مصر والسودان || النشرة الجوية الموسمية
من مركز طقس العرب الإقليمي - أصدر كادر التنبؤات الجوية التوقعات المناخية لمنطقة مصر والسودان للأشهر الثلاثة القادمة (نوفمبر و ديسمبر ويناير) لعام 2024، و ذلك في تحديث شهري مُعتاد تحت مُسمى "النشرة الجوية الموسمية"، مع التنويه إلى اختلاف طريقة إعداد هذه النشرات الجوية عن غيرها من النشرات الجوية اليومية من حيث أنها تخلو من التفاصيل الدقيقة، و يكون الهدف منها هو إعطاء صورة عامة عن الفصل. كما أن الهدف من سرد التوقعات هو تقديم فكرة مبدئية عن توقعات درجات الحرارة و الأمطار، و كذلك أبرز الظواهر المناخية المُرتقبة.
يتوقع ضعف في الأداء المطري في الأشهر الأولى وتحسن الظروف الجوية في شهر يناير
الوضع العام:
- يتوقع أن تكون درجات الحرارة اعلى من معدلاتها المعتاد في شهر نوفبمر وديسمبر.
- يتوقع أن تتحسن الظروف الجوية خلال شهر يناير مع تعمق المنفضات الجوية وحيط الحوض الشرقي للمتوسط.
- تزداد فرص الأمطار على شمال مصر خلال شهر يناير.
- استمرار سيطرة المرتفع المداري على أجواء السودان وتراجع فرص الامطار بسكل عام.
شهر نوفمبر:
شهر ديسمبر:
شهر يناير :
معدل هطول الأمطار للأشهر الثلاثة :
حالة الطقس المُفصلة:
-
الشهر الأول (نوفمبر/تشرين ثاني) 2024:
- الأمطار:
مصر: لا أمطار هامة.
السودان: حول المعدلات.
- درجات الحرارة:
مصر: حول إلى أعلى من المعدلات.
السودان: أعلى من المعدلات.
- فرصة السيول
- منخفضة عُموماً في مصر، و لكنها مُتوسطة السودان.
- وصف الأنظمة الجوية
- يتوقع أن تستمر درجات الحرارة أعلى من معدلاتها في مختلف المناطق في مصر، وكذلك الحال في مختلف مناطق السودان. ويستمر تشكيل السحب الركامية الرعدية على مناطق عدة من السودان، تكون مُرفقة بأمطار مُتفاوتة في بعض الأحيان، مما يتسبب في تشكل السيول. ولكن تتأثر مصر على فترات بكُتل هوائية خريفية قادمة من شرق القارة الأوروبية عبر مياه البحر المتوسط، تتسبب بانخفاض درجات الحرارة، وتستمر فرص الأمطار في أجزاء من مصر في بعض الفترات.
-
الشهر الثاني (ديسمبر/كانون أول) 2024
- الأمطار:
مصر: أقل من المعدلات..
السودان: حول من المعدلات.
- درجات الحرارة:
مصر: أعلى وأدفأ من المعدلات.
السودان: أعلى من المعدلات.
- فرصة السيول
- منخفضة عُموماً في مصر، و لكنها مُتوسطة السودان.
- وصف الأنظمة الجوية
- يتوقع أن تكون درجات الحرارة أعلى من معدلاتها في مختلف المناطق في مصر، وكذلك الحال في مختلف مناطق السودان. ويستمر تشكيل السحب الركامية الرعدية على مناطق عدة من السودان، تكون مُرفقة بأمطار عالية الغزارة في بعض الأحيان، مما يتسبب في تشكل السيول. وتضعف فرص الأمطار في عدة فترات من الشهر على مصر.
-
الشهر الثالث (يناير/كانون الثاني) 2025:
- الأمطار:
-
مصر: حول المعدلات..
السودان: حول المعدلات.
- درجات الحرارة:
-
مصر: حول المعدلات.
السودان: حول المعدلات.
- فرصة السيول
- منخفضة عُموماً في مصر، و لكنها مُتوسطة إلى عالية السودان.
- وصف الأنظمة الجوية
- يتوقع أن تكون درجات الحرارة حول معدلاتها في مختلف المناطق في مصر، وكذلك الحال في مختلف مناطق السودان. ويستمر تشكل السحب الركامية الرعدية على مناطق عدة من السودان، تكون مُرفقة بأمطار عالية الغزارة في بعض الأحيان، مما يتسبب في تشكل السيول. بينما تتحسن الظروف الجوية في هذا الشهر في مصر مع تحسن تعمق المنخفضات الجوية إلى الحوض الشرقي للمتوسط مما يستبب بأجواء أكثر برودة أحياناً خاصة في شمال مصر وتحسن الفرص لتأثر المنطقة بمنخفضات جوية باردة.
الوضع المناخي (للمختصين والمهتمين):
في هذا العام، تشهد الدوامة القطبية (Polar Vortex) وضعاً غير مُعتاد يتمثل بضعف غير تقليدي في نظام الدوامة القطبية و ارتفاع كبير في درجات الحرارة عن المُعدل المعتاد خلال شهر سبتمبر، يتضح ذلك من رصد النماذج المناخية وجود تدفق حراري عالي و هو ما معناه بأن هناك تدفق كبير للطاقة من المناطق السفلى إلى العليا في الغلاف الجوي على شكل موجات، هذا التدفق الحراري و بالرغم من أنه يحدث على ارتفاعات شاهقة من سطح الأرض إلا انه يكون له عظيم الأثر في تغير الأنماط الجوية السائدة على سطح الأرض و قد يمثل دوراً مُهماً في مُستقبل طقس نصف الكرة الشمالي خلال الموسم المطري القادم بإذن الله.
هذا الضعف غير المُعتاد و المُبكر في الدوامة القطبية تكرر في بعض السنوات الفائتة خلال الأرشيف المناخي المُمتد لقرابة 50 عاماً، و اللافت للأمر بأن ضعفها المُبكر في تلك السنوات ارتبط احصائياً بضعف مماثل في الأشهر التي تلته و الشتاء، و من النتائج البارزة لذلك هو تكرار حدوث الاحترار الاستراتوسفيري المفاجئ (SSW) الذي يعني زيادة مُفاجئة في درجات الحرارة في الطبقات العليا في الغلاف الجوي فوق القطب الشمالي، مؤدي إلى نزول الهواء البارد إلى عروض مُتوسطى و دُنيا.
هذا الأمر، يتزامن مع ما تُشير إليه العديد من المراكز العالمية من ضمنها NOAA و التي باتت تُشير إلى تطور مُحتمل لظاهرة اللانينا خلال الخريف القادم بنسبة تتجاوز 70% و التي تعني انخفاض و تبريد دوري في درجة حرارة سطح البحر في الأجزاء الشرقية و الوسطى من المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ، هذه الظاهرة أيضاً ترتبط ارشيفياً بزيادة احتمالية حدوث ضعف في نشاط الدوامة القطبية خلال الموسم المطري.
تتزامن هذه المؤشرات المناخية بالتزامن مع احترار استثنائي يشهده البحر الأبيض المُتوسط و بتطرف درجة حرارته عن المُعدل بأكثر من 5 درجات مئوية في بعض الأنحاء، الأمر الذي سيجعل احتمالية نشوء حالات جوية مُتطرفة وارد خلال الخريف القادم لاسيما على الدول المُطلة على البحر الأبيض المُتوسط و رُبما تشكل منخفضات جوية عميقة تأخذ بعض صفات الأنظمة المدارية.
و بالنظر إلى هذه المؤشرات و مُعاملات أخرى مثل قطبية المُحيط الهندي (IOD) و الذي من المُتوقع أن يستمر في طور الحياد خلال الأشهر القادمة، بالإضافة إلى تذبذبات أخرى هامة مثل (AO) و (NAO) و موقع و شدة موجات مادن و جوليان (MJO) و بشكل أقل تأثيراً لمنطقتنا مثل معامل (PDO) و غيره، و بالنظر أيضاً إلى سنوات التشابه يُمكن آخذ صورة عامة عما سيبدو عليه الطقس في الشرق الأوسط خلال الخريف القادم و التي يُمكن اختصارها في النقاط التالية:
- سيطرة المُرتفعات الجوية العلوية على منطقة شبه الجزيرة العربية لفترات ليست بالقصيرة تؤدي إلى حدوث استقرار على الأجواء في أغلب الأنحاء.
- يفصل بين ذلك، اقتراب احواض علوية باردة سواء من شمال غرب شبه الجزيرة العربية أو من شرق الجزيرة العربية تؤدي إلى حدوث حالات مُتباعدة من عدم الاستقرار الجوي و التي ترتفع وتيرتها أكثر بالاتجاه نحو النصف الثاني من نوفمبر و ديسمبر و لا يُستبعد أن يكون بعضاً منها مُتطرف.
- المؤشرات العددية تُشير إلى فرص جيدة نسبياً إلى تشكل أكثر من نظام مداري في بحر العرب خلال أكتوبر و نوفمبر و لا يُستبعد أن تتأثر أجزاء من جنوب شبه الجزيرة العربية بهذه الأنظمة، لاسيما و أن السنوات الأخيرة تكرر تأثر شبه الجزيرة العربية بالحالات المدارية أكثر من الموسم الأول.
- درجات حرارة أدفأ من مُعدلاتها المُعتادة بالمُجمل في أنحاء واسعة من شبه الجزيرة العربية و لا يمنع ذلك من حدوث موجات برد في بعض الفترات و بخاصة مع دخولنا في شهر ديسمبر.
طريقة اعداد النشرات الجوية طويلة المدى
يعتمد إصدار هذه التوقعات على دراسة سلوك الحرارة والضغط الجوي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ويشمل ذلك الغلاف الجوي والمسطحات المائية الكبرى، ودمج تلك التوقعات مع مراكز الرصد العالمية، للخروج بأعلى دقة توقعات ممكنة.
وطور خبراء طقس العرب في قسم البحث العلمي والتطوير، طرق علمية تعتبر الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي والعالم، اذ تعتمد على الذكاء الاصطناعي في توقعات الأشهر المقبلة، وذلك عن طريق تطوير خوارزميات ومعادلات رياضية معقدة لكشف سلوك الغلاف الجوي وتصحيح التوقعات الجوية بعيدة المدى.
وبخلاف النشرة الجوية اليومية، تركز هذه النشرات على سرد حالة الطقس العامة خلال شهر، حيث يكون الهدف منها معرفة انحراف كميات الأمطار ودرجات الحرارة عن معدلاتها العامة. وينشغل العديد من عُلماء الأرصاد في العالم بمحاولة فك لغز إحراز توقعات فصلية دقيقة عبر إجراء العديد من الأبحاث في هذا الصدد والذي يُشارك فريق طقس العرب في جزءٍ منها.
وتكمن الفائدة المرجوة من النشرات الفصلية، في مساعدة مختلف القطاعات في التخطيط المُبكر لفصل الخريف والشتاء على حد سواء ولا سيما القطاع الزراعي الذي يبني مخططاته الزراعية على هذه المؤشرات التي تساعد أحيانًا على جني وتحقيق الأرباح عبر استغلال هذه المعلومات، إضافة إلى العديد من القطاعات الأخرى التي تستفيد من هذه التوقعات، مثل القطاعات التجارية، قطاع الملبوسات، قطاع الطاقة وغيرها.
و الله تعالى أعلى و أعلم.