مع دخول الخريف تبدأ الأنظمة الصيفية بالانهيار والدوامة القطبية تُعيد بناء نفسها استعداداً لفصل الشتاء
طقس العرب - قال المختصون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي إن دول النصف الشمالي من الكرة الأرضية ستدخل في فصل الخريف من ناحية علم الأرصاد الجوية مطلع شهر أيلول القادم، حيث يُعتبر اليوم الأول من شهر أيلول/سبتمبر هو أول أيام فصل الخريف في علم الأرصاد الجوية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. ومع بدء فصل الخريف، تبدأ الأنظمة الجوية بالتغير التدريجي، حيث تبدأ الأنظمة الصيفية بالانهيار ويقابلها بناء للدوامة القطبية الشمالية إيذاناً بدخول فصل الخريف واستعدادًا لفصل الشتاء.
الأنظمة الصيفية تبدأ بالانهيار مع دخول فصل الخريف
وتبدأ مناخياً اعتباراً من هذا اليوم (الأول من أيلول/سبتمبر) ملامح التغيير في توزيع الأنظمة الجوية حول العالم، حيث تبدأ الأنظمة الجوية في فصل الصيف بالانهيار والرحيل عن المناطق القطبية والعروض العليا والعروض شبه القطبية في نصف الكرة الشمالي، مع تسارع رحلة الشمس الظاهرية نحو الجنوب، ويزداد طول الليل. وبذلك، تبدأ المرتفعات الجوية المدارية التي سادت خلال الصيف بالتراجع التدريجي والانسحاب عن مناطق النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وتمتلئ مراكز المنخفضات الجوية الحرارية مثل المنخفض الموسمي الذي يسيطر على أجواء الجزيرة العربية خلال الصيف.
ويبدأ فصل الربيع في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية من الناحية المناخية، يتزامن هذا الوقت مع بداية التحول من الطقس الشتوي إلى الطقس المعتدل، حيث مع بدء فصل الربيع، تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع تدريجياً بعد فترة الشتاء الباردة، مما يؤدي إلى توفير ظروف أكثر دفئاً واعتدالاً في تلك المناطق.
الأنظمة الخريفية تنشط في نصف الكرة الشمالي: ما أثر ذلك على الدول العربية؟
بدء بناء الدوامة القطبية الشمالية إيذاناً بقُرب دخول فصل الشتاء
وتبدأ عملية بناء الدوامة القطبية الشمالية عندما تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض في فصل الخريف. حيث يتسبب التبريد السريع للهواء فوق القطب الشمالي في تعزيز الدوامة القطبية، مما يؤدي إلى تكوين نظام ضغط منخفض أقوى. هذا يعزز من حركة الهواء البارد نحو الجنوب، ويساهم في تشكيل أنماط طقس باردة تؤثر على نصف الكرة الشمالي. وتتسبب الدوامة القطبية في زيادة النشاطات الجوية، مثل العواصف والثلوج، خلال فصل الشتاء، مما يؤثر بشكل كبير على الطقس في المناطق التي تقع تحت تأثيرها.
السمات العامة لفصل الخريف في النصف الشمالي للكرة الأرضية
يُعتبر فصل الخريف فترة انتقالية تتغير فيها الأجواء ويزداد اضطرابها على العديد من الدول العربية، حيث يزداد تعمق وتوغل الأحواض الباردة القادمة من الشمال نحو الجنوب، مما يولد حالات عدم استقرار جوي تعمل على بداية موسم الأمطار فعلياً في العديد من المناطق العربية.
تقرير مناخي | تطور لظاهرة "اللانينا" لكن هذه المرة في المحيط الأطلسي .. كيف ذلك؟
كما يُعتبر فصل الخريف موعداً للأمطار وحالات عدم الاستقرار الجوي في شبه الجزيرة العربية، وانخفاض درجات الحرارة من مستوياتها الأربعينية المُرهقة في الصيف نحو مستويات أكثر اعتدالاً. يُعتبر الخريف فصل الانتظار والأمل لدى الفلاحين والمزارعين الذين ينتظرون بوادر وأخبار هطول الأمطار لتجهيز الأراضي الزراعية والتحضير للموسم الزراعي القادم. إضافة إلى ذلك، تشهد أشهر هذا الفصل عادةً زيادة في وتيرة الإصابات بأمراض الجهاز التنفسي نتيجةً لتقلب درجات الحرارة واختلافها، وذلك قبل استقرار الهواء البارد في المنطقة العربية خلال أشهر الشتاء.
للمهتمين والمختصين: ما هي الدوامة القطبية؟
الدوامة القطبية (Polar Vortex) هي نظام ضغط منخفض دائري يتشكل فوق القطبين الشمالي والجنوبي للأرض. تتكون من كتلة ضخمة من الهواء البارد التي تحيط بالقطب ويظل محاصراً بفعل دوران الأرض وقوة كوروليس (Coriolis Effect). تتسبب هذه الدوامة في نشوء نظام جوي متكامل يتأثر بشكل كبير بتغيرات درجة الحرارة والمواسم.
وتتكون الدوامة القطبية نتيجة التفاعل بين الهواء البارد الذي يتجمع فوق القطبين وحركة الهواء حولهما. خلال فصل الشتاء، تتسع الدوامة القطبية بسبب انخفاض درجات الحرارة، مما يؤدي إلى تعزيز نظام الضغط المنخفض. هذا التوسع يمكن أن يتسبب في تدفق الكتل الهوائية الباردة إلى مناطق أكثر اعتدالاً في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، مما يؤدي إلى موجات برد شديدة.
وخلال فصل الشتاء، تنخفض درجات الحرارة في المناطق القطبية، مما يعزز من قوة الدوامة القطبية وتوسعها. هذا التوسع يمكن أن يؤدي إلى تدفق كتل هوائية باردة إلى مناطق أبعد نحو الجنوب، مما يتسبب في موجات برد شديدة وعواصف ثلجية في المناطق المعتدلة. في فصل الصيف، تتقلص الدوامة القطبية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، لكنها تبدأ في إعادة بناء نفسها مع اقتراب الخريف استعداداً لفصل الشتاء المقبل.
والله أعلم.