موسم الحالات المدارية في بحر العرب تحت تأثير ظاهرة اللانينا.. فهل ينذر ذلك بموسم مداري أقل نشاطاً من المعتاد؟

كتبها هشام جمال بتاريخ 2024/10/14

طقس العرب - يُتابع المُختصون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي آخر المُخرجات الصادرة من الخرائط العالمية لحرارة المُسطحات المائية، والتي تم الاستدلال من خلالها إلى أن ظاهرة "لانينا" (La Niña) تتطور ببطء خلال هذه الفترة. تتميز "اللانينا" بانخفاض درجات حرارة سطح البحر في المحيط الهادئ الاستوائي، والتي يمكن أن تؤثر على الأنماط المناخية العالمية بطرق متعددة. تشمل تأثيراتها المحتملة تغييرات في أنماط الأمطار، حيث قد تؤدي إلى زيادة أو نقص في الهطول في مناطق مختلفة، فضلاً عن تأثيرها على درجات الحرارة والأعاصير.

 

احتمال تطور ظاهرة اللانينا بنسبة تفوق 70% خلال فصل الخريف تزامناً مع موسم الحالات المدارية الثاني في بحر العرب

 

تشير أحدث التوقعات المناخية والتقارير الصادرة من المراكز العالمية، وتحديدًا وكالة NOAA لمتابعة الغلاف الجوي والمحيطات، إلى احتمال بنسبة 71% لتطور ظاهرة "لانينا" خلال الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر 2024، أي خلال فصل الخريف الحالي. ومن المرجح مع احتمالية عالية بنسبة 74% لاستمرارها خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي. ومن المتعارف عليه أن ظاهرة اللانينا تؤثر بصورة كبيرة على موسم الأعاصير المدارية حول العالم، بما فيها موسم الحالات المدارية في بحر العرب، والتي تتطور بطبيعة الحال خلاله. حيث يبدأ الموسم الثاني لنشاط الحالات المدارية في شمال المحيط الهندي في شهري أكتوبر ونوفمبر، ويُسمى (Post-monsoon)، أي الموسم الذي يلي نشاط الرياح الموسمية في بحر العرب. لا يعني ذلك عدم وجود احتمالية لنشاط الحالات المدارية في فترة أخرى من السنة، إلا أن الفترتين السابقتين تُعتبران ذروة نشاط الحالات المدارية في بحر العرب.

 

علمياً، ظاهرة اللانينا تؤثر بشكل كبير على موسم الحالات المدارية في بحر العرب

 

وقال المُختصون الجويون في مركز طقس العرب إن ظاهرة اللانينا تتسبب في تغييرات في نمط درجات الحرارة وسلوك الغلاف الجوي، التي تؤثر على تطور وتواتر الحالات المدارية. فيما يلي بعض الآثار الرئيسية لظاهرة اللانينا على موسم الحالات المدارية في بحر العرب:

 

انخفاض درجات حرارة سطح البحر: خلال ظاهرة اللانينا، تكون درجات حرارة سطح البحر في المحيط الهادئ الاستوائي أقل من المعتاد، مما يؤثر على التوزيع العام للحرارة والرطوبة في الغلاف الجوي، بما في ذلك بحر العرب، حيث تميل المياه في بحر العرب أيضًا إلى أن تكون أكثر برودة نسبياً من الوضع الطبيعي، مما يقلل من فرص تطور الحالات المدارية إلى أعاصير قوية.

 

زيادة نشاط الرياح القص العلوية: ومن جانب آخر، فإن ظاهرة اللانينا غالبًا ما تكون مرتبطة بزيادة نشاط الرياح القص العلوية في بحر العرب، وهي الرياح التي تتغير سرعتها أو اتجاهها مع الارتفاع. وتؤدي رياح القص القوية إلى تفريق وتفتيت النظام المداري، مما يمنع تطوره إلى أعاصير قوية أو حتى منظمات مدارية عميقة.

 

الضغط الجوي المرتفع: كما تؤدي ظاهرة اللانينا إلى ارتفاع الضغط الجوي العلوي في منطقة بحر العرب. هذا يخلق بيئة جوية غير ملائمة لتشكل السحب والحمل الحراري اللازم لتطور الأنظمة المدارية. كما يحد الضغط المرتفع من تدفق الرطوبة ويمنع تكون العواصف المدارية.

 

تأثيرات التيار النفاث: كما تؤدي اللانينا إلى تحرك التيار النفاث في الغلاف الجوي على نحو يعزز من الرياح السطحية القادمة من القارات المجاورة مثل الهند، والتي تحمل معها هواءً جافًا إلى بحر العرب. هذا الهواء الجاف يعيق تشكل السحب الرعدية والنشاط المداري.

 

موسم أقصر وأقل نشاطًا: وعادةً ما تتسبب ظاهرة اللانينا في تقليل عدد الحالات المدارية في بحر العرب وتقصير الموسم المداري. وعادةً ما يكون هناك عدد أقل من الأعاصير والعواصف المدارية مقارنةً بالسنوات التي تسود فيها ظاهرة النينيو، التي تكون أكثر دعمًا لنشاط الأعاصير في بحر العرب.

 

والله أعلم.



تصفح على الموقع الرسمي



انخفاض على درجات الحرارة وبرودة على الطقس مع استمرار فرص الأمطار الأيام القادمةتعمق تأثير الموجة الباردة السيبيرية ليل الثلاثاء/الأربعاء وتحول الأجواء إلى قارسة البرودة في عموم المناطقالإعصار المداري الوحيد في العالم هذه الأثناء يجلب كميات أمطار ضخمة لأسترالياالرياح القطبية تتعمق وثلوج تاريخية على سواحل خليج المكسيك لم تحدث منذ 60 عامًاتأثيرات ظاهرة اللانينا تظهر جليًا على شرق المتوسط وتنعكس على ضعف أداء الموسم المطري حتى اللحظةأمطار الخير بعد الفرج والنصر تعود إلى قطاع غزة خلال الأيام القادمةحالة جديدة من عدم الاستقرار الجوي تؤثر على المملكة اليومين القادمين وسط استمرار غياب المنخفضات الشتوية! (تقرير تحليلي)وزارة الأوقاف تدعو المواطنين لأداء صلاة الاستسقاء يوم الجمعة المقبلاعلان الرئيس الأمريكي ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ