعالم بأسره في مجال تغير المناخ.
إن تزايد درجات الحرارة وتقلبات الطقس تمثل تحديات جسيمة، وقد أصبحت سطوح المباني في باريس واحدة من الأماكن التي تسعى إلى مواجهة هذه التحديات بأساليب فريدة ومبدعة. في هذا المقال سوف نسلط الضوء على كيفية تحويل أسطح المباني في باريس إلى ساحات لمكافحة تغير المناخ وتعزيز الاستدامة في هذه المدينة الساحرة.
الزراعة على أسطح المباني من أين بدأت؟
الجواب: في فرنسا، هناك قانون يهدف إلى تشجيع زراعة النباتات على أسطح المباني حيث أقر مجلس النواب الفرنسي قانونًا يلزم المباني الجديدة في المناطق التجارية بتوجيه جهودها نحو وضع نباتات أو ألواح شمسية على أجزاء من أسطحها. هذا القانون يهدف إلى تحقيق عدة أهداف بيئية واقتصادية، بما في ذلك توفير عنصر عازل للمباني، ومن ثم تقليل تكلفة التدفئة والتبريد وزيادة عمر المباني. وله أيضًا فوائد بيئية تتمثل في الحفاظ على التنوع البيئي وتوفير مساحات لعيش الطيور.
ولاحظ نشطاء البيئة في فرنسا أن هذا القانون لم يذهب بعيدًا بما يكفي وكانوا يأملون تطبيقه بشكل أوسع، حيث يرى بعضهم أنه ينبغي تغطية أسطح المباني بالنباتات بشكل تام عوضا عن الجزء فقط، تجدر الإشارة إلى أن مفهوم الأسطح الصديقة للبيئة معروف في عدة دول، ويمكن أن يحمل فوائد بيئية كبيرة.
أين تقع أكبر مزرعة على سطح مبنى في أوروبا؟
الجواب: تقوم مزرعة "ناتور أوربان" على سطح أحد أجنحة معرض باريس"بورت دو فرساي" الذي يستقبل 7 ملايين زائر كلّ عام، وقد نجحت المرحلة الأولى منها، إذ بدأت تقطف ثمارها، على أمل توسّعها لتصبح الأكبر في العالم.
المزرعة تحتضن أكثر من 30 نوعًا من المزروعات الطازجة على مساحة تفوق 15 ألف متر مربع، ما يعادل مساحة 3 ملاعب كرة قدم، وتقدم يوميًا طعامًا صحيًا للسكان، وتستخدم تقنيات تمنع التلوث الحضري، وتضمن منتجات خالية من المبيدات والكيماويات، وهي تسعى لتكون نموذجًا للإنتاج الزراعي المستدام. وأيضا المزرعة تعتمد على دورة مغلقة بالكامل بدون تربة أو مواد كيميائية، وتستخدم عناصر مغذية عضوية ومعدنية، تُراقب بدقة عبر نظام إلكتروني وأيضا المزروعات تُعرض محليًا، وتُباع للمطاعم بجودة غذائية عالية ومذاق استثنائي.
تمارس الزراعة في "ناتور أوربان" عن طريق فريق من البستانيين، حيث تعتمد على تقنيات زراعية متنوعة تشمل الزراعة الرأسية والأفقية والأسطوانية، وتتيح استخدام تقنيات مبتكرة لزراعة النباتات المتسلقة مثل الطماطم والفراولة، وتُظهر الجذور التي تتدلى في الهواء، وتُغسل بانتظام باستخدام مزيج من الماء والمغذيات.
كيف تتحدى المزارع على أسطح المباني تغير المناخ؟
الجواب: تعتبر الأسطح الخضراء والمزارع الموجودة عليها من الحلول المبتكرة للتخطيط الحضري المستدام حيث تُظهر الأسطح الخضراء طيفًا واسعًا من الفوائد البيئية والاقتصادية في مقابل تلك الأسطح التقليدية من الخرسانة والإسفلت التي لا تحقق الاستفادة القصوى من المساحات العلوية، وتسبب مشكلات بيئية ومع التحديات المناخية المتزايدة، تصبح ضرورة للعديد من المدن في بناء مباني جديدة بأسطح خضراء لتحقيق فوائد بيئية كبيرة.
وقال ستيفن بيك، مؤسس منظمة "الأسطح الخضراء من أجل المدن الصحية"، إن الأسطح الخضراء تقلل من تبذير المساحات، وتسهم في توفيرها لأغراض إنتاجية، وأشار إلى أن الأسطح التقليدية لا تستوعب مياه الأمطار، بينما تساهم الأسطح الخضراء في استيعابها وبالإضافة إلى ذلك، تعمل الأسطح الخضراء على تقليل درجات حرارة المدينة، وتساهم في تعزيز التنوع البيولوجي.
أعرف أيضا:
أفضل النباتات الصيفية التي يمكن زراعتها في حديقة المنزل
زراعة الأشجار ودورها في وقف تغير المناخ والتخفيف من عواقبه
أهم الخضراوات التي يمكن زراعتها في الحديقة خلال فصل الخريف
المصادر: