مع دخولنا في فصل الخريف، هل يمكن أن تتكرر العواصف البردية القوية في الأردن؟
طقس العرب - لا شك أن فصل الخريف يرتبط بشكل كبير بتشكل حالات عدم الإستقرار في الأردن، وكما أصبح متعارف عند الكثير، أن حالات عدم الإستقرار ترتبط بهطول الأمطار الفجائية التي تكون غزيرة أحيانا وتسبب السيول والفيضانات في بعض المناطق، كذلك تترافق أحيانا حالات عدم الإستقرار بتساقط حبات البرد، التي تكون كثيفة أحيانا وذات حجم كبير.
ولا شك أن الكثير شاهد العاصفة البردية التي أثرت على العاصمة عمان وتسببت بأضرار كثيرة في الممتلكات بداية الصيف الماضي، والتي كان سببها تأثر الممكلة بحالة قوية من عدم الإستقرار الجوي، نتج عنها تساقط كثيف للبرد بأحجام كبيرة وغير مسبوقة في العاصمة عمان.
فهل يمكن أن تتكرر العاصفة البردية مرة أخرى على الأردن؟ وما الأسباب العلمية وراء تساقط البرد بكثافة؟
بداية يتشكل البرد عندما تتصاعد قطرات الماء إلى أعلى خلال العواصف الرعدية، ينقلها تيار الهواء الصاعد إلى أجزاء من الغلاف الجوي حيث يكون الهواء بارداََ بدرجة كافية لتجميد القطرات، وتتراكم الرطوبة الموجودة في الهواء على السطح الخارجي لقطرات الجليد أثناء تحركها في الهواء، ما يتسبب في تنامي حبات البَرَد على شكل كرات كبيرة.
وتكثر عادة العواصف البردية في المناطق السهلية والاستوائية، والتي تكون حرارة السطح مرتفعة هناك، حيث تحدث فروقات حرارية كبيرة عند ملامسة هواء أكثر برودة للهواء الدافئ المتواجد على السطح، فتتشكل التيارات الصاعدة، ويصعد الهواء الدافئ إلى طبقات الجو العالية بكميات كبيرة وكافية لتشكل حبات البرد بأحجام كبيرة.
وبالعودة إلى السؤال الرئيسي، هل الظروف مهيئة في منطقتنا حاليا لتشكل عواصف بردية جديدة؟
حقيقة ومن وجهة نظرنا هنا في كادر التنبؤات الجوية في طقس العرب، نرى أن إمكانية تكرار هكذا عواصف أمر نادر الحدوث في منطقتنا، والسبب أن تشكل عواصف بردية بهذا الشكل يحتاج فروقات حرارية كبيرة، والأمر في الخريف مختلف هنا، حيث أن البرودة تبدأ بالتأثير على أجواء الممكلة تدريجياََ، وهذا الأمر قد ينتج عنه فروقات حرارية غير كافية لتشكل عواصف بردية قوية، لكنه كافي لتشكل حالات عدم إستقرار وهطول أمطار غزيرة، لا سيما أن العاصفة البردية الأخيرة أثرت على الممكلة في فصل الصيف، والظروف تختلف تماماََ عن الأنظمة في فصل الخريف.