مع انتصاف حزيران: ظاهرة النينو تشتد شرقيّ المحيط الهادىء

كتبها أيمن صوالحة بتاريخ 2015/06/16

موقع ArabiaWeather.com- د. أيمن صوالحة- دخلت المنطقة الاستوائية في شرقي المحيط الهادىء وتحديداً قبالة السواحل الشمالية الغربية لقارة أمريكا الجنوبية، رسمياً، في "ظاهرة النينو" وذلك في وقت سابقٍ من آذار الماضي، بحسب الجهات العالمية المُختصة في هذا المجال وعلى رأسها "الادارة الوطنية الأمريكية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي NOAA" إضافة للسلطات اليابانية والاسترالية المعنية بهذا المجال.

 

تحدث ظاهرة النينو بمُعدّل كل عامين إلى سبعة أعوام، وهي تُمثل إنزياح "شذوذ" درجة الحرارة صعوداً بمقدار يزيد عن نصف درجة مئوية في حرارة المياه الإستوائية شرقي المحيط الهادىء بالقرب من السواحل الشمالية الغربية لقارة أمريكا الجنوبية بالنسبة لفترة مُعينة في السنة ولمدة لا تقل عن ثلاثة شهور.

 

وترتبط ظاهرة النينو بعلاقة مُباشرة بتوزيع الرياح "التجارية" وما يُرافقها من إضطرابات جوية على مناطق إستوائية ومدارية واسعة حول العالم، فتُسبب الفيضانات في العديد من المناطق الجافة مثل صحاري البيرو في أمريكا الجنوبية أو الجفاف القاسي في مناطق شمال وشرق قارة أستراليا في فصل الشتاء في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وبمُعدّلات إرتباط تفوق الـ85% بتوافر بعض العوامل المساعدة الأخرى.

 

في حين وعند توجهنا بعيداً عن خط الإستواء شمالاً وجنوباً، يقل تأثير هذه الظاهرة على حالة الطقس ويبتعد أكثر صوب الخريف والشتاء فلكياً (في حال إفتراض إستمرار الظاهرة بالتاثير) وتزداد العوامل الأخرى المُساهمة فيها كذلك لتصبح عشرات العوامل، ومثال ذلك قارة أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا مروراً ببلاد الشام.

 

وتُقسّم منطقة "النينو" إلى أربع مناطق جغرافية متجاورة ذات خطوط عرض مُتغيرة وخط طول ثابت، وترمز إليها الأرقام "1+2" شرقاً و"3" و"3.4" وأخيراً "4" غرباً.

 

وبحسب النماذج الاحصائية والديناميكية العالمية المُختصة بـ"متابعة ورصد" ظاهرة النينو، فإنها من المتوقع أن تدخل قريباً ضمن "الشدة المتوسطة" وذلك خلال الثمانية أسابيع القادمة، وتشير ذات النماذج إلى فرص استمرارها وبنسبة 90% حتى نهاية الخريف القادم مع فرص "غير مُعرّفة حالياً" لأن تكون " قوية الشدة" وبفرص استمرارية قرابة 85% حتى نهاية الشتاء فلكياً في أواخر آذار 2016.

 

وفي دراسة سابقة أجراها كادر التنبؤات الجوية في مركز "طقس العرب" الإقليمي، وجدوا علاقة إحصائية تتمثل بأن المواسم المطرية التي تنشأ بها ظاهرة نينو (متوسطة القوة) والتي تبدأ صيفاً وتطال فصل الشتاء، تكون كميات الأمطار فيها أعلى من المجموع السنوي طويل المدى بعد مشيئة الله وبمُعامل إرتباط يتجاوز الـ65% وهي نسبة مُهمة إحصائياً، ولكن هذه الدراسة تهتم بالمجموع المطري السنوي الموزع على أشهر الشتاء كافة ولا تُبيّن كيفية توزيعه.

 

ولكن العلاقة ليست بهذه السهولة، حيث تدخل عشرات العوامل المناخية العالمية الأخرى في بناء موسم مطري مُعين في منطقتنا، وهذه العوامل يأخذ بها كادر التنبؤات الجوية في "طقس العرب" في بناء النشرة الموسمية التي تصدر في شهر نوفمبر/تشرين ثانٍ من كل عام.

 

وفي سياق مُتصل، تعتبر ظاهرة "النينا" ظاهرة مُعاكسة للنينو في تعريفها وكذلك في تأثيرتها المباشرة وغير المباشرة عند ثبات العوامل الأخرى عند دراستها.

 

يُذكر أن العالم كان على موعد مع أعنف ظاهرة "نينو" على الإطلاق في الموسم 1998/1997 والتي أفرزت نتائج كارثية على أحوال الطقس حول العالم، ونتج عنها - بتوافر ظروف مُعينة أخرى- موسمٌ مطري ممتاز في المملكة وهبوب عاصفتين ثلجيتين من العيار الثقيل الأولى كانت في 12-1-1998 والأخرى في 18-3-1998 حيث تبعت الأخيرة منخفضاً جوياً هو الأعمق بالنسبة لقيم الضغط الجوي السطحي في السجلات المناخية الأردنية منذ عام 1920.

 



تصفح على الموقع الرسمي



الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكةالشاكر يُوضّح بالخرائط: ٣ اسباب رئيسية لضعف الموسم المطري وتفاصيل مقارنة الوضع الحالي مع السنوات السابقةمرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردنبالفيديو | هل بالضرورة البداية الضعيفة للموسم المطري تعني أنه سيكون حتماً موسماً ضعيفاً؟أسباب تأخر الأمطار وتفاصيل توقعات نشرة فصل الشتاء 2024/2025الأردن | في ثالث أيام مربعانية الشتاء… كيف هي الأجواء المتوقعة في المملكة يوم غد الإثنين 23-12-2024رغم قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة.. لماذا يبقى التنبؤ بالطقس لفترات طويلة تحديًا كبيرًا؟هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟