مشروع كويبر... سباق عالمي لتوفير الإنترنت الفضائي
طقس العرب - بعد مضي أكثر من أربع سنوات على الإعلان عن خطة شركة التكنولوجيا العملاقة، أطلقت أمازون أخيرًا أول زوج من الأقمار الصناعية الخاصة بمشروع كويبر الضخم إلى الفضاء خلال الأسابيع الماضية، وفي بيان صادر قبل الإطلاق، أشار راجيف باديال، نائب رئيس التكنولوجيا في مشروع كويبر، إلى أن الشركة أجرت اختبارات دقيقة في مختبراتها، وأن تصميم الأقمار الصناعية حصل على درجة عالية من الثقة، لكنه أشار أيضًا إلى أهمية اختبار الأقمار في الفضاء الحقيقي.
متى بدأت فكرة المشروع؟
في عام 2018، شرعت شركة أمازون في مشروع كويبر للبحث والتطوير، وفي يوليو 2020، حصلت على ترخيص من لجنة الاتصالات الفدرالية الأميركية لنشر وتشغيل مشروع كويبر الاصطناعي ووفقًا لهذا الترخيص، يجب على أمازون نشر وتشغيل نصف مجموعة أقمار المشروع بحلول يوليو 2026، ومن المتوقع أن تقدم الخدمة للعملاء الأوائل بحلول نهاية عام 2024 حيث تخطط الشركة الأميركية لاستثمار مبلغ قدره 10 مليارات دولار في مشروع كويبر، وقد حجزت 77 عملية إطلاق تجارياً بالتعاون مع شركات مثل "إيريان سبيس" الفرنسية وتحالف "يو إل إي" وشركة "بلو أوريجين"، التي تعود ملكيتها لجيف بيزوس، مؤسس أمازون.
أهداف مشروع كويبر
إن مشروع كويبر يستهدف أساسا مليارات الأفراد حول العالم الذين يواجهون تحديات في الوصول إلى ترددات عالية الجودة والموثوقة للإنترنت، ويهدف هذا المشروع إلى التغلب على محدوديات الاتصال فيما يتعلق بالتعليم، والخدمات الصحية، والاتصالات الحديثة، والوصول إلى مصادر أخرى ضرورية، وفي الوقت ذاته، ستكون الشبكة مفيدة لمؤسسات متنوعة مثل المدارس، والمستشفيات، والهيئات الحكومية، والوكالات الأخرى التي تعمل في المناطق التي تفتقر إلى اتصالات موثوقة وعالية الجودة.
لماذا سمي مشروع كويبر بهذا الاسم؟
مشروع كويبر يخطط لتوسيع نطاق خدمته إلى العديد من البلدان حول العالم حيث تم اتخاذ اسم المشروع تيمنًا بحزام كويبر، وهو منطقة تقع خارج مدار الكواكب الثمانية الرئيسية في النظام الشمسي واسم "حزام كويبر" مأخوذ من اسم العالم الفلكي الهولندي-الأمريكي جيرارد كويبر (1905-1973)، والذي يُعتبر أحد رواد علم الكواكب الحديث.
أين يقع مشروع كويبر؟
مشروع كويبر يملك منشأة خاصة لتصنيع الأقمار الاصطناعية في منطقة كيركلاند بالعاصمة واشنطن، وهذه المنشأة لديها القدرة على تصنيع ما يصل إلى 5 أقمار اصطناعية يوميًا.
بالإضافة إلى ذلك، بدأ مشروع كويبر في إقامة منشأة مخصصة لمعالجة الأقمار الاصطناعية في مرفق الإطلاق والهبوط التابع لهيئة فضاء "سبيس فلوريدا" في مركز كينيدي للفضاء، وسيتم استخدام هذه المنشأة من قبل أمازون لتحضير ودمج أقمار كويبر مع الصواريخ المقدمة من "بلو أوريجين" وشركة "يو إل إي" للإطلاق الفضائي الدولي.
ما هي مكونات مشروع كويبر الرئيسية؟
مشروع كويبر يتألف من ثلاث مكونات رئيسية:
- البنية التحتية الأرضية التي تتضمن هوائيات البوابة لنقل البيانات بأمان من وإلى الأقمار الصناعية، فضلاً عن هوائيات القياس عن بعد والتتبع والتحكم المسؤولة عن ضمان تشغيل الأقمار بكفاءة، وتعتبر الشبكات العالمية وصلة حيوية لربط هذه الهوائيات بالإنترنت، السحابة العامة أو شبكات خاصة.
- الأقمار الصناعية، فتشكل الجزء الثاني من المشروع، وتعمل في مدار أرضي منخفض لنقل بيانات العملاء بين هوائيات البوابة وأماكن تواجدهم.
- محطات العملاء، وهي التقنيات المستخدمة من قبل عملاء مشروع كويبر لاستقبال خدمة نقل الإنترنت عبر ترددات عريضة.
ما هو المدار الأرضي المنخفض؟
الفضاء يمتد حتى ارتفاع ألفي كيلومتر فوق سطح الأرض، وهو المكان الذي تتجول فيه الأقمار الاصطناعية لمشروع كويبر، وتتراوح أماكنها في المدار بين 590 و630 كيلومترًا فقط فوق سطح الأرض، وهذا الارتفاع المنخفض يؤدي دورًا رئيسيًا في تقديم خدمة سريعة وفعّالة للعملاء، ويتيح اتصالات عالية الأداء لمجموعة متنوعة من الاستخدامات، بما في ذلك مكالمات الفيديو وألعاب الفيديو وبث الفيديو عالي الوضوح.
هل التكلفة منخفضة؟
تقدم أمازون مجموعة متنوعة من الخيارات المرنة للعملاء. في مارس/آذار من هذا العام، كشفت الشركة عن 3 نماذج هندسية مختلفة لمحطات العملاء، وتمتاز النماذج الصغيرة بسرعات تصل إلى 100 ميغابايت في الثانية، بينما يمكن للنموذج القياسي توفير ما يصل إلى 400 ميغابايت في الثانية بالنسبة لتطبيقات المؤسسات والهيئات الحكومية والاتصالات السلكية واللاسلكية، فإن النموذج الأكبر يقدم سرعة تصل إلى 1 غيغابايت في الثانية، وعلى الرغم من أن أمازون لم تكشف بعد عن تفاصيل الأسعار، إلا أنها تلتزم بتوفير أسعار منخفضة، وستقدم خدماتها بتكلفة تتفاوت من بلد إلى آخر تبعًا للاحتياجات والمتطلبات المحلية.
تحديات مشروع كويبر
قادت شركة سبيس إكس، بقيادة الملياردير الأميركي إيلون ماسك، جهودًا استثنائية خلال السنوات الخمس الماضية، أطلقت خلالها أكثر من 4500 قمر اصطناعي من نوع "ستارلينك" لتوفير خدمات الإنترنت، وتلك الإنجازات جعلت سبيس إكس تمتلك أكثر من 50% من مجموع الأقمار الاصطناعية النشطة التي تدور حول الأرض حاليًا.
الشركة قدمت طلبًا للحكومة الأميركية للحصول على تصريح بإطلاق ما يصل إلى 42 ألف قمر اصطناعي إضافي إلى المدار. وهذه الأرقام تضع الملياردير الأميركي جيف بيزوس، مؤسس أمازون، في مكان بعيد في سباق الفضاء بعد أن قاد مشروع كويبر، الذي كان يتطلع إلى إطلاق أول أقماره الاصطناعية في العام الماضي، وعلى الرغم من أن شركة "بلو أوريجين"، التي تمتلكها بيزوس، كانت مخططة لنقل الأقمار الاصطناعية لمشروع كويبر، إلا أنها تعرضت لفشل في إطلاق أي منها إلى المدار وبدلاً من ذلك، تم إطلاق الزوج الأول من الأقمار الاصطناعية لمشروع كويبر على متن صاروخ أطلس 5 بمساعدة تحالف" يو إل إي "
بالإضافة إلى سبيس إكس، هناك منافسون آخرون يسعون للمنافسة، حيث يمتلك مشروع ون ويب التابع لشركة يوتلسات 634 قمرًا اصطناعيًا في المدار الأرضي المنخفض، وأعلن الاتحاد الأوروبي في وقت سابق هذا العام عن خطط لإطلاق 170 قمرًا اصطناعيًا في المدار بين عامي 2025 و2027.
أعرف أيضا:
ماسك يصف هذا المعدن بـ"النفط الجديد"!
بريطانيا...أول روبوت يعمل بوظيفة مدير مدرسة
المصادر: